العربي نيوز:
تداول سياسيون وناشطون، ولأول مرة، انباء مفاجئة وغير متوقعة، عن تورط طارق عفاش قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، بحادثة بشعة تعرضت لها 15 امرأة يمنية في احدى مديريات الساحل، الخاضعة لسيطرته.
وحمَّل سياسيون وناشطون يمنيون بينهم تهاميون، طارق عفاش "المسؤولية الكاملة عن حادث سقوط 15 امرأة يمنية في حفرة للصرف الصحي بمديرية ذو باب المندب"، غربي محافظة تعز، إثر انهيار جزء من الطريق التي كن يسرن فيها، لحضور حفل زفاف في المدينة، الخاضعة لسيطرة وسلطات طارق.
مشيرين في تناولاتهم وتعليقاتهم على الحادثة التي وقعت مساء السبت (26 اكتوبر) وأسفرت عن وفاة اربع نساء وإصابة اربع اخريات، إلى أن "مديرية ذو باب تخضع لسيطرة وسلطات طارق عفاش وقواته، ويتعامل معها كموقع عسكري لا كمدينة سكنية، وابرز مشاريعه صيانة طريقها لأغراض عسكرية".
وأثارت الحادثة موجة غضب شعبي واسعة، على منصات التواصل الاجتماعي وفي مديرية ذو باب، عبَّر عنها خروج المئات من اهالي المديرية وقطعهم طريق ‘المخا - عدن‘ احتجاجًا على تردي الخدمات في المنطقة. وأكدوا أن "هذا الحادث يعكس مدى الاهمال المستمر للمديرية وانعدام الخدمات الأساسية".
معبرين عن سخطهم من "استمرار التعامل مع المديرية كموقع عسكري"، وقالوا: "هذه مدينة باب المندب وليس الذُباب". كما حملوا "العميد طارق صالح مسؤولية ما حدث، وتعويض اهالي الضحايا وجبر الضرر الذي لحق بهم". مطالبين بـ "إقالة السلطات المحلية وتحسين الاوضاع الخدمية والصحية بالمديرية".
من جانبه، اكتفى طارق عفاش، حسب وسائل اعلامه، بـ "توجيه دائرة الخدمات الطبية في المقاومة الوطنية، بمتابعة حالات المصابات، وتقديم الرعاية الصحية والعلاج للنساء المصابات اللواتي وصلن إلى ‘مستشفى 2 ديسمبر‘ و‘المستشفى الميداني السعودي‘ في المخا، ومتابعة حالات الاصابات الطفيفة".
شاهد .. اقرار إعلام طارق بحادث سقوط 15 امرأة
وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.
كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.
تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)
وأعلن الحراك التهامي، نهاية مارس الفائت، ولأول مرة في بيان رسمي، اسقاط وصاية طارق عفاش على تهامة والقضية التهامية، مؤكدا على مبدأ "الندية" على ضوء نتائج لقاءات قائد المقاومة التهامية، العميد عبدالرحمن حجري الاخيرة، بمندوبي الأمم المتحدة وسفراء الدول الداعمة للسلام في اليمن.
تفاصيل: الحراك التهامي يسقط وصاية طارق عفاش أمميا
شارك طارق عفاش عمه الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا رسميا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".
تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة
وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.
تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)
جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.
تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن
بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) وغربه (طارق عفاش).
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.