الثلاثاء 2024/11/26 الساعة 12:42 ص

انتعاش الريال في عدن واستقراره بصنعاء

العربي نيوز - متابعة خاصة:


شهد سعر صرف الريال اليمني انتعاشا أمام العملات الاجنبية، وسط توقعات شركات الصرافة تحسنا أكبر بعدما ابتعد عن حافة 900 ريالا للدولار في عدن، وحقق قفزة ذهبية أمام الدولار الأمريكي ليستقر عند 592 في محلات ومراكز الصرافة في العاصمة صنعاء.


وأكدت شركات الصرافة في العاصمة المؤقتة عدن، تحسن سعر صرف الريال في ختام التداولات المسائية ليوم الثلاثاء بواقع 789 ريالا للدولار شراء و807 ريالات للبيع، بعدما كان قد تجاوز 830 ريالا للدولار يومي الاحد والاثنين، ذاهبا باتجاه 900 ريالا للدولار الامريكي.


حسب شركات الصرافة في العاصمة المؤقتة عدن، وصل سعر الدولار في تداولات مساء الاثنين إلى 832 بيعاً و826 للشراء، في حين بلغ سعر البيع للريال السعودي 222 ريالاً يمنياً و217 شراءً، مع تفاوت نسبي من صراف وآخر. لكن سعر الصرف شهد الثلاثاء تحسنا.


ويأتي التحسن النسبي لسعر الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية، عقب يوم على اصدار البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، تعميما لجميع شركات الصرافة والتحويلات المالية، بشأن الية استئناف نشاطها جزئيا، وتضمنه تحذيرا صريحا ومباشرا لجميع المخالفين.


قرر البنك المركزي اليمني في تعميمه، الصادر الاثنين، بأن "يكون سعر الصرف للعملات الأجنبية لدى البنوك وشركات الصرافة نهاية كل يوم عمل، هو سعر الصرف لليوم الثاني، في حال عدم تغيير الأسعار حال وجود عوامل حقيقية للتغيير في سعر الصرف".


وشدد البنك المركزي في تعميمه على "ضرورة الإلتزام بسعر صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية وفقاً لسعر السوق، بحيث لا يتجاوز التغير في سعر الصرف (بيع/ شراء) خلال كل يوم عمل حد 1 ريال يمني/ ريال سعودي، 4 ريال يمني/ دولار أمريكي كحد أقصى".


موجها البنوك ومحال وشركات الصرافة والتحويلات المالية بأن "تلتزم بعدم مخالفة سعر السوق" للحد من عمليات المضاربة والتلاعب بسعر صرف العملة الوطنية التي شهدت تراجعاً كبيراً إلى 832 ريالا للدولار الاثنين، بعد تحسن شهدته قيمة الريال، بالتزامن مع عودة الحكومة.


وأوضح التعميم أن "البنك المركزي اليمني سيمارس عملية رقابة على البنوك ومحال الصرافة والاطلاع على مدى التزامهم". مضيفاً: "من الضرورة تمكين مفتشي البنك المركزي من الوصول غير المقيد إلى البيانات والتقارير المالية اللازمة والمعلومات المطلوبة لعملية التفتيش".


محذرا من أن "أي تجاوز لسعر الصرف بحدود تزيد عن المذكور يعد مضاربة في سعر الصرف وإضراراً بالمصلحة العامة ومخالفة للقانون وتعليمات البنك المركزي". ومتوعدا بأنه "سيتخذ البنك المركزي الإجراءات القانونية بحق المخالفين" من البنوك وشركات ومنشآت الصرافة.


وعاودت محال وشركات الصرافة في عدن وعدد من المحافظات المحررة، منذ صباح الأحد، ممارسة أعمالها المصرفية بشكل جزئي، وفق توجيهات البنك المركزي وجمعية الصرافين، بعد ايام من الإيقاف دون جدوى في كبح انهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الاجنبية.


وفقا لصيارفة في العاصمة المؤقتة عدن، فإن "توجيهات البنك المركزي اليمني، الاحد، قضت باستئناف فتح المحال والمنشآت المصرفية وشبكات التحويل بدوام جزئي يبدأ الساعة الثامنة صباحاً وينتهي الساعة السادسة مساء، يتم خلالها صرف كافة الحوالات والرواتب".


في المقابل ارتفعت عمولة التحويل المالي إلى مناطق سيطرة الحوثيين إلى 35%، حيث شهدت قيمة العملة المحلية تعافياً نسبياً في السوق المصرفية في العاصمة صنعاء عمّا كانت عليه الأيام الماضية، و"بلغ سعر صرف الريال 592 ريالاً للدولار، و156 للريال السعودي".


حسب شركات صرافة في صنعاء بلغ سعر صرف الريال 591 ريالاً للدولار، و156 للريال السعودي، وسط استمرار مركزي صنعاء في فرض اجراءات صارمة أسهمت في منع التلاعب بالعملة والحفاظ على استقرارها.


وكان خبراء اقتصاد انتقدوا تكرار مركزي عدن الإجراءات الفاشلة ذاتها وعجزه عن التحكم بالسوق المصرفية. معبرين عن "خيبة أملهم في الحكومة". ومتسائلين عن مصير الدفعة الأخيرة من الوديعة السعودية التي استلمها البنك مؤخّراً.


موضحين في تناولات منشورة للوضع الاقتصادي وتداعيات انهياره المتواصل أن "الدفعة الاخيرة من الوديعة السعودية يُفترض أن تكون سنداً للريال في محنته، حسب تعبيرهم، وإن كان قد ابتلعها الفساد كسابقاتها!". حسب تعبيرهم.


وحذر خبراء اقتصاديون من أن "غياب المعالجات الاقتصادية المستدامة، بما فيها استئناف الصادرات وتوحيد السياسة المالية بين بنكي صنعاء وعدن، سيفاقم من انهيار العملة الوطنية وارتفاع اسعار السلع ويهدد بردود فعل شعبية مدمرة".


وفي وقت سابق، أرجع مصدر اقتصادي في الرئاسة اليمنية، التعافي الكبير للريال اليمني بشكل في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، عقب اعلان تشكيل الحكومة، إلى الانفراج السياسي للصراع في جنوب البلاد وتدخل التحالف.


المصدر الرئاسي، قال: إن “سبب التعافي الذي طرأ على العملة هو التزام الرياض وأبو ظبي للرئيس هادي بإطلاق الوديعة من الدفعة 39 التي التزمت بها السعودية، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة وادائها اليمين الدستورية”.


موضحا أن “هذا الالتزام من جانب السعودية والامارات ترافق مع تشكيل الحكومة الجديدة مناصفة بين الشرعية والانتقالي وأداء اليمين الدستورية، ما ساهم في نزع قدر كبير من المخاوف في السوق المحلية”. قبل تفجيرات عدن.


لكن خبراء اقتصاديين ومصرفيين أوضحوا أن “التعافي النسبي للريال اليمني ليس مستداما وإنما تعافٍ موجه ناجم عن نشاط سياسي وليس اقتصاديا لأنه تزامن مع إعلان الحكومة الجديدة لامتصاص سخط الشارع”.


وحذروا في وقت سابق، من “تراجع مخيف لسعر الريال اليمني خلال الأيام القادمة في حال استمر غياب تواجد الدولة في المناطق المحررة وبقاء المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطرا على عدن وتوقف الصادرات السيادية لليمن”.


منبهين من أن “استمرار التوتر الامني والعسكري، وتشتت موارد الدولة وتعطل المنشآت الاقتصادية السياسية، وازدواجية السياسة المالية بين مركزي صنعاء وعدن، وحال الانفلات الاداري، ستؤدي لانهيار اقتصادي كبير”.


وتراجعت قيمة الريال اليمني 300% منذ بدء الحرب المتواصلة بعد ثباتها لسنوات عدة عند سقف 215 ريالا للدولار الامريكي. لكن انهيار الريال تضاعف منذ بدء العام الجاري ليفقد 26 % من قيمته، حسب تقارير اقتصادية.


أدى الانهيار المتسارع للريال وبصورة اكبر في المحافظات المحررة منذ مطلع العام الجاري، إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتعثر وارتفاع أسعار السلع وتزايد أعداد المعتمدين بشكل كلي على المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية.


وفشلت المعالجات المحدودة التي نفذها البنك المركزي اليمني بعدن في كبح تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث عاود الريال مسلسل انهياره بعد أيام من التعافي النسبي، وسط مخاوف من انخفاض أكبر خلال الأسابيع القادمة.


يشار إلى أن اسعار السلع والخدمات الاساسية شهدت خلال الشهر الماضي ارتفاعا كبيرا، تجاوز 180% جراء الانهيار المتسارع لقيمة العملة اليمنية، متسببا بارتفاع قيمة كيس الدقيق (50 كجم) إلى 25 ألف ريال.


وفيما يلي أخر تحديثات أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في صنعاء وعدن:

 
* أسعار صرف الريال اليمني في عدن:


الدولار الأمريكي


شراء = 789 ريالا


بيع = 807 ريالات  

 


الريال السعودي


شراء = 207 ريالات


بيع = 213 ريالا

 


* أسعار الصرف في صنعاء

 


الدولار الأمريكي


شراء = 592 ريالا


بيع = 595 ريالا

 

الريال السعودي


شراء = 156.5 ريالا


بيع = 156.9 ريالا