الاثنين 2024/09/16 الساعة 11:03 م

الرئيس العليمي يفوض المملكة بهذا القرار

العربي نيوز - الرياض:

كشف مصادر رئاسية عن اتفاق مجلس القيادة الرئاسي، بالاجماع، على تبني توجه المملكة العربية السعودية ورؤيتها لتسوية وإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، المقرر ان تطرحها المملكة اليوم في مؤتمري القمة العربية والاسلامية في العاصمة السعودية الرياض، ضمن المساعي المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر.

وأكدت المصادر الرئاسية إن "رئيس وأعضاء مجلس القيادة اتفقوا على تفويض السعودية، بوصفها قائدة الامة العربية والاسلامية، على اتخاذ ما تراه مناسبا لحل القضية الفلسطينية على ضوء مبادرة العاهل السعودي الراحل عبدالله للسلام المقدمة في قمة بيروت عام 2002م، وشروطها بشأن السلام الدائم والتطبيع العربي للعلاقات مع الكيان الاسرائيلي.

موضحة أن "المملكة كادت لولا اندلاع الحرب في غزة، أن تتوج سنوات من المحادثات مع الكيان الاسرائيلي، باتفاق سلام وتطبيع كامل للعلاقات، على ضوء المبادرة العربية للسلام التي تنص على حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وانسحاب الكيان من هضبة الجولان".

أكدت هذه التسريبات، تصريحات ادلى بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى وصوله العاصمة السعودية الرياض، الخميس، للمشاركة في اعمال القمتين العربية والاسلامية المقرر انعقادهما السبت، واتخاذ قرارات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية وتسوية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي، المستمر طوال نحو 70 عاما.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي أعرب عن عظيم تقديره للاشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، على حسن الاستقبال والتحضير للقمتين".

مضيفة: إن الرئيس رشاد العليمي أشاد في تصريحه الصحفي الخاص للوكالة بـ "التحضير الجيد لأعمال القمتين العربية والاسلامية بما يجسد الدور الرائد للمملكة في خدمة قضايا الامة والدفاع عن مصالحها، وهويتها، وامنها القومي، خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية وتحدياتها المعقدة التي صنعها التصعيد الاسرائيلي الغاشم في فلسطين المحتلة".

وتابعت وكالة الانباء الحكومية: "كما اعرب فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي عن ثقته بأن هذه القمم العربية والاسلامية في ارض الحرمين الشريفين، ستفضي الى مقررات مهمة لمصلحة القضية الفلسطينية العادلة، وامن واستقرار المنطقة". ما يؤكد تسريبات المصادر الرئاسية عن "تفويض مجلس القيادة الرئاسي المملكة اتخاذ القرار المناسب".

شاهد .. العليمي يفوض السعودية القرار بشأن فلسطين

لكن المصادر الرئاسية، لم توضح ما إذا كانت مقررات القمتين العربية والسلامية ستتضمن مبادرة خاصة لإيقاف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وعلقت بأن "حركة حماس تتحمل المسؤولية تصاعد الاحداث واندلاع المواجهات الجارية مع اسرائيل، وتداعياته الكارثية على نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع، وعليها ان تطلق سراح الاسرى الاسرائيليين".

واعتبر سياسيون يمنيون تبني مجلس القيادة الرئاسي هذا التوجه السعودي "منافيا لثوابت وقناعات وتطلعات الشعب اليمني وتنظيماته السياسية والجماهيرية المؤكدة على حق الفلسطيين في الدفاع عن انفسهم وتحرير اراضيهم المحتلة من الكيان الاسرائيلي، وفي اقامته الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة جميع اللاجئين الفلسطيين إلى وطنهم".

في السياق، يشترط كيان الاحتلال الاسرائيلي "اطلاق جميع الاسرى والرهائن دون شرط، ومغادرة قيادات حركة حماس قطاع غزة، وتسليم ادارة القطاع للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، مع نشر قوات عربية ودولية لمنع تكرار الهجمات على المستوطنات". بينما يرفض في المبادرة العربية "حق عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم الى فلسطين".

تفاصيل: الاردن يفضح مساعي امريكا بفلسطين (وثيقة)

عزز التسريبات الاردنية والغربية بهذا الشأن ومخرجات "لقاء عمَّان"، وقوع رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، محمود عباس (ابو مازن) في ما وصفه مراقبون "بئر الخيانة لفلسطين وغزة" عبر موقفين اثنين علنيين، جاهر فيهما بالتعاون الكامل مع عدوان كيان الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية على قطاع غزة، ومخططاتهما لفلسطين اجمالا.

تفاصيل: عباس يجاهر بخيانة فلسطين وغزة (فيديو)

من جانبها، تؤكد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المنتخبة من الشعب الفلسطيني، "الاستعداد للتفاوض على اطلاق الاسرى والرهائن الاسرائيليين مقابل اطلاق جميع الاسرى الفلسطينيين". وترفض "اي وصاية امريكية واسرائيلية على قطاع غزة، وشروط نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ونشر قوات عربية ودولية في القطاع"، وغيرها مما طرحته الولايات المتحدة الامريكية.

معتبرة أن ما طرحه السبت الفائت وزير الخارجية الامريكي على وزراء خارجية السعودية والامارات وقطر ومصر والاردن في لقاء عمَّان "تصريحات وقحة ومرفوضة". وأكدت أن "محاولات التدخل السافر للولايات المتحدة لفرض واقع جديد يكون على مقاسها وعلى مقاس الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مرفوضة رفضاً تاماً، وسيتصدى لها أبناء شعبنا الفلسطيني بكل قوة".

تفاصيل: امريكا تصدر لدول طوق الكيان هذا التوجيه

والخميس، صدر إعلان رسمي عن المملكة العربية السعودية، على لسان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، بشأن موقف المملكة من فلسطين والكيان الاسرائيلي وعدوانه الغاشم المتواصل على قطاع غزة لليوم الرابع والثلاثين ومحادثات التطبيع معه؛ واعتبر مراقبون الاعلان السعودي جريئا ومفاجئا، فيما صدم مئات الملايين من العرب والمسلمين حول العالم.

تفاصيل: اعلان سعودي جرئ ومفاجئ بشأن فلسطين !

إلى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الخامس والثلاثين شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وتتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية والاسلامية، المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت مساء الجمعة "11078 قتيل فلسطيني (بينهم 5412 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.