العربي نيوز:
اصدرت محكمة الاستئناف الجزائية حكما ببراءة معتقل شهير في سجون المليشيا الانقلابية والمتمردة، وقررت بطلان واسقاط جميع التهم المنسوبة إليه، وقضت بالإفراج الفوري عنه، عقب ثلاث سنوات من الاعتقال والتنكيل والتعذيب.
أكد هذا، المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) في بيان "رحب بحكم محكمة الاستئناف الجزائية في عدن ببراءة الصحفي أحمد ماهر، والإفراج الفوري عنه". مؤكدا أن "اعتقال أحمد ماهر كان تعسفيًا، دون أي أسس قانونية، واستمر لأكثر من عامين، تعرض خلالها للتعذيب".
لكن المركز الذي يتخذ من ولاية "ميشيغان" الامريكية مقرا له، طالب في الوقت نفسه بـ "محاسبة المسؤولين عن اعتقاله وتعويضه عما لحق به من أضرار نفسية ومادية". وجدد دعوته إلى "حماية حرية الصحافة في اليمن ووقف الانتهاكات بحق الصحفيين" في اليمن.
شاهد .. مركز امريكي يطالب بتعويض ماهر
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "المصدر اون لاين" علي الفقيه، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "محكمة الاستئناف الجزائية في عدن تقضي ببطلان التهم الموجهة للصحفي أحمد ماهر وتوجه بالإفراج الفوري عنه".
مضيفا: "نتمنى أن تمتثل الجهات التي تحتجزه للتوجيهات القضائية بالإفراج عنه وأن يحظى بتعويض عادل بعد قرابة ثلاث سنوات من السجن والتنكيل". في اشارة إلى مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وجهازه المسمى "مكافحة الارهاب".
شاهد .. الاستئناف تبرئ معتقلا بسجون المليشيا
واختطفت مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، مستشار وزير النقل للشؤون الاعلامية سابقا، الصحفي والاكاديمي اليمني احمد ماهر، في السادس من اغسطس 2022م، واخفته قسريا قبل أن تحيله لاحقا إلى المحاكمة بتهم كيدية وغير مثبتة تتعلق بالإرهاب.
تعرض الصحفي ماهر للتعذيب وتم ارغامه على تسجيل اعترافات تحت التهديد، وجرى عرقلة جلسات محاكمته طوال اشهر، قبل ان تصدر المحكمة الجزائية الابتدائية في عدن، أواخر مايو الماضي حكمًا بسجنه أربع سنوات، وصف بـ "افتقاده معايير العدالة".
والاربعاء (25 ديسمبر)، أصدرت محكمة الاستئناف الجزائية في العاصمة المؤقتة عدن، حكمًا ببراءة الصحفي أحمد ماهر، من جميع التهم المنسوبة إليه، بعدما أمضى بالسجن نحو عامين ونصف، تلت قيام مليشيا "الانتقالي" باختطافه على خلفية انتقاده جرائمها.
لكن مصادر قضائية في عدن، كشفت أن مليشيا "جهاز مكافحة الارهاب" التابع إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، دفعت النيابة الجزائية لتقديم طعن في الحكم الاستئنافي". موضحة أن "ملف القضية سيُحال إلى الدائرة الجزائية بالمحكمة العليا للفصل النهائي فيها".
وتصدر "الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات ومليشياته، اطراف الحرب في اليمن، على صعيد انتهاك حقوق الانسان والمواطنة وفي مقدمها حرية التعبير، عبر تنفيذه جرائم اختطافات واعتقالات واغتيالات للسياسيين والاعلاميين والناشطين بمناطق سيطرته.
أكدت هذا تقارير سنوية لمنظمات حقوقية متخصصة محلية واقليمية، اخرها، تقرير مرصد الحريات الإعلامية، لشهر اكتوبر الماضي، أكد توثيق العديد من الانتهاكات ضد صحفيين يمنيين في اليمن، أغلبها وقعت في مناطق الحكومة ومليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا.
وقال التقرير الشهري للمرصد "إنه رصد خلال أكتوبر الماضي 6 انتهاكات بحق صحفيين، بينها 5 انتهاكات منسوبة للحكومة اليمنية والأطراف المتواجدة في مناطق سيطرتها، وحالة واحدة ضد مجهولين". وأكد أن "8 صحفيين ما يزالون قيد الاعتقال بمناطق الحكوم".
مضيفا: إن "الانتهاكات توزعت بين حالتي اعتقال، وحالة احتجاز واحدة، وحالتي استجواب ومحاكمة صحفيين على خلفية نشاطهم الإعلامي، وحاله تهديد". وأردف: اعتقلت السلطات في عدن الصحفي محمد اليزيدي 15 يوما بشكوى من عضو الرئاسي فرج البحسني".
وتابع: إن الصحفي محمد اليزيدي، كان “قد ترك محافظة حضرموت إلى عدن لمواصلة عمله، خوفاً على حياته بعد تعرضه لحملة تهديد وملاحقة من قبل الجهات الامنية بحضرموت خلال فترة حكم اللواء فرج البحسني محافظا لمحافظة حضرموت". وقائدا للمنطقة العسكرية.
مؤكدا أن “8 صحفيين ما يزالون قيد الاعتقال وهم: “وحيد الصوفي، محمد المقري، ناصح شاكر، نبيل السداوي، أحمد ماهر، فهد الأرحبي، محمد المياحي، ومحمد الحطامي”، بعضهم يقبعون خلف القضبان منذ أكثر من تسعة أعوام، بينما ثلاثة منهم مختفين قسريًا".
والاربعاء (20 نوفمبر) نفذ قائد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة شبوة، علي مجور، حملة قمع للمعلمين والمعلمات شملت الاعتداء على معلمين ومعلمات نفذوا وقفة احتجاجية صباح الاربعاء (20 نوفمبر) أمام مقر السلطة المحلية بمدينة عتق للمطالبة برواتبهم".
تفاصيل: قيادي بالمليشيا يجلد معلمين ! (فيديو)
وتتواصل مظاهر الانفلات الامني وانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، واخرها اقتحامها الاربعاء (16 اكتوبر) منزل الناشطة العدنية حمدة مبروك، نائب رئيس دائرة المرأة في منتدى أبناء عدن والجنوب المهجرين قسرياً، ومحاولة اختطافها، على خلفية انتقادها "الانتقالي".
تفاصيل: المليشيا تقتحم منزل امرأة بالعاصمة (فيديو)
جاء اقتحام مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في عدن منزل الناشطة العدنية حمدة مبروك، عقب ايام على اختطاف المليشيا ابرز مشايخ معقل شرارة ثورة "14 اكتوبر" بالتزامن مع ذكراها الـ 61، لانتقاده محاولة "الانتقالي" الغاء اهداف الثورة وتزوير هويتها بزعم انها جنوبية خالصة، لخدمة اجندته الانفصالية.
تفاصيل: اعتقال ابرز مشايخ معقل "14 اكتوبر" !
وتأتي هذه الاقتحامات والاعتقالات، عقب ايام على إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
تتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.