العربي نيوز - تعز:
افصح طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، عن حقيقة نواياه تجاه تعز، وما يضمرها لها، بإصداره أمرا مباشر لقواته بالتحرك فورا لبسط السيطرة الكاملة على الوازعية "واستكمال اسقاط محافظة تعز والسيطرة عليها بما فيها مدينة تعز وتربية البراغلة" حسب مصادر محلية.
أكدت هذا مصادر محلية وعسكرية متطابقة، في مدينة المخا، المقر القيادة المركزية لقوات طارق عفاش و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات، موضحة أن "العميد طارق صالح وجه بتنفيذ حملة عسكرية واسعة وحازمة لبسط السيطرة على مديرية الوازعية، غربي مدينة تعز".
وأفادت بأن "توجيهات طارق صالح جاءت بعد اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت الخميس (20 يونيو) بين مسلحين من قبائل الوازعية ومنتسبين لقوات طارق صالح، حاولوا اقتحام المديرية وعددا من منازلها بحجة البحث عن خاطفي اثنين من منتسبي قوات حراس الجمهورية".
منوهة بأن "مسلحين قبليين بقيادة الشيخ أحمد المشولي اختطفوا اثنين من ضباط قوات طارق صالح، بعد أن قامت الأخيرة باختطاف شقيق المشولي قبل نحو ثلاثة أسابيع في مدينة المخا ورفضت الإفراج عنه، والحقته بالمعتقلين الذي يملأون سجون معسكرات طارق صالح".
ونقلت وسائل اعلام طارق عفاش، عن "مصدر مسؤول" في قيادة قطاع أمن الساحل الغربي، لم تسمه، قوله: إن "حملة أمنية أطلقت لملاحقة، مطلوب امني في مديرية الوازعية، بعد ثبوت تورطه بجرائم إختطاف، ضابطين من منتسبي قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية".
مضيفا: "إن المدعو أحمد سالم المشولي، في مديرية الوازعية، مطلوب امنيا ومايزال فارًا من وجه العدالة، والأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقته لتوقيفه وتقديمه للعدالة". متوعدا "سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار مناطق الساحل الغربي". حد قوله.
وتابع "المصدر المسؤول" في أمن الساحل الغربي، التابع لطارق عفاش: إن "جريمة اختطاف المواطنين مخالفة صريحة للقانون والدين والأعراف". داعيًا أهالي الوازعية إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في القبض على المطلوب". حسب تعبيره.
يأتي هذا في وقت، "تمتلئ سجون معسكرات طارق صالح، بالآلاف من المعتقلين العسكريين والمدنيين، على خلفية انتقاداتهم ممارسات قواته"، و"يتعرض المعتقلون لانتهاكات جسيمة وصنوف تعذيب مريعة أودت بحياة العشرات ودفعت اخرين للانتحار" حسب تقارير منظمات حقوقية.
تفاصيل: أول شكوى دولية ضد طارق عفاش ! (وثيقة)
تفاصيل: حراس طارق يختطفون طبيب "العمالقة" ! (صور)
ويسعى طارق عفاش، منذ تحالفه وعمه مع جماعة الحوثي في انقلاب 2014م للسيطرة على تعز، انتقاما من موقفها في اشعال ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير) واسقاطها النظام العائلي الفاسد والمستبد للرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش واسرته واصهاره.
شارك طارق عفاش عمه الرئيس الاسبق علي عفاش، بتسليم معسكرات الجيش اليمني ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي في انقلاب سبتمبر 2014م، قبل أن يعلنا رسميا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، وتمكنه من الفرار الى شبوة، التحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه منتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استولى طارق عفاش، على تضحيات "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، وعمل على تفكيك هذه الالوية وادماجها بقواته وتحت قيادته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من قياداته بإشراف شقيفه عمار عفاش.
تفاصيل: متهم خارج الحسبان باستهداف قيادات تعز!
أكدت هذا غير مرة مصادر امنية في تعز بقولها: إن "تتابع هذه الاحداث لم يكن مصادفة، بل مخطط له بدقة من جانب مسؤول استخبارات قوات طارق عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، وبهدف تسويغ اجتياح ريف ومدينة تعز". منوهة إلى تمييع قضية اثارة عناصر المؤتمر الشعبي ومكتب قوات طارق عفاش أحداث مهرجان #تعز_عيدنا.
تفاصيل: تمييع قضية اشتباكات مهرجان تعز
جاء تمييع القضية، عقب تكشف ابعاد خطيرة وصادمة، لاحداث الشغب واطلاق النار بختام مهرجان #تعز_عيدنا، تتجاوز كونها ردا من طارق عفاش على تمزيق واحراق صوره التي عُلقت في شوارع مدينة تعز، إلى تسويغ اجتياح المدينة واخضاعها وريفها لسيطرته، عبر تحركات خطيرة بالتوازي مع حملة تحريض واسعة شنها سياسيو وناشطو عفاش.
تفاصيل: طارق يبدأ تحركات خطيرة ضد تعز
ومع ان طارق عفاش، رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي المحررة في محافظتي الحديدة وتعز، و"اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن".
واصل طارق عفاش، المشاركة في حصار تعز عبر منفذ "المخا_الكدحة"، وظل يعتقل منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ويمنع عنهم الامدادات بزعم "مكافحة تهريب السلاح"، بالتوازي مع انكبابه بدعم اماراتي مباشر على استكمال تنفيذ خطة مرحلية لسيطرة قواته على مديريات ريف تعز، وصولا إلى السيطرة على مدينة تعز.
استغل طارق عفاش، انتكاسات التحالف بقيادة السعودية والامارات في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية في اليمن نهاية 2017م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، بالضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) وغربه (طارق عفاش).
ميدانيا، تفاقمت معاناة الملايين من المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية وبسطها على الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.