العربي نيوز - عدن:
كشف مسؤولون في وزارة الدفاع، لـ "العربي نيوز" حصريا، عن تفاصيل وملابسات تعرض وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق الركن محسن الداعري، في العاصمة المؤقتة عدن، لأول هجوم غادر منذ تعيينه، وخلفيات الهجوم وهوية الجهة المنفذة له.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع أن "مسلحين ينتمون لمليشيا الانتقالي، استهدفوا فجر اليوم الإثنين، منزل الفريق الركن محسن الداعري بحي انماء في العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي، في سماء المديرية ومديريات اخرى في عدن".
موضحة أن "المسلحين أطلقوا النار من رشاشات ومعدلات على منزل وزير الدفاع، بحي انماء في عدن فجر اليوم، ولاذوا بالفرار صوب مدينة الشعب، قبل أن تقوم وحدات من حماية وزير الدفاع بملاحقتهم". ونوهت إلى أن "الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين".
ولفتت المصادر العسكرية المتطابقة إلى أن "طائرة حربية حلقت فوق عدد من المديريات في عدن بالتزامن مع واقعة استهداف مسلحين لمنزل وزير الدفاع". مشيرة لى أنه "وجهت قيادة التحالف في عدن بعدم اصدار اي تعليق او بيان رسمي على الواقعة وتحليق الطيران".
منوهة بأن الهجوم على منزل وزير الدفاع يأتي عقب ساعات على عقده لقاءً مع رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، كُرس لبحث "التطورات العسكرية على الساحة الوطنية والإقليمية، والتهديدات الحوثية المتصاعدة على خطوط الملاحة الدولية".
ووفقا للموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي، فقد "تطرق اللقاء للتهديدات الحوثية في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، واستعدادات القوات المُسلحة للمساهمة بشكل فاعل في حماية خطوط الملاحة البحرية في المنطقة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
شاهد .. الزُبيدي يلتقي وزير الدفاع الفريق الداعري
بدت ملامح الانزعاج على وجه الزُبيدي حسب الصورة التي نشرها لسان حال "المجلس الانتقالي" للقاء، الذي سبقه لقاء عقده الزُبيدي السبت مع قائد القوات البحرية الفريق الركن بحري عبدالله سالم النخعي وقيادات عسكرية جنوبية موالية للانتقالي في القوات البحرية.
وحسب مصادر في وزارة الدفاع، فقد أبدى الزُبيدي انزعاجه من لقاءات وزير الدفاع الداعري في كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر "والتنسيق باسم قوات الجيش الوطني وهذه الدول بشأن التصدي لتهديدات جماعة الحوثي للملاحة البحرية وحركة السفن".
موضحة أن "الزُبيدي ابلغ وزير الدفاع ان باب المندب يتبع السيادة الجنوبية، وشدد على أن مهمة تأمين الممر الدولي للملاحة عبره من البحر العربي مرورا بخليج عدن وحتى البحر الاحمر، مهمة القوات الجنوبية، جنبا الى جنب مع الشركاء الاقليميين والدوليين".
أكد الزُبيدي هذا، عمليا، عبر لقاء عقده السبت، في مكتبه بمقر "المجلس الانتقالي الجنوبي" وليس قصر معاشيق الرئاسي في عدن، مع قائد القوات البحرية الفريق الركن بحري عبدالله سالم النخعي، كُرس "للاطلاع على جاهزية القوات البحرية لتعزيز الامن البحري".
وبخلاف لقاء الزُبيدي مع الداعري، اثبت الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي"، صفة الزبيدي في لقائه مع النخعي "الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية".
مشيرا إلى أن الزُبيدي "اطلع على جهود إعادة تأهيل المنشآت التابعة للقوات البحرية ورفدها بالمعدات الحديثة والمتطورة، وشدد على أهمية تكثيف الجهود للوصول إلى الجاهزية المطلوبة، مجددا ثقته بقدرات وكفاءات القوات البحرية في تنفيذ المهام على أكمل وجه".
ونقل عن الفريق النخعي في اللقاء الذي بدا لافتا انحصار المشاركين فيه على قيادات عسكرية في البحرية جنوبية فقط، تأكيده "استعداد القوات البحرية الكامل للمشاركة الفاعلة في التحالف الدولي لحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن".
شاهد .. الزُبيدي يلتقي قائد القوات البحرية النخعي
وجاءت تحركات رئيس "الانتقالي" عيدروس الزبيدي في ملف حماية الملاحة البحرية، عقب لقائه المبعوث الامريكي الى اليمن، تيم ليندركينغ، على هامش مشاركته بقمة المناخ في دبي، واعلانه "جاهزية القوات الجنوبية للعب دور محوري في تأمين الممر الدولي البحري".
شاهد .. الزُبيدي يلتقي المبعوث الامريكي الى اليمن
ويصر المجلس الانتقالي" على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.
تسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.