العربي نيوز :
عادت رحى الحرب من جديد، بعد خرق صريح وخطير لاتفاق الهدنة وفشل الوساطات لاحتواء الموقف، وتتواصل في هذه الاثناء معارك عنيفة بمختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وسط انباء عن سقوط قتلى وجرحى، في صفوف قبائل الوازعية وقوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية).
وأكدت مصادر محلية وعسكرية متطابقة في مديرية الوازعية التابعة اداريا لمحافظة تعز، والخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، أن الاخيرة خرقت اتفاق الهدنة الموقع برعاية محافظ تعز نبيل شمسان واستغلت انسحاب سرية من قوات اللواء الثاني "عمالقة جنوبية" من المديرية، لتنفيذ اعتداء على قبيلة العلقمة.
موضحة أن "قوات طارق عفاش، باشرت بالاعتداء مساء الاحد (20 اكتوبر) على ابناء قبيلة العلقمة التابعين للعميد أبو ذياب العلقمي الصبيحي، قائد لواء الدعم والاسناد في الساحل الغربي" الذي اقاله طارق عفاش وسبق أن حاول اغتياله مرتين خلال العامين الماضيين، ويسعى لتصفيته حتى بعد مغادرته الخوخة.
وأفادت المصادر أن "الاشتباكات العنيفة اندلعت مجددا بعد هدنة دامت قرابة اسبوعين، بين قوات طارق عفاش وقبيلة العلقمة بقيادة العميد ابو ذياب العلقمي الصبيحي، في مثلث الظريفة بمديرية الوازعية،واسفرت حتى الان عن مقتل طلال النفاخ العلقمي واصابة اثنين اخرين من القبائل واصابة جندي من قوات طارق".
منوهة بأن "الاشتباكات مستمرة بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ويواصل طارق عفاش حشد قواته للمنطقة، التي اعلنت النفير القبلي وبدأت قبائل الصبيحة تلبي داعي النكف لدفع العدوان الواقع على قبيلة العلقمة من جانب قوات طارق عفاش، والساعي لبسط سيطرته على المديرية ونشر قواته فيها".
وتداول ناشطون من اهالي الوازعية صورا فوتوغرافية ومشاهد فيديو توثق الاشتباكات المتواصلة والمتصاعدة في مثلث الظريفة المدخل الوحيد لداخل تعز من جهة الساحل، في مديرية الوازعية، ذات الموقع الاستراتيجي، لكونها تربط بين الساحل الغربي (منطقة نفوذ طارق عفاش) ومناطق الجبل وبين محافظتي تعز ولحج.
شاهد .. اشتباكات عنيفة متواصلة بالوازعية (فيديو)
يأتي هذا بعدما شهدت مديرية الوازعية في سبتمبر الفائت، اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين إثر استحداث طارق عفاش قسم شرطة الظريفة، لتوسيع نفوذه في المديرية وادخال جنود من قبيلة الظريفة، التي تملك خلافات مع قبيلة العلقمي، ضمن توجه طارق التوسعي لبسط سيطرته على ريف محافظتي تعز ولحج.
واستمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الظريفة ومثلثها عشرة ايام سقط فيها قتلى وجرحى، واستخدمت فيها قوات طارق عفاش، ولأول مرة الطيران المُسير، ونفذت غارات عدة، روعت اهالي المنطقة واحدثت دمارا في الممتلكات الخاصة، بجانب فرض حصار محكم عليها، قبل ان تتدخل وساطة لاحتواء الموقف باتفاق هدنة.
تفاصيل: 8 غارات جوية على مدينة محررة ! (محصلة)
قاد الوساطة محافظ تعز، نبيل شمسان، وقائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية"، الشيخ السلفي حمدي شكري، نهاية سبتمبر الفائت، وتم التوصل الى اتفاق لوقف الاشتباكات وحقن الدماء، ونص الاتفاق المرفق على: "فرض الهدنة والتوقف التام لإطلاق النار، سحب فوري لكافة المسلحين واخلاء كافة المواقع المتمركزين فيها".
كما نص الاتفاق على أن "اشراف الشيخ حمدي شكري الصبيحي على سحب المسلحين، وتكليف مدير مديريتي الوازعية والشمايتين للاشراف على تنفيذ بنود الاتفاق". وعقب تنفيذ الاتفاق، وانسحاب سرية "العمالقة الجنوبية"، شهد شهد مثلث الظريفة اليوم الاحد، عودة قويه لقوات طارق عفاش بزعم تنصيب مدير جديد لقسم الظريفة.
شاهد .. قوات طارق عفاش تخرق اتفاق الوازعية
وزعمت وسائل اعلام طارق عفاش، أن "أحد أفراد قسم شرطة الظريفة في مديرية الوازعية- محافظة تعز، أصيب بطلق ناري أثناء تصدي أفراد القسم لعصابة مسلحة هاجمت المركز مساء اليوم (الاحد)". حسبما نقلت على لسان "مدير قسم الشرطة في الظريفة العقيد محمد سلطان القاسمي، المعيّن منمحافظ تعز" وليس وزير الداخلية.
مضيفا: "إن عصابة مسلحة باشرت أفراد مركز الشرطة بإطلاق النار بشكل مباشر وإصابة أحد الأفراد، ما دفعهم إلى الرد وملاحقة العناصر المهاجمة". وأردفت: "وفيما كان القسم يرتب مهمته بعد تعيين مدير جديد له بقرار المحافظ، فوجئ بهجوم المسلحين". مقرة باستغلال قوات طارق عفاش "انسحاب قوة من العمالقة الجنوبية اليوم".
شاهد .. إعلام طارق يحور وقائع الوازعية
ونهاية يونيو 2023م، أنقذت وساطة قبلية قبلية وعسكرية، شارك فيها قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية" الشيخ السلفي حمدي شكري؛ طارق عفاش وقواته من مواجهة عسكرية واسعة مع قبائل الصبيحة ومنتسبي "القوات المشتركة" في الساحل الغربي، من المحافظات الجنوبية؛ بعد تصاعد التوتر معها، إثر محاولة طارق عفاش للمرة الثانية اغتيال العميد ابو ذياب.
تفاصيل: وساطة تنقذ طارق بهدنة مشروطة مع الصبيحة
سبق محاولة اغتيال العميد ابو ذياب العلقمي الصبيحي، الثانية على التوالي خلال اقل من عامين؛ بساعات، اصدار طارق عفاش، قرارا بإقالته من قيادة لواء الدعم والاسناد في قواته وعدد من قيادات اللواء، وتعيين فهد زامط العلقمي بديل عنه برتبة جندي، ما اعتبره منتسبو اللواء "اهانة متعمدة" لهم ولقائدهم.
تفاصيل: طارق عفاش يقيل اخر قائد جنوبي بقواته (وثيقة)
ونجا العميد محمد عبده سالم الصبيحي المكنى "أبو ذياب" في العام 2021م من محاولة اغتيال تعرض لها في مدينة المخا، المقر المركزي لقيادة قوات طارق عفاش، بواسطة عبوة ناسفة، جرى تفجيرها عن بعد، عقب دقائق على نزول ابو ذياب من طقمه العسكري لشراء بعض حاجاته.
تفاصيل: محاولة اغتيال قائد جنوبي في المخا (تفاصيل + فيديو)
يُعد العميد ابو ذياب، من ابرز القادة العسكريين الجنوبيين في الساحل الغربي، منذ كان قائد كتيبة في اللواء الثاني عمالقة بقيادة الشيخ حمدي الصبيحي، قبل أن ينتقل الى اللواء الثالث "حراس الجمهورية" ويُعين أركان حرب باللواء ثم يعين قائدا للواء الدعم والاسناد (التدخل السريع) في قوات طارق.
وجاءت محاولة اغتيال العميد ابو ذياب، امتدادا لعمليات اغتيال مماثلة استهدفت العشرات من قيادات المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية، ضمن مساعي طارق بالترهيب والترغيب لتفكيك هذه الالوية وضمها بالقوة إلى قواته وتحت قيادته، ليغدو الحاكم العسكري للساحل الغربي، المفوض من الامارات.
مصادر امنية في مدينة المخا، حينها، لم تستبعد تورط عمار عفاش، وكيل جهاز الامني القومي سابقا، ومسؤول مخابرات قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش، في الساحل الغربي بتمويل اماراتي؛ في التخطيط والاشراف على محاولة اغتيال العميد ابو ذياب.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية ومحلية، وتقارير فريق خبراء لجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الامن الدولي؛ تتهم عمار صالح عفاش، بالتورط في التخطيط والاشراف على عشرات الاغتيالات ومحاولات اغتيال قيادات عسكرية وامنية في تعز ومارب والجوف وعدن والمحافظات المحررة جنوبي البلاد.
