العربي نيوز - مارب:
أعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، مبادرة جديدة وصفت بالاخيرة، حقنا للدماء في مارب، وسعيا لانهاء التمرد القبلي المتواصل على خلفية رفض قرار الحكومة رفع اسعار المشتقات النفطية في المحافظة بنسبة 250 %.
ونقلت وسائل اعلام محلية بينها "مارب برس" عن اللواء العرادة أنه "وجه بتموين محطات مديرية مأرب الوادي بمخصصاتها من المحروقات، ويتحمل عضو مجلس القيادة محافظ المحافظة الفوارق المالية بين السعر القديم والجديد لمدة عشر أيام، لسد الذرائع وحفاظاً على المصلحة العامة".
موضحة أن التوجيه "جاء خلال لقائه مساء اليوم مع عدد من أهالي مديرية مأرب الوادي من المعترضين على قرار الزيادة السعرية بحضور رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز". وشدد خلاله "ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على وحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية".
وأشارت إلى أنه "خلال اللقاء تم التأكيد على إنفاذ القرار الخاص بالزيادة السعرية بدون تأجيل، والاتفاق على رفع التجمع تحت هذه الذريعة". وهي المبادرة الثانية للعرادة بعد تدخله في وقت سابق بتخفيض الزيادة باسعار المشتقات النفطية من 9750 ريالا للعشرين لترا، إلى 8000 آلاف ريال.
شاهد .. مبادرة جديدة للعرادة حقنا للدماء بمارب
يأتي هذا بعدما فاجأت وزارة الداخلية جميع اليمنيين بإعلان ينذر بتصعيد امني واسع، خلال الساعات القادمة، على خلفية بدء الاجهزة الامنية السعي الى القبض على قيادات ادرجتها على "القائمة السوداء"، بوصفها تقود التمرد القبلي المتواصل في مارب على قرار الحكومة رفع اسعار المشتقات النفطية في المحافظة.
تفاصيل: وزارة الداخلية تفاجئ الجميع بهذا الاعلان (وثيقة)
من جانبهم، اعتبر مراقبون وسياسيون اعلان وزارة الداخلية هذا الاجراء تصريحا بفشل المهلة التي طلبها، الاربعاء، مجلس القيادة الرئاسي من مشايخ مطارح مارب، الاسناد الشعبي والقبلي لقوات الجيش الوطني في الحرب ضد مليشيا الحوثي الانقلابية طوال الثماني سنوات الماضية.
جاءت هذه التطورات عقب تشييع قيادة وزارة الدفاع وهيئة الاركان العامة، الخميس، شهداء الجيش الوطني، جراء الاشتباكات المسلحة مع القبائل، الناجمة عن تصاعد التوتر المتواصل في مارب، بالتزامن مع ابلاغ مشائخ قبائل مارب، المحتجون على قرار رفع سعر المشتقات النفطية، مجلس القيادة الرئاسي، كلمتهم الاخيرة".
وتداول اعلاميون وناشطون بارزون في مارب، الاربعاء، بيانا جديدا صادرا عن "مطارح مارب" الاسناد القبلي والشعبي لقوات الجيش الوطني، تضمن نتائج لقاء الشيخ ناصر بن علي بن عوشان مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وعدد من اعضاء المجلس، في العاصمة السعودية الرياض، وابرزها منح مهلة للحكومة.
شاهد .. نتائج لقاء الرئاسي مع الشيخ ابن عوشان (بيان)
تزامن هذا مع اعلان صادر عن طارق عفاش قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، استفز قبائل مارب ومشايخها، الذين يواصلون اعتصامهم بمطارح وقبائل مارب، رفضا لقرار رفع اسعار المشتقات النفطية في المحافظة بنسبة 250% بزعم "تنمية ايرادات الدولة والحكومة".
تفاصيل: طارق عفاش يستفز قبائل مارب بهذا الاعلان
وترافق اعلان طارق مع انباء تفجير انبوب النفط بين حقل ريدان ومنشأة مصفاة صافر بمارب تسبب بإيقاف الانتاج، مساء الثلاثاء (26 ديسمبر) في تصعيد جديد وخطير، للتوتر العام في مارب، مع اصرار مشايخ وقبائل مارب، على ايقاف انتاج المشتقات النفطية وعبور قاطراتها حتى اسقاط والغاء قرار رفع اسعارها في المحافظة.
من جانبها، قالت اللجنة الأمنية والعسكرية بمحافظة مأرب، الاثنين: إنها تتابع التطوراتبمديرية مأرب الوادي، وما تقوم به العناصر التخريبية من جرائم قتل وقطع الطرقات وتعطيل المصالح العامة،..وما يرافق ذلك من تحريض تتخادم فيه عدة جهات معادية لأمن واستقرار محافظة مأرب".
واتهمت اللجنة المحتجين بأنهم "لها سوابق في الاختطافات والتقطعات والقتل والاعتداء على النقاط الأمنية والعسكرية وصدرت بحق عدد منهم أوامر قبض قهرية سابقة من الجهات القضائية". وأن "ما ورد في بياناتها يكشف حقيقة النوايا ودوافعها وزيف ادعاءاتها الكاذبة بغطاء قضايا مطلبية".
مؤكدة في بيان لها "أن القوات المسلحة والأمن لا تزال تتعامل بمسؤولية وصبر لإعطاء الفرصة للمغرر بهم، ممن التحقوا بتلك العناصر بالعودة إلى جادة الصواب، وتغليب المصلحة العامة، بعد انكشاف حقيقة دوافع من يتصدرون تلك التجمعات". في اشارة إلى المجتجين بمطارح مارب.
لكن اللجنة أكدت أن "القوات المسلحة والأمن لن تتهاون في القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في حماية المصالح العامة وتأمين الطرقات وحفظ الأمن والاستقرار، وستتعامل بكل قوة وحزم مع كل من تسول له نفسه المساس باستقرار المحافظة" حسب ما أفاد المركز الاعلامي للقوات المسلحة.
شاهد .. اللجنة الامنية بمارب تتوعد المحتجين (بيان)
وتشهد مأرب حالة غليان وعصيان قبلي ومدني غير مسبوق، بعدما أعلنت قبائل ومشايخ مارب، رفضها المطلق لما اعتبرته اساءة لها من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورفضها القاطع تنفيذ قرار رئيس الحكومة معين عبدالملك برفع اسعار المشتقات النفطية في مارب 250% بزعم "زيادة ايرادات الدولة".
تفاصيل: مارب تشتعل بعد اساءة العليمي لقبائلها (فيديو)
يأتي هذا بعدما اصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، لمحافظ مارب الشيخ سلطان العرادة، توجيها مفاجئا وصادما في الوقت نفسه، وصف فيه الاحتجاجات بأنها "اعمال شغب وفوضى"، واعتبر المحتجين "خارجين عن النظام والقانون"، وأكد "دعم للسلطة المحلية في انفاذ قرارات الحكومة المتعلقة بمعالجة اسعار المشتقات النفطية".
تفاصيل: الرئيس العليمي يفاجئ الجميع بهذا التوجيه !
وجاءت توجيهات رشاد العليمي، ووصفه ابناء مارب بـ "الخارجين عن النظام والقانون"، متزامنة مع بيان صادر عن الاحزاب في مارب المنضوية في التحالف الوطني للاحزاب والتنظيمات السياسية، الذي يرأسه العليمي، اعتبر احتجاجات ابناء وقبائل مارب على الجرعة السعرية "نية مبيتة لإفشال محاولات رص الصفوف واحداث ثغرة بالجبهة الداخلية".
دعت الاحزاب ابناء المحافظة: إلى "ضبط النفس والتحلي بالصبر وعدم قطع الطرقات واثارة الشغب والابتعاد عما يقلق السكينة العامة او يخل بالأمن في المحافظة". واعتبرت "مارب جزءا من الجمهورية ومن الطبيعي للدولة تحريك أسعار المشتقات النفطية". ودعت الحكومة لاعادة النظر في الاجور والمرتبات ومخصصات مارب من الموازنة والوظائف.
ورافق قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية في مارب، موجة احتجاجات شعبية واسعة، قوبلت بقصف من قوات الامن والجيش لمطارح مارب، الاسناد الشعبي والقبلي لقوات الجيش الوطني في المعارك مع الحوثيين طوال ثمان سنوات، اسفر عنه سقوط شهيد وجرح اخر، وأثار غضب قبائل مارب جراء ما اعتبروه "جحودا لتضحياتهم وتوسيعا لفساد الحكومة".
تفاصيل: قصف جوي غادر لمطارح مارب (محصلة اولية)
أعلنت مطارح مارب في بيان قرارها ايقاف انتاج حقول صافر وتعبئة القاطرات ومنع مرورها، احتجاجا على قرار رفع أسعار البترول من 3500 ريال للعشرين لترا إلى 8000 ريال. وقابلت قوات الامن والجيش هذا بقصف تجمعات القبائل المحتجة، ما اسفر عن اشتباك القبائل مع قوات الامن والجيش، وسقوط اربعة قتلى بينهم سائئق ناقلة نفط، الاربعاء.
تفاصيل: قبائل مارب توقف انتاج حقول صافر (بيان)
إلى ذلك، تواصل مطارح مارب ومعهم القبائل المتواجدين في محافظة مارب، حالة الاستنفار الواسع، على خلفية القمع المسلح من جانب قوات الامن والجيش لاحتجاجات على الجرعة السعرية. معتبرين هذا القمع "مصادرة لحقوق وحرية المواطن التي ينشدونها من تضحياتهم في الحرب مع مليشيا الحوثي، دفاعا الشرعية واملا في استعادة الدولة، طوال ثمان سنوات".
تفاصيل: استنفار قبلي بعد مجزرة مطارح مارب (فيديو)
في المقابل، اتفق سياسيون وإعلاميون في أن "اقدام الجيش على تحويل سلاح الدولة الى سندها في المعارك مع مليشيا الحوثي، يكشف توغل الفساد بمفاصل الشرعية"، معتبرين أن هذا الاجراء "يقمع حرية المواطنين وحقوقهم التي قاتلوا لأجلها طوال ثمان سنوات مضت ومايزالون". ومطالبين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة "احتواء الموقف بالتراجع عن قرار الجرعة".
يشار إلى أن قبائل مارب وفي مقدمهم قبائل ال عبيدة وغيرها من قُبل مارب، كانت سارعت إلى اعلان موقفها الرافض لانقلاب جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في سبتمبر 2014م، وتطوعت للتصدي للانقلاب وخوض معارك عنيفة طوال ثمان سنوات مع مليشيا الحوثي دفاعا عن الجمهورية والدولة ومارب، مقدمة تضحيات نفيسة من الشهداء والجرحى.