الخميس 2025/02/06 الساعة 04:47 ص

بدء اسقاط العاصمة من الداخل (صور)

العربي نيوز:

بدأت في هذه الاثناء شعبيا واقتصاديا وحكوميا، عملية واسعة ومفاجئة لجميع المراقبين المحليين والاقليميين والدوليين، لإسقاط العاصمة المؤقتة عدن، بانقطاع كامل للتيار الكهربائي وتبعا انقطاع خدمات الاتصالات وتوقف نشاط المستشفيات والمرافق الحكومية عن العمل، ما يشي بانقلاب جديد يحيكه "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.

وأكدت مصادر محلية وشهود عيان، اندلاع انتفاضة شعبية واسعة في هذه الاثناء، باغتت المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية، باحتجاجات متصاعدة في مختلف احياء ومديريات العاصمة المؤقتة عدن، جراء انقطاع خدمة الكهرباء بعد نفاد وقود جميع المحطات، على خلفية منع وصول امدادات النفط من حضرموت.

موضحة أن "مجاميع المواطنين يواصلون الخروج في مختلف احياء ومديريات العاصمة المؤقتة عدن، واحراق اطارات السيارات التالفة، وقطع عدد من الشوارع" احتجاجا على انقطاع التيار الكهرباء واعلان مؤسسة كهرباء عدن خروج جميع محطات توليد الكهرباء عن الخدمة جراء نفاد الوقود وتأخر امدادها من حضرموت.

في المقابل، نفذت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، انتشارا واسعا في العاصمة المؤقتة عدن، لأطقم وآليات مسلحة ومدرعة تابعة للمليشيا، تركزت بصورة اكبر في محيط قصر معاشيق الرئاسي ومطار عدن الدولي، ومقرات مؤسسات الدولة وهيئاتها، "تحسبا لأي اعمال شغب وفوضى وتخريب" حسب تعبيرها. 

وأعلنت المؤسسة العامة لكهرباء في عدن، مساء الثلاثاء (04 فبراير) في بيان: إن "خدمة التيار الكهربائي ستنقطع عن عدن بشكل كلي بعد نفاد آخر كمية من الوقود المتوفرة لتشغيل محطة الرئيس، التي تُعد المصدر الرئيسي للطاقة في المدينة". وقالت أن الشبكة ستتوقف بالكامل "بدءا من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل".

مضيفة: إن "عدم وجود مركز أحمال رئيسي كمحطة الرئيس او محطة المنصورة يحول دون الاستفادة من توليد المحطة الشمسية، ما يعني أن الشبكة ستتوقف بالكامل، وتأثر كافة القطاعات الحيوية، حيث ستتعطل المستشفيات والمرافق الصحية، وتتوقف حقول المياه، وتتعطل الأنشطة التجارية، ما سيضاعف من معاناة المواطنين".

وتابعت: "إن ما يحدث اليوم يعد سابقة خطيرة في تاريخ كهرباء عدن، التي كانت من أوائل المدن في الجزيرة العربية التي دخلت إليها خدمة الكهرباء، والتي عرفتها منذ عشرات السنين وكانت نموذجًا متقدمًا في هذا المجال، لكن اليوم، ولأول مرة، تواجه المدينة انطفاءً كليًا غير مسبوق يهدد حياة سكانها ويشل مرافقها الحيوية".

معبرة عن "عميق أسفها لهذا الوضع الخارج عن إرادتها". وأوضحت أن "المؤسسة، بذلت كل ما بوسعها خلال الأيام الماضية لضمان استمرار الخدمة، رغم شح الوقود، ورغم المناشدات والمخاطبات المتكررة لكافة الجهات المعنية، إلا أن الأزمة وصلت إلى ذروتها". وجددت مناشدة "الجهات المعنية تحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية".

والاثنين (03 فبراير)، وجهت مؤسسة الكهرباء في عدن، رسالة استغاثة و"نداء انساني"، إلى رئيس "حلف قبائل حضرموت" تناشده "السماح بضخ النفط الخام لتزويد محطة الرئيس في عدن التي باتت على وشك التوقف وانقطاع تام للتيار الكهربائي". بعدما وجه قيادة اللجنة الأمنية بالحلف بإيقاف خروج النفط الخام اعتبارا من الاثنين".

شاهد .. كهرباء عدن تعلن انقطاع الخدمة كليا

من جانبه، برر  رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش، قرار منع خروج قاطرات النفط من حضرموت، بأنه يأتي "حفاظا على ثروات حضرموت، وبعد أن أعطى أهل حضرموت مجلس القيادة الرئاسي الوقت الكافي للبت في تنفيذ استحقاقات حضرموت المشروعة".حسب تعبيره في اشارة إلى مطالب "الشراكة بالثروة والسلطة".

وتعاني عدن ومدن جنوب اليمن، من أزمات كهرباء متكررة؛ بسبب نقص الوقود وغياب الدعم الحكومي المستدام، واتهامات لشركات موالية لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" بافتعال ازمات توريد الوقود رفضا لاخضاء عمليات التوريد لمناقصات عامة، وسط مطالبات شعبية بإيجاد حلول طويلة الأمد تضمن استقرار الكهرباء بدلاً من الحلول المؤقتة.

يترافق اعلان التوقف الكامل لخدمة الكهرباء في عدن مع فرض مليشيا "الانتقالي" جبايات اضافية على النشاط التجاري في ميناء عدن، واستمرار تدهور قيمة الريال اليمني وارتفاع اأسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية والخدمات العامة، قدرته تقارير البنك الدولي بنسبة 300%. على نحو يهدد بمجاعة".

تتجاوز تداعيات انهيار قيمة الريال اليمني وتأخر صرف رواتب الموظفين، ارتفاع اسعار السلع والمشتقات النفطية، إلى تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية وانقطاع الكهرباء في ظل الصيف اللاهب والشتاء القارس، وتتصاعد مظاهر حالة من الفوضى في عدن بعد انتشار كبير للمخدرات والنازحين الأفارقة.

ويرى مراقبون للشأن اليمني، أن تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية "سابق لتوقف تصدير النفط جراء استهداف الحوثيين موانئ التصدير"، مرجعين التدهور إلى "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية".

من جانبهم، يُرجع سياسيون واقتصاديون تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد بين شركاء الحكومة".

ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، الحكومة التي يستحوذ نصف مقاعدها بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني إلى نهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة".

في المقابل، تتهم الحكومة "الانتقالي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه المسلح على الشرعية اليمنية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات ومشاركة طيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.

مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

بدء اسقاط العاصمة من الداخل (صور)بدء اسقاط العاصمة من الداخل (صور)