العربي نيوز:
اعلنت ألوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، رسميا، عن استعدادها الكامل لقتال "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، بزعم أنها "خوارج" تنتمي الى "جماعة الإخوان المسلمين"، المصنفة امريكيا واماراتيا "منظمة ارهابية".
كشف عن هذا، القيادي البارز في "المقاومة الجنوبية" سابقا، ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، الناشط السياسي البارز عادل الحسني، في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، مساء الاحد (27 اكتوبر).
وقال الحسني، مذكرا بمقطع فيديو سبق ان نشره: "قائد لواء تبع العمالقة السلفية ( #سلفية_المخابرات ) وهو يحاضر الجنود في شبوة ، متفاخراً بهزيمة مشروع الروافض (أنصار الله) وهزيمة الخوارج الإخونج (حزب الاصلاح) في شبوة".
مضيفا: "مع أن الطيران هو الذي حسم معارك شبوة". واردف: إن القائد في العمالقة الجنوبية بمحافظة شبوة، استمر في محاضرته "حتى قال هذا القائد: لو أمرنا التحالف أن نقاتل الإخونج في فلسطين - يقصد (حمـاس) - لقاتلناهم !!".
وتابع القيادي البارز في "المقاومة الجنوبية" سابقا، ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، الناشط السياسي البارز عادل الحسني: "السؤال، لماذا لم يقل هذا القائد: لو أمرنا التحالف أن نقاتل اليهـود الصهـاينة في فلسطين لقاتلناهم؟".
شاهد .. "العمالقة" تعلن استعدادها لقتال "حماس"
موضحا في مقطع فيديو، بالتفصيل، أن قيادات "العمالقة الجنوبية" ومليشيات "الانتقالي"، ينتمون إلى ما سماه "سلفية المخابرات"، وأن هذا التيار يتلبس انتمائه السلفية الدينية، شكلا، ويعمل لخدمة اجهزة المخابرات الاماراتية والامريكية والاسرائيلية.
شاهد .. سلفي بارز يفضح "سلفية المخابرات" (فيديو)
ارتبط قائد "العمالقة الجنوبية"، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بأجنحة سلفية "جامية" ضمن تنظيم "القاعدة" وعلاقات وثيقة مع اميركا ترجع لحقبة تحشيد اجهزة الاستخبارات الامريكية المقاتلين العرب إلى افغانستان نهاية عقد السبعينيات، لمواجهة زحف الاتحاد السوفيتي سابقا نحو منابع الثروات في المنطقة.
تفاصيل: خفايا مثيرة للقاء المحرمي وسفير امريكا
وسبق لقيادات بارزة في مجلس ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" أن أكدت استعانة الامارات بقيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في معركة تحرير عدن 2015م، واستيعابهم لاحقا ضمن مليشيات أحزمة ودعم واسناد "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" و"قوات النخبة" الممولة من الامارات بمدن الجنوب، حتى اليوم.
تفاصيل: قيادي بالانتقالي يعترف بتجنيد "القاعدة" (فيديو)
كما وجهت المملكة العربية السعودية، مطلع يوليو 2023، ولأول مرة، اتهاما مباشرا إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باحتوائه قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في مليشياته المسماة "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" و"قوات النُخب"، على خلفية تطاول قيادات "الانتقالي" على قيادة المملكة.
تفاصيل: اول اتهام سعودي للانتقالي برعاية الارهاب (وثيقة)
وخلال العام 2024م، سجل "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن"، سابقة لا مثيل لها، وانبرى لأول مرة للدفاع عن "الوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، وتوضيح ملابسات مشاركة احد هذه الالوية في عملية اغتيال قيادي بارز بمليشيا "الانتقالي الجنوبي" في ابين، (21 اغسطس) بقصد تبرئتها.
تفاصيل: "القاعدة" تدافع عن "العمالقة" لأول مرة !
بدورها، أكدت قيادة مليشيا "العمالقة الجنوبية"، هذا الاعلان غير المسبوق لتنظيم "القاعدة"، في بيان خطير بنظر المراقبين للشأن اليمني، ردا على اول ادانة حكومية رسمية لها بالارتباط والتواطؤ مع "تنظيم القاعدة"، في دفن اسرار خطيرة لهجوم مودية الدامي، واغتيال قيادي بارز في مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: اعلان خطير وغير مسبوق لـ "العمالقة" (بيان)
وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم من القيادات.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "الانتقالي الجنوبي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م، تحت مسمى "اعصار الجنوب".
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب اليمن تحت غطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين و"العيب الاسود"، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء، ومشايخ قبائل الجنوب.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي البارز في "القاعدة" سابقا، عبداللطيف السيد.
تفاصيل: اغتيال "السيد" يكشف مسيرته المروعة
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي"، على الشرعية في اغسطس 2019م بسيطرة المليشيا على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن ومدن الجنوب، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية والعملة الوطنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات ونهب الاراضي والممتلكات، من دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي" و"العمالقة الجنوبية".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وموانئه وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.