الجمعة 2024/10/04 الساعة 08:28 م

احمد علي يمنح الشرعية

العربي نيوز - ابوظبي:

فاجأ نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش وقائد جيشه  (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، احمد علي عفاش، الجميع بإعلانه عن ما وصف فرصة اخيرة لأطراف ومكونات الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها، وجماعة الحوثي، قبل البدء في ثورة سبتمبرية جديدة تطيح بها وتنقذ اليمن، دعا إليها "احرار اليمن" لأول مرة.

جاء هذا في خطاب بثته قناته الفضائية "اليمن اليوم" بنسختها التي تبث من العاصمة المصرية القاهرة، بمناسبة الذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر" المجيدة، واسى فيه المشاركين والمشاركات في حركة "26 سبتمبر" الثورية الجديدة، التي اطلقها، وكان مقررا ان تنقض على سلطات جماعة الحوثي الانقلابية وتسقطها من داخل العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتها.

وقال: "لعلَّه من المفارقات المحزنة أن تطل علينا هذه الذكرى في هذا العام وشعبنا يواجه تحدياتٍ كبيرةً، تُماثل تلك التحديات التي واجهها المناضلون الروَّاد والثوارُ الأوائل الذين انحازوا لمصلحة شعبهم وقدَّموا التضحيات الغالية في سبيل تحرره والانتصار لإرادته، غير مبالين بكل أشكال القمع والجبروت، وانتصروا في معارك الثورة والجمهورية، وكان لهم ما أرادوا".

مضيفا في مخاطبة مليشيا جماعة الحوثي و"الانتقالي الجنوبي" واجراءاتهما بشأن "26 سبتمبر" : "ولعل من سخريات الأقدار أن شعبنا اليوم يخوض وبكل عزيمة وإصرار تحدياً جديداً دفاعاً عن ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته ومكاسبه وإنجازاته ضد كل من يحاولون الارتداد عن الثورة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، أو تمرير مشاريعهم العنصرية أو الجهوية".

وتابع احمد علي محرضا على الممارسات العنصرية والمناطقية للمليشيات الانقلابية، قائلا: "غير مدركين أن الشعب الذي قدَّم فيه الآباء أغلى التضحيات على استعداد لمواصلة تلك التضحيات بنفس الروح والإرادة وإلحاق الهزيمة بكل تلك المشاريع التي تخالف حقائق التاريخ والمنطق وتتعارض مع كل الأهداف والمبادئ التي آمن بها شعبنا وضحّى في سبيلها".

متوعدا باستمرار الحركة الثورية السبتمبرية حتى اسقاط من سماهم "تجار الحروب والفاسدون والباحثون عن مصالحهم الأنانية"، قائلا: وإنَّ على الذين يتوهمون أنهم بالقمع والعنف والخداع سوف يخرسون صوت الشعب أو يحولون بينه وبين الحفاظ على ثورته ومكاسبها العظيمة، سوف تنالهم الخيبة، فالثورة ديمومة مستمرة وُجِدتْ لتبقى شعلةً مضيئةً لن تنطفئ أبداً".

وواسى المشاركين في الحركة الذين اعتقلوا بقوله: "وكما لاحظنا وتابعنا فإنَّ شعبنا قد فرض إرادته وأعلن تمسُّكه بثورته، وخرج محتفلاً بها في الشوارع والميادين في الوطن وفي المهاجر التي تواجد فيها، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ورفع علم الجمهورية وردد الأناشيد الوطنية وتبادل التهاني معبِّراً عن فرحته بهذا العيد، ومعلناً تمسُّكه بمبادئ الثورة ونهجها".

متحدثا على نحو اكثر صراحة -ولأول مرة - عن "جماعة الحوثي" و"الانتقالي الجنوبي" ومن تواطئ معهم في الاجراءات القمعية لاحتفالات ذكرى ثورة "26 سبتمبر" بقوله: "فليس من المنطقي أو الجائز أن يصبح الاحتفال بعيد الثورة أو رفع علم الجمهورية تهمة يحاسب عليها المواطنون، وهو ما يخالف كل المنطق والحُريات التي كفلها القانون والدستور للجميع".

وقدم نفسه "المنقذ لليمن" بقوله: "إنَّ وطننا الغالي يمر بأصعب الظروف والتحديات وعلى مختلف الأصعدة، وحيث تزداد الانقسامات التي مزَّقت صفوف الشعب ووحدته الوطنية، وتزداد معاناة المواطنين على مختلف الأصعدة في ظل حالة اللاحرب واللاسلم القائمة والتي غابت فيها الرؤية لأي حل سياسي ينقذ الوطن مما هو فيه من حالة التيه والشتات والصراعات".

مضيفا في اعلان الثورة على الجميع: "وفي مثل هذه الأوضاع الصعبة وجد تجار الحروب والفاسدون والباحثون عن مصالحهم الأنانية غايتهم وضالتهم المنشودة، وسعوا إلى تكريس هذا الواقع، وهو ما يستوجب صحوةً وطنيةً تتضافر فيها جهود كل القوى الخيرة من أجل تجديد روح الثورة والخروج من هذا النفق المظلم ليستعيد الوطن عافيته وأمنه واستقراره ولُحمته".

وتابع: "كل يوم يمر تزداد فيه الأوضاع تفاقماً وسوءاً، ولم يعد شعبنا يتحمل الكثير وهو يتطلع إلى الخروج من ذلك النفق ووقوف كل أشقائه وأصدقائه والخيرين في العالم إلى جانبه ودعم جهوده ومساندته لتجاوز تلك الأوضاع وتمكينه من استعادة دولته وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في ربوعه". مستدركا: "وهذا لن يتحقق إلا بإدراك أنَّ الفعل يجب أن يكون يمنياً أولا".

مردفا: "فالشعب هو صاحب المبادرة والمصلحة في التغيير والقادر على ذلك متى ما أراد، وكما فعل في الماضي هو قادر على تكرار ذلك الأن، وهو ما يجب أن يعيه كل من يحاولون إسكات صوته أو قمعه أو إذلاله أو التذاكي عليه وتجاهل مطالبه وتطلعاته أو سلب إرادته ومقدراته". وأعلن عما وصفه مراقبون سياسيون للشأن اليمني "فرصة أخيرة لمختلف الاطراف".

وقال: "إنها لمناسبة نكرر فيها الدعوة لكافة القوى الوطنية إلى الحوار والتفاهم فيما بينها وإيجاد صيغة توافقية مناسبة تعزز من المصالحة وتؤكد على الحفاظ والدفاع عن الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والوحدة ودستور الجمهورية اليمنية وفاءً لتضحيات الشهداء ونضالات شعبنا وعطاءات مناضليه، وحان الوقت لإدراك حقيقة المخاطر التي تتهدد الوطن ووجوده".

مختتما خطابه "الثوري" بتجديد انتقاداته للأوضاع العامة وتدهور الخدمات والعملة الوطنية وغلاء المعيشة والانفلات الامني، التي كان وجهها في خطاب القاه السبت (24 اغسطس) إلى الشرعية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، بقوله: "وهذه مسؤولية وطنية ملقاة على عاتق الجميع، ولا ينبغي التقاعس عنها تحت أي مبرر". حسب تعبيره.

شاهد .. احمد علي يعلن الثورة على الجميع (خطاب)

وكشف ضابط في الجيش الوطني، عن ارهاصات ثورة "26 سبتمبر" الجيدة على مليشيات الحوثي الانقلابية، ومحاولات اعادة النظام الامامي الى اليمن، والاطراف الوطنية التي تصدرت لقياداتها، وابرز ما اعترضها في مراحلها الاخيرة الحاسمة والناجزة لإسقاط سلطات الحوثيين من داخل العاصمة ومحافظات سيطرتهم.

تفاصيل: ضابط يكشف ارهاصات "26 سبتمبر" الجديدة 

كما نشر ضباط التوجيه المعنوي في المنطقة الخامسة للجيش الوطني، النقيب راشد معروف، الاربعاء (25 سبتمبر)، مقطع فيديو البيان الاول للحركة الثورية السبتمبرية الجديدة التي تشكلت بقيادة اطراف وطنية سياسية وقبلية ورعاية قيادات في المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح، وقال: "حركة النسر اليماني من قلب صنعاء تعلن البيان رقم 1 وتتوعد الحوثي بالتنكيل".

شاهد .. البيان رقم 1 لحركة "26 سبتمبر" الجديدة (فيديو)

جاء هذا التسريب، بالتزامن مع تأكيد النائب الاول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، احمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الشورى، في حديث مع وكالة الانباء الحكومية (سبأ) الثلاثاء (24 سبتمبر)، عن "أن في مناطق الحوثيين ثورة تتخلق من جديد ولن يستطيعوا وقفها". موضحا أنها تمر بمرحلة "تشبه ما كان يعاني منه أحرار اليمن قبل الثورة".

شاهد .. ابن دغر يؤكد تخلق ثورة بمناطق الحوثيين 

كما كشفت قيادات مؤتمرية في صفوف الشرعية تقيم في العاصمة السعودية الرياض، في وقت سابق، عن هذه الحركة الثورية السبتمبرية، غير آبهة بسلامة منتسبي الحزب المشاركين في تنفيذها، ومن هذه القيادات محمد محمد مهدي المسوري، محامي الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش.

وقال المسوري: "شباب في صنعاء يستعدون لإطلاق حركة شبابية مدنية بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر". وأردف: "يجب التفاعل مع هؤلاء الشباب الأبطال ومشاركتهم في كل ما يقومون به من أجل الوطن والشعب". داعيا الشباب إلى "الحذر كل الحذر من المندسين الحوثة".

شاهد .. محامي صالح يكشف عن "حركة 26 سبتمبر"

تأتي هذه التطورات بعدما قادت خلافات على مخصصات مالية، الى تقديم هدية مجانية لجماعة الحوثي الانقلابية، وكشف خطة محكمة كانت أُعدت لتوجيه ما سمته مصادر حكومية "الضربة القاضية للحوثيين" والتي كان مقررا ان تسدد اليها من وسط العاصمة صنعاء بالتزامن مع ذكرى ثورة "26 سبتمبر" المجيدة.

وتداولت وسائل اعلام محلية، انباء اعتقال سلطات مليشيا الحوثي الانقلابية، عددا من الناشطات والناشطين، وكذا شخصيات حزبية واجتماعية، بتهمة "التخطيط والمشاركة في التحريض ضد السلطات والتحشيد لأعمال شغب وعنف في ذكرى ثورة 26 سبتمبر بتمويل من التحالف السعودي الاماراتي".

تفاصيل: خلافات مالية تكشف "ضربة قاضية" للحوثيين

بدوره، اضطر المؤتمر الشعبي العام، امام هذا الانكشاف الى اصدار اعلان رسمي مفاجئ للجميع، مساء الاثنين (23 سبتمبر) تضمن قراره الغاء "حركة 26 سبتمبر" المُعدة للانقضاض على جماعة الحوثي الانقلابية واسقاط سلطاتها من داخل صنعاء ومحافظات سيطرتها، ودعوته منتسبيه لوقف احتفالاتهم وحصرها في الاحتفال الرسمي.

تفاصيل: المؤتمر الشعبي يلغي احتفالات "26 سبتمبر" (بيان)

وفي المحافظات المحررة، يتصاعد منذ الاربعاء (25 سبتمبر)، استنكار واسع لسياسيين واعلاميين ومواطنين وناشطين، لما سموه "تفريطا مخزيا ومهينا"، قالوا إن الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها، اقدمت عليه بالغاء احتفالات "26 سبتمبر" في عدن والمحافظات الجنوبية.

تفاصيل: قرار للشرعية يفجر غضبا عارما ومتصاعدا!

كما استفزت "الانتقالي الجنوبي" جميع اليمنيين، بإصدار تعميم جديد، لمختلف فصائل مليشياته، ليل الثلاثاء (24 سبتمبر)، بتنفيذ انتشار واسع واستحداث نقاط تفتيش في العاصمة المؤقتة عدن "لمنع مرور اي وسيلة (سيارات، حافلات، شاحنات، اطقم) على متنها علم الوحدة اليمنية في عدن والمحافظات الجنوبية".

تفاصيل: المليشيا تلغي احتفالات "26 سبتمبر" رسميا (وثيقة)

جاء التعميم تنفيذا لقرار اعلنته مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابعة للامارات، رسميا، الغاء اي احتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، في عدن وجميع المحافظات الجنوبية ، لترغم الحكومة اليمنية على اصدار قرار مفاجئ وفاجع لليمنيين بإلغاء رفع رايات الجمهورية واحتفالات "26 سبتمبر" في المحافظات المحررة باستثناء محافظتين.

تفاصيل: رسميا .. الغاء احتفالات "26 سبتمبر" (قرار)

والسبت (24 اغسطس) فاجأ احمد علي عفاش، الجميع بإصداره أول توجيهات مباشرة إلى مجلس القيادة الرئاسي، وربط انهاء الحرب والسلام في اليمن بقيادته المؤتمر والبلاد "رئيسا مخلصا ومنقذا". مؤكدا تسريبات بدء التحالف بقيادة السعودية والامارات ودعم امريكي بريطاني ترتيبات تصعيده لرئاسة مجلس القيادة الرئاسي.

تفاصيل: احمد علي يصدر اول توجيه للرئاسي ! (وثيقة)

وتواصل اميركا، عبر سفيرها ومبعوثها الى اليمن، منذ اغسطس الفائت، عقد سلسلة لقاءات مكثفة مع قيادات مختلف اطراف ومكونات الشرعية اليمنية، لطرح دعمها اعادة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وتصعيد احمد علي عفاش، رئيسا للمجلس واستبدال عدد من اعضاء المجلس بقيادات عسكرية محل توافق مختلف الاطراف.

تفاصيل: اميركا تدعم رسميا احمد علي لرئاسة اليمن !

إلى ذلك، بدأت فعليا، وبدفع اقليمي ودولي، منذ ضغط التحالف بقيادة السعودية والامارات لرفع مجلس الامن الدولي، العقوبات الدولية عن الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي، اول اجراءات تنصيب الاخير، رئيسا للمؤتمر الشعبي العام ومجلس القيادة الرئاسي، ضمن توجه لإعادة ترتيب المشهد في اليمن وفقا لتطورات المنطقة.

تفاصيل: بدء اجراءات تنصيب احمد علي رئيسا (قرار)

ومطلع يونيو الفائت، كشف دبلوماسيون وسياسيون عن الثمن الذي التزم احمد علي عفاش، بدفعه للشرعية اليمنية مقابل تحركها لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليه ووالده بموجب قرار مجلس الامن الدولي الصادر عام 2015م لكونهما "يهددان امن اليمن واستقراره والسلم الاقليمي والدولي"، فضلا عن "انتهاكاتهما الجسيمة لحقوق الانسان في اليمن".

تفاصيل: الشرعية تبرم هذه الصفقة مع احمد علي

يشار إلى أن احمد علي عفاش، يتنافس مع ابن عمه طارق عفاش، عبر قواتهما وترسانة إعلامهما المسموع والالكتروني والمرئي (قناتي "اليمن اليوم" و"الجمهورية")، على زعامة اسرة عفاش ووراثته في السلطة، ويسعى جناح عفاش في المؤتمر الشعبي الى تنصيب احمد علي رئيسا للحزب تمهيدا لتقديمه رئيسا لليمن في التسوية السياسية للحرب، بدعم اماراتي سعودي.