الأحد 2025/01/05 الساعة 05:20 ص

قوات طارق عفاش تتحرك أخيرا (تفاصيل)

العربي نيوز:

غادرت "القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي بقيادة طارق عفاش، حالة السبات وبدأت انتفاضة غير مسبوقة، من العاصمة الادارية المؤقتة لمحافظة الحديدة، مديرية الخوخة جنوبي المحافظة، بعملية اقتحام واسعة لمنزل مواطن والاعتداء على ساكنيه.

وذكرت أن "الجنود التابعين للقوات المشتركة، اقتحموا منزل المواطن ياسين حسن بالقوة، وروعوه وأسرته بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المنزل، قبل أن يعتدوا على ساكنيه". وأكدت "أن الاعتداء أسفر عن إصابة امرأة مسنة بجروح جراء تعرضها للضرب بأعقاب السلاح".

موضحة أن "الاقتحام المسلح لمنزل ياسين حسن، جاء على خلفية شجار يحدث بين الاطفال، ووقع بين بين طفل ياسين وطفل أحد الجنود المقتحمين أثناء لعبهم، توجه الاخير على اثر الشجار، برفقة عدد من الجنود إلى منزل ياسين، وقاموا باقتحامه والاعتداء على اسرته بأكملها".

وأشارت المصادر المحلية المتطابقة الى "تنامي سخط اهالي قرية القطابا وغضبهم". وأنهم "طالبوا قائد اللواء الأول زرانيق سليمان منصر، ومركز شرطة القطابا، بمحاسبة الجنود المعتدين وايقاف الاعتداءات البلطجية على المواطنين وتوجيه الانتفاضات باتجاه جبهات المعارك".

تأتي واقعة الاعتداء الجديدة من جنود طارق عفاش، عقب شهر على صدور ادانة دولية مفاجئة، على ارفع مستوى، لطارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، لتسببه بكارثة انسانية.

تفاصيل: ادانة دولية مفاجئة لطارق عفاش

سبق هذا مطلع نوفمبر الفائت، "اقتحام مجاميع مسلحة من القوات المشتركة يقودها قائد اللواء الرابع عمالقة جنوبية، نزار الوجيه، قرية حيس سالم واطلاقها الرصاص وترويعها اهالي القرية واعتدائها على مزرعة عبدالملك احمد زيدي، قبل ان تختطف الشيخ عبدالسلام زيدي واقتادته الى الاعتقال".

تفاصيل: شيخ يقلب مدينة محررة رأسا على عقب

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.

كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها  قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

شارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.