العربي نيوز:
بدأت المليشيا الانقلابية، تنفيذ حملة واسعة، مدعمة بالمدرعات والمصفحات العسكرية، لازالة علم الجمهورية اليمنية، بدءا من القصور الجمهورية والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، في محافظة المهرة، حسب تأكيد مصادر محلية متطابقة.
وأكدت المصادر المحلية المتطابقة إن مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بدأت الاربعاء (12 مارس) ازالة علم الجمهورية اليمنية بداية من القصر الجمهوري في مدينة الغيضة، ضمن استعداداتها لزيارة رئيسها عيدروس الزُبيدي.
موضحة أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" انزلت علم الجمهورية اليمنية من القصر الجمهوري في الغيضة ورفعت بدلا عنه راية الانفصال (علم ما كان يعرف باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل 1990م)، قبيل وصول رئيس "الانتقالي" الزُبيدي.
وأفادت المصادر المحلية المتطابقة في محافظة المهرة، بأن "مدرعات وأطقم وآليات عسكرية كثيرة تابعة لعيدروس الزبيدي، وصلت إلى مدينة الغيضة واستقرت في القصر الجمهوري، واستبدلت حراسته التابعة لألوية الحماية الرئاسية، بوحدات منها.
يتزامن هذا مع تنفيذ رئيس "الانتقالي" عيدروس الزُبيدي زيارات متتابعة للمحافظات الجنوبية، والقائه خطابات تصف قوات الجيش والامن بـ "قوى الاحتلال والارهاب" وتتعهد بانفصال جنوب اليمن، وتبرر مشاركتها في مجلس الرئاسي بأنه "مؤقت".
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن
بالمقابل، أدانت لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، المناهضة لقوات التحالف بقيادة السعودية والامارات ومليشياتها المحلية، اجتياح مليشيا "الانتقالي" مدينة الغيضة و"دخول مجموعات مسلحة تضم أكثر من 680 مسلح و120 طقمًا مدرعًا".
وقالت اللجنة في بيان لناطقها الرسمي علي مبارك محامد، إنها تدين بشدة هذه الاعمال، التي وصفتها بأنها "تصعيد خطير يكشف عن حماقة وعقلية المليشيات المدعومة خارجياً، والتي لا تدين بالولاء للوطن، بل لأجندات مشغليها".
مضيفة: إن "دخول هذه القوات بأسلوب عشوائي ومليشياوي “ليس استعراضاً للقوة، بل محاولة لخلق الفوضى وإثارة القلاقل"، وأردفت: إن "هذه الخطوات تهدف إلى زعزعة استقرار المحافظة الآمنة، وفرض واقع جديد لا يتوافق مع تطلعات أبنائها".
وفي حين حذر ناطق لجنة الاعتصام في المهرة من "استمرار هذه الممارسات التي تهدد السلم الاجتماعي في المحافظة"؛ أشاد بتدخل اللجنة الامنية العليا بالمحافظة، واعادتها العلم الجمهوري الى صارية القصر الجمهوري في الغيضة.
داعيا جميع المواطنين في المهرة إلى “التكاتف والوقوف صفاً واحداً في وجه هذه المحاولات المشبوهة”، وقال: "المهرة أمانة في أعناق أبنائها، ولن تسمح لأي قوى خارجية أو داخلية بتقويض أمنها واستقرارها، ومحاولة فرض واقع جديد بالقوة".
شاهد .. لجنة اعتصام المهرة تتصدى للانتقالي
وتتواصل مظاهر الفوضى والعبث الاداري والمالي، والانتهاكات من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، وكان من بين ابرزها اعتقال العشرات من المحتجين على تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية ، بدعوى أنهم "عناصر مندسة في خلية لاسقاط عدن" حسب زعم المليشيا.
تفاصيل: المليشيا تنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة
تأتي الاقتحامات والاعتقالات والاغتيالات، عقب ايام على إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.