العربي نيوز - تعز:
يقف جميع اليمنيون بلا استثناء على موعد مع انفراج كبير خلال ايام، لمعاناتهم الناجمة عن الحرب المتواصلة للسنة التاسعة، وفق اعلان سار يبشرهم بفتح وشيك لجميع المنافذ والطرقات والمطارات والموانئ، وتبعا تراجع اسعار السلع الغذائية، حسب ما ورد في مبادرة جديدة اطلقها "فريق الاصلاحات الاقتصادية".
وفقا لبيان فريق الإصلاحات الاقتصادية، فإن المبادرة تتضمن معالجات واجبة لأبرز تحديات قطاع النقل في اليمن، تسبق فتح الطرقات، وتتمثل في "الازدواج الجمركي والجبايات بمداخل المدن والموانئ، وإغلاق الطرق الرئيسية وتردي الطرق الفرعية، وارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية".
وأطلق الفريق بمبادرته "عددا من التوصيات قد تساهم في معالجة مشاكل النقل في اليمن أهمها: فتح الطرقات الرئيسية بين المدن، وفتح المطارات والموانئ، والسماح باستيراد السلع والبضائع وفقًا للقوانين والتشريعات المعمول بها في اليمن قبل الحرب، وإلغاء الرسوم والجبايات المفروضة في مداخل المدن".
جاء بين مقترحات فريق الإصلاحات الاقتصادية في منظومة المعالجات "السماح لكل البنوك العاملة في اليمن بإصدار الضمانات الجمركية والشيكات المصرفية حسب ما هو متعارف عليه وعدم حصرها في بنوك محددة مما يعقد من إجراءات التخليص الجمركي وفرض غرامات على التجار والسلع المستوردة".
مؤكدا أن "الجمارك في مداخل المدن زادت بنسبة تصل إلى 100 % على البضائع والسلع التي تستورد من ميناء عدن، ناهيك عن التعقيدات المفروضة على السلع القادمة إلى اليمن من الخارج والتأخير في عمليات الشحن والاستيراد والتفريغ". وأن المعالجات المقترحة "ستخفف اسعار السلع للمواطن".
وشدد فريق الإصلاحات الإقتصادية، وهو مبادرة طوعية لنخبة من خبراء الاقتصاد ورجال وسيدات الأعمال، على أن المبادرة تسعى إلى "تسهيل وصول السلع والمنتجات للشعب اليمني وخفض تكاليف النقل، في بلد يعيش 80 ٪ من سكانه حاليًا تحت خط الفقر". داعيا الحكومة للأخذ بالمبادرة وتنفيذها.
شاهد .. فريق الاصلاحات الاقتصادية يطلق مبادرة مبهجة
والسبت (24 فبراير)، اطلق سياسيون واقتصاديون تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح طريق "مارب-صنعاء"، الان. كاشفين عن "انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي من هذه الخطوة، اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة لتدهور قيمة الريال اليمني وفارق سعر صرفه".
تفاصيل: فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة
يأتي هذا بعدما دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، الخميس (22 فبراير)، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) من جانب واحد. وقال: "نحن اليوم أسسنا النقطة الامنية (بداية الطريق من جهة المناطق المحررة) في هذا المكان، ونسلمها عبر هيئة الاركان للجهات الامنية ونحن على استعداد أن نجهزها بالتجهيزات اللازمة والكافية لراحة المواطنين وتسهيل مرورهم".
وأبدى اللواء العرادة "استعـداد القيادة لفتح الطـرق الأخرى (مأرب - البيضاء - صنعاء) وطريق (مأرب - صرواح - صنعاء) من جانب واحد، متمنياً استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة الهادفة لتخفيف معـاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم". مضيفا: "آمل من الجميع التعاون في فتح جميع الطرقات الرئيسية في كل المدن اليمنية من أجل مصلحة الشعب اليمني وباقي الأمور لها مكانها وشأنها سواء كانت حرباً أو سلماً".
شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)
وأشاد رئيس لجنة فتح الطرقات الشيخ الخضر البدري بهذه الخطوة، وقال إنها: "ستخفف معاناة المواطنين واسعار السلع" مضيفا: "ندعو الطرف الاخر المتمثل في حكومة انصار الله في صنعاء الى الاستجابة مع هذه المبادرة الطيبة وفتح الطريق من جانبهم وأنا على يقين بأن حكومة صنعاء لن ترفض مثل هكذا مبادرة". مشددا على "ضرورة فتح جميع الطرقات الرئيسة في اليمن وأبرزها عقبة ثرة ابين، وتعز الحوبان، وطريق الضالع تعز".
في المقابل، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي محمد طعيمان، عما سماه "مبادرة تدشين فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب)". وقال: "الطريق مفتوحة وجاهزة للعبور وهي آمنة". معتبرا أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، كحسن نية".
شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)
وفي حين اكد اللواء العرادة: أنه "من جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية"؛ ابدت جماعة الحوثي تخوفها من فتح الطرقات من دون ما سمته "ضمانات". مشيرة إلى "ضرورة ابرام اتفاق رسمي مدعوم بضمانات اممية وقبلية لسلامة عبور المواطنين المسافرين دون التعرض لاي احتجاز او اعتقال على اساس اللقب او الانتماء لمنطقة بعينها كما ظل يحدث في الفترة الماضية". مطالبة بـ "إطلاق سراح جميع الاسرى".
جاء هذا في تصريح لعضو ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، القيادي البارز محمد علي الحوثي، نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين إكس (توتير سابقا). رحب فيه بإعلان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، فتح الطريق (مارب - فرضة نهم - صنعاء) وتسليمها للجهات الامنية وانشاء نقطة امنية في بدايتها من جهة المناطق المحررة.
وقال: "جيد إنهاء الحصار على صنعاء من قبل التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي وحلفائه باعلان فتح طريق مارب صنعاء الفرضة اذا استمر وسمح لليمنيين بالعبور منه مستقبلا. وإن شاء الله نرى ذلك ايضا في المنفذين الآخرين طريق ‘مارب_صرواح_صنعاء‘ و‘مارب _البيضاء‘ وندعوهم إلى الاستمرار في فك الحصار عنهما. كما ندعو إلى فك الحصار عن بقية الطرقات في جميع المحافظات وإزالة عسكرة الطرقات تباعا". في اشارة للنقطة الامنية.
مضيفا: "فيكفي ما نشاهده من حصار على غزة وما عاناه الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات من حصار طوال سنوات العدوان عليه". لكنه اردف: "وبالمناسبة ندعوهم للافراج عن المختطفين من الطرقات التي تم القبض عليهم فيها اثناء العبور وهم مسافرين بها خلال السنوات الماضية لتعزيز ثقة المسافرين بجدية الخطوة في هذه الطرقات ويعلم الجميع بأن المسافر آمن، خصوصا مع وضع نقطة في الطريق وتدشينه عسكريا الان كما اعلنوا ذلك".
شاهد .. اعلان حوثي بشأن فتح طريق صنعاء-مارب
أكد هذا الموقف من جانب جماعة الحوثي واشتراطها لفتح طريق "صنعاء-فرضة نهم- مارب" من جهتها، اطلاق سراح جميع المسافرين المحتجزين للاشتباه، رئيس لجنة الاسرى التابعة للجماعة، عبدالقادر المرتضى، بتصريح قال فيه: إن الشرعية في مأرب "إذا كانت جادة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال فتح الطرقات، فعليها أولا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لديها بلا تهمة عدا انهم من مناطق سلطاتنا" حد زعمه.
شاهد .. شرط الحوثيين بشأن فتح طريق صنعاء مارب
وعقب رئيس منتدى "السلام ووقف الحرب في اليمن" الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي، عادل الحسني، بقوله: "لا تربط قضية الطريق بالأسرى ، كن مفتاح خير بارك الله فيك". فرد عليه المرتضى: "لم أتحدث عن الأسرى يا أخ عادل فهناك مفاوضات على ملف الأسرى وهناك صفقات تبادل تتم بين الحين والآخر. أنا تحدثت عن المعتقلين الذين تم اختطافهم من الطرقات أثناء سفرهم في خط مأرب، فهناك معاناة كبيرة جداً".
مضيفا: "وللعلم جميعهم تم اعتقالهم بدون ذنب فقط لأنهم من مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى". وأردف القيادي الحوثي البارز عبدالقادر مرتضى، كاشفا عن مخاوف جماعته: "ثم من يضمن أن لا تتحول أي طريق تفتح إلى مصيدة لاعتقال المسافرين من جديد وظهور نقطة فلج جديدة في الطرق المفتوحة". ما أيده كثير من الناشطين الموالين للجماعة، وطالب محايدون بـ "تأمين كامل للطريق بعد فتحها من الجانبين".
شاهد .. مخاوف حوثية حيال فتح طريق مارب صنعاء
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا".
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.