الجمعة 2024/05/03 الساعة 11:35 ص

انقلاب جديد متكامل على الشرعية (تفاصيل)

العربي نيوز - محافظات:

تعرضت الشرعية اليمنية لانقلاب جديد متكامل الاركان برعاية مباشرة من "تحالف دعمها" بقيادة السعودية والامارات، تتواصل في هذه الاثناء حلقات تنفيذه على مختلف المستويات، بالتزامن مع الذكرى الثانية لازاحة الرئيس هادي ونائبه وتشكيل مجلس قيادة رئاسي، برئاسة احد رموز النظام السابق، وعضوية قيادات مليشيا التحالف.

ويستكمل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات، انقلابا فاجعا لليمنيين، هو الاخطر على اراداتهم الشعبية الجمعية، وتضحياتهم النفيسية بالدماء والارواح، وتطلعاتهم المشروعة في دولة مدنية حديثة ناهضة ومستقلة السيادة والقرار، عبر مواصلة وأد ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير 2011م).

أكد هذا سياسيون ومراقبون للشأن اليمني، في تعليقاتهم على الذكرى الثالثة عشر لثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير). مشيرين إلى أن "التحالف فرض على مسؤولي السلطات المحلية ارادة رموز وقيادات النظام السابق لعلي عفاش، وحظر الاحتفال بذكرى ثورة الشباب في معظم المحافظات المحررة".

حلت ذكرى ثورة فبراير هذا العام، صامتة من الاحتفاء الحكومي ومحظورة على الاحتفاء الشعبي ايضا في المناطق المحررة، باستثناء مدينة تعز، الوحيدة التي احتفلت بالمناسبة مجددة التمسك بأهداف الثورة، ورفض توجهات التحالف لإستكمال تفتيت الشرعية اليمنية واعادة نظام علي عفاش وأسرته للسلطة.

شاهد .. احتفال وحيد ويتيم بذكرى ثورة 11 فبراير (صور)

شاهد .. مجلس شباب الثورة يحتفي بذكرى ثورة 11 فبراير (صور)

وعلق الكاتب السياسي، احمد عثمان، على انفراد تعز بالاحتفاء، قائلا: "شعلة فبراير.. تعز مخزون الثورة ورافعة المقاومة ودوحة الحلم والأمل كلما اعتقد البعض انها تعبت وانهكت، تنهض من بين انقاض العواصف بعنفوان اكبر وارادة جديدة. انها مدينة التحديات وصانعة الاصرار الوطني الذي لايتعب ولايقهر ايا كانت الظروف".

شاهد .. سياسيون يعلقون على دلالة ايقاد تعز شعلة فبراير

من جانبه، استنكر الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني، سابقا، وسفير اليمن لدى العاصمة البريطانية لندن حاليا، د. ياسين سعيد نعمان، الصمت الرسمي عن ذكرى ثورة 11 فبراير والغاء عيدها الوطني، وقال: "تمر الذكرى الثالثة عشر لفبراير هذا العام وسط صمت يلف أحداث مرحلة هامة من تاريخ اليمن المعاصر". 

مضيفا في مقالة مطولة بمناسبة ذكرى فبراير: "لا يبدو أن هناك ما يبرر هذا الصمت ، وخاصة من قبل أولئك الذي جاءوا إلى مواقع السلطة برافعة هذا اليوم ، أو أولئك الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً بإسمه ، سوى أن حالة من اللاوعي قد استجدت لتبث فكرة خاطئة، وهي أن ما وصل إليه حال البلاد كان بسبب هذا اليوم".

شاهد .. استنكار سياسيين الصمت الرسمي عن ذكرى فبراير

بالتوازي، شنت ترسانة اعلام النظام السابق للرئيس علي عفاش والجيش الالكتروني التابع لأفراد اسرته، حملة شعواء للتشنيع بثورة فبراير وتحميلها مسؤولية ما آلت اليه البلاد من حرب مدمرة وانهيار على مختلف المستويات المعيشية والخدمية والاقتصادية والامنية. متجاهلة شراكة عفاش مع الحوثيين في الانقلاب على الدولة.

وردت أبرز قيادات ثورة الشباب، الناشطة السياسية والحقوقية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، على الحملة بقولها: "لا أخطاء لثورة 11 فبراير، هي نقية الأهداف والكفاح والمقاصد، كل الأخطاء والآثام والأوزار لتحالف الثورة المضادة، الحوثي والمخلوع وحلفائهم الاقليميين". مردفة: "11 فبراير ثورة مجيدة وعظيمة ومستمرة".

شاهد .. اتهام مباشر للتحالف بالسعي لوأد ثورة فبراير

من جانبهم، اتفق سياسيون في أن فرض التحالف على مسؤولي السلطات المحلية ارادة رموز وقيادات النظام السابق للرئيس علي صالح عفاش، وحظره الاحتفال بذكرى ثورة الشباب في معظم المحافظات المحررة "يأتي ضمن توجهه لاستكمال تفتيت الشرعية اليمنية وإعادة نظام على عفاش واسرته إلى الواجهة وتمكينه من مفاصل الدولة".

وتداول سياسيون وناشطون في تعليقاتهم، أبرز شواهد مضي التحالف في وأد ثورة "11 فبراير" وأهدافها، ذاكرين بين ابرز هذه الشواهد "تقويض الدولة اليمنية وسيادتها على اراضيها واجوائها ومياهها" و"مصادرة القرار الوطني للشرعية"، وصولا إلى "اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه علي محسن، في السابع من ابريل 2022م.

منوهين بأن التحالف العربي "لدعم الشرعية في اليمن" دعم مليشيات انقلابية على الشرعية، وتمويله تجنيد وتسليح عشرات الألوية تابعة لكل من "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي في جنوب البلاد، وعبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) ما يسمى "العمالقة الجنوبية"، وطارق عفاش الوية ما يسمى "حراس الجمهورية" في الساحل الغربي.

وذكروا بين أخطر مراحل تفتيت التحالف بقيادة السعودية والامارات الشرعية اليمنية، منذ انطلاقه بشعار "دعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس من العام 2015م، فرضه "مجلس قيادة انقلابي" يرأسه احد رموز النظام السابق لعلي عفاش، ويضم بعضويته قيادات المليشيات المتمردة على الشرعية في جنوب البلاد والساحل الغربي".

كما ذكر المحتفون بذكرى الثالثة عشر لثورة الشباب (11 فبراير)، من شواهد سعي التحالف لوأد الثورة واهدافها، إعادة رموز النظام السابق لمفاصل الدولة، ممثلين برئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وعضو المجلس طارق عفاش، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، ورئيس مجلس الشورى، احمد عبيد بن دغر.

ولفتوا إلى "توجه التحالف بقيادة السعودية والامارات، الى السلام مع جماعة الحوثي الانقلابية" بمبرر حماية لمنشآتهما النفطية والغازية والاقتصادية، بعد استهداف الحوثيين لها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، و"استئناف الرياض وأبوظبي كامل العلاقات مع ايران على مختلف المستويات".

يشار إلى أن اليمنيين خرجوا في مثل هذا اليوم (11 فبراير) من العام 2011م في مختلف محافظات البلاد، للمطالبة بالتغيير واسقاط النظام العائلي الفاسد والمستبد والفاشل للرئيس علي صالح عفاش، وواجهوا جيشه العائلي بصدور عارية وسقط عشرات الشهداء حتى اطاحوا بعفاش نهاية 2011م، قبل ان تدخل دول الوصاية الخارجية وتحرف مسار الثورة.