العربي نيوز - واشنطن:
اتخذت الولايات المتحدة الامريكية قرارا صادما ومستفزا لملياري مسلم وعربي حول العالم، بعد ساعات من تعطيلها للمرة الثالثة بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، رغم تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
وأعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) عن اقرارها صفقة جديدة لبيع الأسلحة والذخائر والقذائف الذكية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع منحها الكيان مهلة تمتد إلى بداية العام المقبل، لـ "انجاز مهمة عمليته العسكرية ضد حماس" حسب تعبير وزير الخارجية الامريكي بلينكن انتوني، وفق ما نقلت عنه الجمعة، صحيفة "تايمز" البريطانية.
جاء اعلان وزارة الدفاع الامريكية، امتدادا لما سبق للرئيس الامريكي جو بايدين اعلانه منتصف اكتوبر الفائت بشأن "التزام الولايات المتحدة الكامل بدعم الكيان الاسرائيلي والدفاع عن وجوده". وقالت الوزارة في بيان مقتضب، مساء السبت: إنه "تمت الموافقة على إمكانية بيع قذائف دبابات عيار 120 ملم لإسرائيل بنحو 106 ملايين دولار".
ووفقا لوكالة "رويترز" البريطانية للانباء، فقد أكد لها مسؤول أميركي حالي وآخر سابق إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا لإسرائيل". ذائعة الصيت، التي استطاعت المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام" خلال الشهرين الماضيين تدمير واعطاب العشرات منها، كليا وجزئيا.
تأتي صفقة الاسلحة الامريكية الجديدة للكيان الاسرائيلي، حسب تأكيد المسؤولين الامريكيين للوكالة البريطانية للانباء، بهدف "استخدامها ضمن عمليات الجيش الاسرائيلي ضد حماس في قطاع غزة". في تأكيد لتقارير استنزاف جيش الكيان مخزونه من القنابل والصواريخ في قصف غزة، وتصاعد خسائره من الآليات والمعدات والذخائر خلال عدوانه.
وتزامن قرار الموافقة على صفقة الاسلحة الامريكية للكيان الاسرائيلي، مع استخدام الولايات المتحدة الامريكية، للمرة الثالثة منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع قرار لمجلس الامن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، رغم تقدم امين عام الامم المتحدة بطلب تفعيل المادة 99 من ميثاق هيئة الامم المتحدة.
تجاوزت واشنطن المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة والتي تنص على احاطة مجلس الامن في حال "وجود تهديد بانهيار النظام العام للامم المتحدة والامن والسلم الدوليين". وتأكيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن "غزة تشهد اكبر كارثة حرب وخسائر بشرية"، وأنه "لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة، ولا يوجد مكان آمن في القطاع".
وفي حين امتنعت بريطانيا، عن التصويت، على مشروع القرار، صوت 13 من أعضاء مجلس الأمن بالموافقة على مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، من اصل 15 عضوا، وابطلته الولايات المتحدة باستخدام الفيتو، وبريطانيا بامتناعها عن التصويت، ليكون ثلاث مشروع قرار يقدم لمجلس الامن بعد مشروعي قرارين اقترحتهما البرازيل وروسيا.
بررت مندوبة اميركا في الامم المتحدة، موقف واشنطن بقولها "إن حماس لا تزال تشكل تهديدا لإسرائيل وتظل مسؤولة عن غزة"، وزعمت في الوقت نفسه أن "واشنطن تدعم السلام الدائم لكنها لا تؤيد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، لن تؤدي الا الى زرع بذور حرب قادمة". مؤكدة أن واشنطن "تسعى إلى مستقبل لا تكون حركة حماس موجودة فيه".
وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: إن "مجلس الأمن فشل في اتخاذ قرار ملزم يتضمن مطالب للأطراف لإنهاء العنف في غزة، وأشار إلى أن تهجير الفلسطينيين يهدف إلى جعلهم يختارون بين مغادرة وطنهم أو الموت". وأردف: "تدعو روسيا إلى وقف حلقة العنف إثر التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني الذي نشهده منذ 7 أكتوبر".
مضيفا باللغة العربية في حديثه لجلسة مجلس الامن الدولي الجمعة: "نضم صوتنا إلى وقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع وابعاد الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة، تدعم بلادنا كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى تطبيع الوضع وفتح الطريق أمام عملية التسوية الجدية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتابع: "تستنكر روسيا أي عمل قد يؤدي لسقوط ضحايا من المدنيين، وترفض أي مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب، وهو عبارة عن نكبة جديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني". مردفا: "في وجه هذه المخططات المشكوك فيها، كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية".
وميدانيا، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على استمرار حصاره الخانق للقطاع.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "17487 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 46480، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.