العربي نيوز - مارب:
ردت قيادة الجيش الوطني على اعلان الحرب الصادر عن مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وتهديده بما سماه "استعادة استقلال دولة الجنوب كاملة السيادة"، وزعمه أن "لا سبيل للسلام الا بالعودة لوضع الدولتين لما قبل 22 مايو 1990م"؛ بإعلان "رفع الجاهزية الكاملة لدحر جميع المليشيات، من ارجاء البلاد".
وأصدرت مليشيات "المجلس الانتقالي" الثلاثاء، على لسان متحدثها محمد النقيب بيانا موجها إلى الاجتماع التأسيسي لما سمي "مجلس العموم الجنوبي" التابع للانتقالي، جددت فيه "ولاءنا وعهدنا ووفاءنا لوطننا وشعبنا وقيادته السياسية العليا" ممثلة برئيس المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي، وقضية "استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية".
بيان المليشيا تضمن اعلان حرب صريح على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وجميع المكونات السياسية والمجتمعية المناهضة لتوجهات وممارسات "المجلس الانتقالي" العنصرية والانفصالية، متعهدا بـ "المضي قدماً على دروب رفاقنا الأبطال ممن سبقونا في الفداء والتضحية من أجل وطننا الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة".
وقال: "لا خيار أمامنا كما قال رئيسنا القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي صباح اليوم (الثلاثاء): ‘إن مسيرتنا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها‘". وأردف: "لن تثنيا عنها حملات الترهيب وعمليات الإرهاب وحشود الغزو. فالسبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين لما قبل 22 مايو 1990".
شاهد .. مليشيا الانتقالي تعلن بدء حرب الانفصال (بيان)
بالتوازي، بدأت المملكة العربية السعودية، رسميا، تحركات واسعة سياسية وعسكرية، تسعى إلى التصدي لتمرد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، الذي اعلنه عيدروس الزبيدي الثلاثاء، على الشرعية اليمنية و"مجلس حضرموت الوطني"، واتفاق "خارطة الطريق للسلام في اليمن" المزمع توقيعه مع جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي.
جاءت اولى خطوات السعودية، باستدعاء عاجل للقائد العام لألوية "العمالقة الجنوبية" الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة غير مجدولة مسبقا ولم يتم تحديد مدتها ولا الغاية منها وما تسعى إليه. بالتزامن مع اعلان الزُبيدي تشكيل مجلس حكم جنوب اليمن.
وتضمن البيان الختامي لأول اجتماعات ما يسمى "مجلس العموم الجنوبي" التابع لـ "لمجلس الانتقالي"، تحديا لمساعي السعودية وجهودها لانهاء الحرب في اليمن واحلال السلام، ولمجلس حضرموت الوطني" المعلن مؤخرا تشكيل هيئة رئاسته وقوام هياكله، بدعم ورعاية من السعودية، رفضا لوصاية "الانتقالي".
اعلن البيان الختامي لاجتماع "مجلس العموم" التابع لـ "الانتقالي" إنه "يؤكد امتثاله وتمسكه بحق شعب الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته، وحقه في الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا". ويخول الزُبيدي "لاتخاذ القرارات الكفيلة بإنفاذ إرادة شعب الجنوب".
كما جاء في الفقرة الثالثة، من البيان، توجيه "مجلس العموم" و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، قواته بـ "الحفاظ على وحدة الجنوب وهويته" و"تحرير ما تبقى منه" و"تجسيد آمال شعب الجنوب وتطلعاته، وصون وحماية حقوقه السيادية". وغيرها مما جاهر بعدم اعتراف "المجلس الانتقالي" بمجلس حضرموت الوطني.
شاهد .. "الانتقالي" ينقلب على السعودية والشرعية وحضرموت (فيديو)
تزامن البيان الختامي لمجلس عموم "المجلس الانتقالي"، مع اعلان عضو هيئة رئاسة المجلس وممثل رئيسه للشؤون الخارجية، عمرو علي سالم البيض، إن "المجلس الانتقالي لم يطلع على مضامين خارطة الطريق لاتفاق السلام التي أعدها المبعوث الأممي، معتبرا ان اعدادها تم فقط مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
شاهد .. الانتقالي يرفض خارطة طريق السلام في اليمن (فيديو)
وعبَّر البيض رسميا عن اعتراض "المجلس الانتقالي" على خارطة الطريق للسلام في اليمن. بوصفها تعاني من "اختلال آليتها". محذرا من المستجدات التي تجري دون مشاركة وتشاور المجلس الانتقالي. الذي قال أن لديه "مبادئ وشروطه للانخراط في العملية السياسية، منها حل قضية شعب الجنوب ومشروع الوحدة بين الدولتين".
شاهد .. الانتقالي ينتقد المبعوث الاممي الى اليمن وعمله (فيديو)
من جانبهم، عبَّر سياسيون واعلاميون من محافظة حضرموت، عن استنكارهم ما اعتبروه "خطوة تصعيد جديدة"، قالوا أنها تسعى إلى "إقحام حضرموت والجنوب عموما في دورة صراع دامية"، مؤكدين أن ما تضمنه البيان الختامي لمجلس عموم الانتقالي "اعلان حرب على حضرموت والمحافظات خارج سيطرة مليشيا الانتقالي".
أكد هذا، رئيس التكتل الموحد للاعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى) عمر بن هلابي، في تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، قال فيه إن بيان مجلس عموم الانتقالي بمثابة "إعلان حرب" على المكونات الحضرمية، والمملكة العربية السعودية.
وقال: "بيان إعلان حرب على السعودية والقوى المتحالفة معها في حضرموت.!؟. وهذا البيان للانتقالي يحمل رسالتين سياسيتين وهي: يوجه قوات الانتقالي للإستعداد لما اسماه (الدفاع عن وحدة الجنوب) وهو تمهيد للحرب على حضرموت بعد إعلانها. وتسويق الولاء والاستعداد للتحالف مع العدو الصهيوني".
مضيفا: إن بيان المجلس العمومي لـ "الانتقالي"، في تأكيده على تحالف مليشياته مع امريكا لحماية الكيان الاسرائيلي وسفنه "بحجة حماية المياه الاقليمية بالتحالف مع مليشيات طارق صالح لتحقيق ذلك الهدف..!؟". وأردف: "فهل يدرك الأشقاء في المملكة وأبناء حضرموت واحرار الوطن هذه المرة المؤامرة".
شاهد .. حضرموت تستنكر اعلان الانتقالي الحرب عليها
يأتي اعلان "المجلس الانتقالي" التصعيدي ضد توجهات السعودية لانجاز "اتفاق خارطة السلام في اليمن"، ودعم مكونات حضرموت السياسية والقبلية والمدنية لادارة شؤون محافظتهم بعيدا عن وصاية "الانتقالي" ومن ورائه اطماع الامارات، امتدادا لسلسلة تهديدات اطلقها "الانتقالي" لمجلس حضرموت الوطني.
وسبق أن فشلت محاولات ومساعي "المجلس الانتقالي" لفرض سيطرة مليشياته على المحافظات الشرقية وبخاصة حضرموت والمهرة، كما فشل في تحريك تظاهرات لمؤيديه في المحافظاتين، ترفع شعار تفويضه و"الزُبيدي"، وتناهض مكونات حضرموت السياسية والقبلية والمدنية و"مجلس حضرموت الوطني".
تبنت الامارات في 2017م عيدروس الزُبيدي وإنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
ويصر "المجلس الانتقالي" على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.
تسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.