العربي نيوز - دبي:
فجر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، مفاجأة كبرى، مثلت صدمة لملايين اليمنيين وأثارت جدلا واسعا بين اوساط السياسيين والمراقبين للشأن اليمني، وكذا الناشطين اليمنيين على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، من اتخاذه قرارا جريئا شاركه فيه عيدروس قاسم الزُبيدي ورئيس الحكومة معين عبدالملك، ما أُعتبر "اول خطوة رسمية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي".
جاء هذا، بمشاركة العليمي والزُبيدي ومعين، معا، في اعمال قمة المناخ العالمية (كوب28) التي تستضيفها مدينة دبي في دورتها الثامنة والعشرين، بمشاركة حكام وحكومات معظم دول العالم بما فيها كيان الاحتلال الاسرائيلي، لبحث اثار التغيرات المناخية على الصعيد المحلي، والدعم الدولي المطلوب لتحسين القدرات الوطنية في مواجهتها، والحد من تداعياتها على سبل وأوجه الحياة.
وأثارت مشاركة اليمن بهذا التمثيل الثلاثي (الرئاسي والحكومة) في قمة المناخ جنبا إلى جنب مع الكيان الاسرائيلي، حفيظة قطاع واسع من اليمنيين وانتقادات حادة من السياسيين وجدلا واسعا متواصلا على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بين معارض خطوات الشرعية للاعتراف بالكيان الاسرائيلي تبعا لموقف دول التحالف بقيادة السعودية والامارات، ومدافع عن هذه الخطوات.
شاهد .. العليمي والزُبيدي يفجران استياء يمنيا واسعا
عزز موجة الريبة والاستياء محليا من مشاركة اليمن في قمة المناخ مع الكيان الاسرائيلي، أن اللقاءات التي اجراها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي على هامش القمة مع عدد من رؤساء 200 دولة مشاركة، "تركزت على نحو لافت مع حكام الدول المُطبعة للعلاقات مع الكيان الاسرائيلي، والداعمة له، في مؤشر واضح على انضمام اليمن للدول الصديقة للكيان الاسرائيلي".
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي التقى رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون، ورئيس مصر عبدالفتاح السيسي، ورئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس العراق عبداللطيف رشيد، ورئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وعددا اخر من رؤساء الوفود الشقيقة والصديقة" لم تسمهم الوكالة في تغطيتها.
لم تفصح وكالة "سبأ" للأنباء الحكومية في تغطيتها الاخبارية لمشاركة اليمن في قمة المناخ العالمية (كوب28) عن تفاصيل القضايا التي بحثتها العليمي مع الرؤساء الذين التقاهم، لكنها اكتفت بالقول إن "تطرقت اللقاءات الى النقاشات الجارية في إطار مؤتمر المناخ، والعلاقات الثنائية، ومستجدات الاوضاع اليمنية، والتطورات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". حد تعبيرها.
شاهد .. العليمي يلتقي رؤساء الدول الصديقة للكيان
لكن العليمي افصح عنها في كلمته بقمة المناخ، بحديثه عن التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن "التي صارت موعدا سنويا للمعاناة، في ظل تشعب الجبهات التي تعمل عليها الدولة من الوفاء بالالتزامات الحتمية للمواطنين، الى الدفاع عن الكرامة والحرية ضد مشاريع المليشيات الحوثية والمنظمات الإرهابية، واخرها عمليات القرصنة المنظمة، والسطو المسلح على السفن التجارية".
كما جدد رشاد العليمي في كلمته، موقف الشرعية المُعلن في القمة العربية الاسلامية الطارئة في الرياض، من فلسطين، ولم يشر إلى العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة وجرائم الابادة التي ارتكبها مكتفيا بالقول: "نجدد تضامننا المطلق مع كافة الشعوب التواقة للحرية، والسلام، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، الصابر، والمناضل في سبيل عزته وكرامته، واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة".
متوجها في المقابل، بـ "التقدير واصدق التهاني للامارات على التنظيم المبهر والاستضافة الكريمة لهذه القمة، وباليوم الوطني لهذا البلد الشقيق الذي ضرب أروع المواقف الأخوية الى جانب شعبنا، وقيادته الشرعية" و"لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمناسبة فوز المملكة باستضافة مهرجان اكسبو 2030".
وتحدث عن المخاطر المتسارعة للتغيرات المناخية. وتدني قدرات اليمن على مواجهة تداعيات هذه التغيرات المناخية في ظل الحرب التي تعاني منها وآثارها، ومعبرا عن الشكر للامارات على دعم مشاريع الطاقة المتجددة التي دخلت الحزمة الاولى منها في مدينة عدن بقدرة 120 ميجاوات". و"مشروع الامير محمد بن سلمان لزرع مليون شجرة سدر ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".
شاهد .. مضامين كلمة العليمي بقمة المناخ (نص)
وسبق أن صدم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، اليمنيين، على اختلاف اطيافهم، بإعلان خطاب رسمي تضمن مفاجآت غير متوقعة، امام مؤتمر القمة العربية الاسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة في الرياض، تمثلت في تراجع وتحول كبيرين لموقف اليمن واليمنيين على مر عقود، تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تحرير اراضيه واقامة دولته المستقلة.
تفاصيل: العليمي يفاجئ اليمنيين بهذا الاعلان (فيديو)
يشار إلى أن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر المناخ، المنعقدة هذا العام في الامارات، انطلقت اعمالها تحت شعار"الوحدة من اجل التنفيذ" في مسعى للدفع بالالتزامات الدولية نحو اجراءات حاسمة للحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، والتعاطي المسؤول مع احتياجات البلدان النامية والاقل نموا التي تتحمل العبء الاكبر من مخاطر التغيرات المناخية.