الجمعة 2024/11/01 الساعة 09:36 ص

مارب تشتعل بعد اساءة العليمي لقبائلها (فيديو)

العربي نيوز - مارب:

تشهد مأرب حالة غليان وعصيان قبلي ومدني غير مسبوق، بعدما أعلنت قبائل ومشايخ مارب، رفضها المطلق لما اعتبرته اساءة لها من جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورفضها القاطع تنفيذ قرار رئيس الحكومة معين عبدالملك برفع اسعار المشتقات النفطية في مارب 250% بزعم "زيادة ايرادات الدولة".

جاء هذا في بيان جديد، صادر عن مطارح مارب ومن معهم من القبائل المتواجدين في مارب، قال: إنه تبين بعد الأخذ والرد مع الوساطة المكلفة من السلطة في مارب ممثلة بمحافظها سلطان العرادة ، لايحملون أي حلول ، وأنهم جاءوا من أجل رفع المطرح ووصلوا إلى طريق مسدود من أجل إسقاط الجرعة.

لكن مشايخ مارب وقبائلها أكدوا "التزامنا بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا أن لا نعود إلا بعد إسقاط هذه الجرعة الظالمة دون قيد أو شرط ووفاء منا لشهدائنا الابرار الذين قضوا نحبهم في الحادثة الغادرة التي تمثلت في استهداف مطارح مارب بالطيران المسير" وأعلنوا منح جميع التجار والمقاولين مهلة لنقل ممتكلاتهم.

وقال البيان الصادر عنهم والمتداول على منصات التواصل الاجتماعي: "قررنا منح جميع التجار والمقاولين الذين تقع ممتلكاتهم من كنوب ومعدات ومتاجر ومعامل قرب منشأة صافر (وحدة التجميع المركزية السبيو) إخلاء المكان ونقل ممتلكاتهم إلى جوار كمب روضان من الناحية الغربية في مدة اقصاها 48 ساعة".

مضيفا: كما ندعو العاملين بمنشأة صافر، إلى ايقافها والمغادرة إلى منازلهم أو أي مكان آخر بعيداً عن المنشأة في مدة أقصاها 48 ساعة". وطالب "جميع المواطنين الساكنين قرب منشأة صافر أو عابري السبيل، بالابتعاد عن المنشأة 20 كيلو متراً على الاقل إلى الجهة الغربية وعدم المخاطرة بأرواحهم بعد انتهاء المهلة".

شاهد .. قبائل مارب ترفض اساءة العليمي وقرار معين (بيان)

وتداول ناشطون بارزون في مارب، مقاطع فيديو عدة، لحشود قبائل مارب وتصريحات مصورة تعبر عن مواقف مشايخها، وكذا مقاطع لعمليات احراق قاطرات بترول او ديزل او غاز، مخالفة لقرار قبائل مارب ومتحديا لتحذيراتها، الواردة في بياناتها المتلاحقة، والمشددة على أن لا انتاج للمشتقات النفطية حتى تلبية المطالب.

شاهد .. حشود مطارح مارب الرافضين للجرعة السعرية (فيديو)

شاهد .. استمراد تدفق القبائل لمطارح مارب الرافضين للجرعة (فيديو)

شاهد .. رفض السماح بمرور قاطرات المشتقات النفطية (فيديو)

شاهد .. احراق قاطرة مشتقات نفطية مخالفة لقرار القبائل (فيديو)

من جانبه، نقل مراسل وكالة “شنخوا” الصينية للانباء في اليمن، فارس الحميري، عن مصادره "مخاوف من انفجار الاوضاع في مارب"، وقال في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، إن الاوضاع تنذر بخروج الاوضاع عن السيطرة في مارب، أمام اصرار الحكومة على فرض الجرعة السعرية للمشتقات.

وقال: "منذ اسبوع يحتج المئات من ابناء القبائل المسلحين في مطارح بمنطقة العرقين قرب حقول صافر النفطية على خلفية رفع وزارة النفط لأسعار المشتقات النفطية. أعاق المحتجون خلال الأيام الماضية حركة مقطورات المشتقات، ومنعوا دخولها الى مدينة مأرب، كما طالبوا الشركات التجارية باخلاء منشأة صافر في مهلة تنتهي مساء غدا الثلاثاء".

مضيفا في بيان طبيعة الوضع الراهن في مارب: "تعرض المحتجون قبل أيام للإستهداف بطائرة مسيرة تابعة للقوات الحكومية؛ قتل منهم ثلاثة محتجين، الأمر الذي ضاعف من توافد المزيد من المسلحين القبليين الى المطارح. السلطة المحلية في مأرب ترفض حتى اللحظة التراجع عن قرار الجرعة، وهو ما يعني تصعيد المحتجين من أعمالهم".

وتابع مراسل وكالة الانباء الصينية في اليمن قائلا : إن هذه التطورات تأتي "وسط مخاوف من انفجار الأوضاع بشكل كبير بين القوات الحكومية والقبائل". مشيرا إلى أن "طرف ثالث دخل على خط الأزمة اليوم.. حيث هاجم مسلحون مركبة عسكرية في منطقة “محطة بن معيلي”، ما تسبب بمقتل ثلاثة عسكريين من القوات الحكومية". حسب تعبيره.

شاهد .. تطورات تنذر بانفجار الاوضاع في مارب 

يأتي هذا بعدما اصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، لمحافظ مارب الشيخ سلطان العرادة، توجيها مفاجئا وصادما في الوقت نفسه، وصف فيه الاحتجاجات بأنها "اعمال شغب وفوضى"، واعتبر المحتجين "خارجين عن النظام والقانون"، وأكد "دعم للسلطة المحلية في انفاذ قرارات الحكومة المتعلقة بمعالجة اسعار المشتقات النفطية".

تفاصيل: الرئيس العليمي يفاجئ الجميع بهذا التوجيه !

وجاءت توجيهات رشاد العليمي، ووصفه ابناء مارب بـ "الخارجين عن النظام والقانون"، متزامنة مع بيان صادر عن الاحزاب في مارب المنضوية في التحالف الوطني للاحزاب والتنظيمات السياسية، الذي يرأسه العليمي، اعتبر احتجاجات ابناء وقبائل مارب على الجرعة السعرية "نية مبيتة لإفشال محاولات رص الصفوف واحداث ثغرة بالجبهة الداخلية".

دعت الاحزاب ابناء المحافظة: إلى "ضبط النفس والتحلي بالصبر وعدم قطع الطرقات واثارة الشغب والابتعاد عما يقلق السكينة العامة او يخل بالأمن في المحافظة". واعتبرت "مارب جزءا من الجمهورية ومن الطبيعي للدولة تحريك أسعار المشتقات النفطية". ودعت الحكومة لاعادة النظر في الاجور والمرتبات ومخصصات مارب من الموازنة والوظائف.

ورافق قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية في مارب، موجة احتجاجات شعبية واسعة، قوبلت بقصف من قوات الامن والجيش لمطارح مارب، الاسناد الشعبي والقبلي لقوات الجيش الوطني في المعارك مع الحوثيين طوال ثمان سنوات، اسفر عنه سقوط شهيد وجرح اخر، وأثار غضب قبائل مارب جراء ما اعتبروه "جحودا لتضحياتهم وتوسيعا لفساد الحكومة".

تفاصيل: قصف جوي غادر لمطارح مارب (محصلة اولية)

أعلنت مطارح مارب في بيان قرارها ايقاف انتاج حقول صافر وتعبئة القاطرات ومنع مرورها، احتجاجا على قرار رفع أسعار البترول من 3500 ريال للعشرين لترا  إلى 8000 ريال. وقابلت قوات الامن والجيش هذا بقصف تجمعات القبائل المحتجة، ما اسفر عن اشتباك القبائل مع قوات الامن والجيش، وسقوط اربعة قتلى بينهم سائئق ناقلة نفط، الاربعاء.

تفاصيل: قبائل مارب توقف انتاج حقول صافر (بيان)

إلى ذلك، تواصل مطارح مارب ومعهم القبائل المتواجدين في محافظة مارب، حالة الاستنفار الواسع، على خلفية القمع المسلح من جانب قوات الامن والجيش لاحتجاجات على الجرعة السعرية. معتبرين هذا القمع "مصادرة لحقوق وحرية المواطن التي ينشدونها من تضحياتهم في الحرب مع مليشيا الحوثي، دفاعا الشرعية واملا في استعادة الدولة، طوال ثمان سنوات".

تفاصيل: استنفار قبلي بعد مجزرة مطارح مارب (فيديو)

في المقابل، اتفق سياسيون وإعلاميون في أن "اقدام الجيش على تحويل سلاح الدولة الى سندها في المعارك مع مليشيا الحوثي، يكشف توغل الفساد بمفاصل الشرعية"، معتبرين أن هذا الاجراء "يقمع حرية المواطنين وحقوقهم التي قاتلوا لأجلها طوال ثمان سنوات مضت ومايزالون". ومطالبين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة "احتواء الموقف بالتراجع عن قرار الجرعة".

يشار إلى أن قبائل مارب وفي مقدمهم قبائل ال عبيدة وغيرها من قُبل مارب، كانت سارعت إلى اعلان موقفها الرافض لانقلاب جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في سبتمبر 2014م، وتطوعت للتصدي للانقلاب وخوض معارك عنيفة طوال ثمان سنوات مع مليشيا الحوثي دفاعا عن الجمهورية والدولة ومارب، مقدمة تضحيات نفيسة من الشهداء والجرحى.