الاربعاء 2025/05/07 الساعة 05:09 م

احصائية دولية بعدد المجانين في اليمن ! (لن تصدق)

العربي نيوز - نيويورك:

كشفت احصائية دولية، تستند إلى رصد ميداني وبحثي بوسائل عدة، ولأول مرة، عن اعداد المضطربين نفسيا وعقليا في اليمن، ما يعرف محليا "المجانين"، جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، وقدمت ارقاما مرعبة، تنذر بحاضر ومستقبل قاتم في عموم اليمن.

واتفقت منظمات الصحة العالمية والامومة والطفولة (يونيسف) وصندوق الامم المتحدة للسكان، واطباء بلا حدود، في تأكيد أن اعداد من يعانون اضطرابات نفسية وعقلية، في عموم انحاء اليمن، جراء الضغوط الناجمة عن الحرب، يتجاوزون عشرات الملايين، ودون اي رعاية نفسية.

أحدث هذه التقارير، صادر عن صندوق الامم المتحدة للسكان، أحد ابرز المساهمين في تقديم خدمات الرعاية والحماية النفسية للمتضررين من الحرب، أكد أن نحو سبعة ملايين يمني بحاجة للرعاية الصحة النفسية خلال العام الجاري ولا تمويل لاشتمالهم بخدمات الصحة النفسية. 

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير له: إن هناك نحو سبعة مليون من السكان بحاجة للدعم والمعالجة الخاصة بالصحة النفسية خلال العام 2023، بينما يستطيع 120 ألف شخص فقط من الوصول لهذه الخدمات". في اشارة لمراكز الدعم النفسي الممولة من الصندوق.

موضحا أن شحة توفر الرعاية الصحية النفسية في اليمن تستمر مع وجود طبيب نفسي واحد فقط لكل 700.000 شخص" رغم البرامج الممولة لتأهيل معالجين نفسيين. ومؤكدا أنها نسبة أقل بكثير من المعيار العالمي الذي يتطلب توفر 33.9 طبيب نفسي لكل 100,000 شخص.

شاهد .. تقرير صندوق الامم المتحدة للسكان عن اليمن 2023

من جانبها أفادت منظمة الامومة والطفولة (يونيسف) بأن معدلات الاضطرابات النفسية والعقلية الناجمة عن تداعيات الحرب في اليمن ترتفع اكثر بين اوساط الاطفال في عموم البلاد، الذين نشأوا في اجواء الحرب وكبروا وهم لا يعرفون سواها، وما يترتب عليه من انعكاسات على نفسياتهم.

وقالت: "لقد خلّفت سنوات من النزاع والشقاء والأسى وراءها ما يقرب من 8 ملايين شخص ممن هم بحاجة للحصول على خدمات الصحة العقلية والخدمات النفسية الاجتماعية في اليمن. ويتعرض الأطفال والقائمين على رعايتهم للخطر نتيجة مواجهتهم للعديد من المخاطر وحالات النزوح".

مضيفة: يقول هوكينز "بعد مرور 8 سنوات، يشعر العديد من الأطفال والأسر بأنهم عالقون في حلقة مستمرة من اليأس. فمن خلال زيارة تمت مؤخرا إلى أسرة نزحت من مسكنها منذ أكثر من سبع سنوات، يمكنك أن تدرك أن أوضاع العديد من الأسر النازحة لم يتغير كثيراً عدا ملامح وجوه أطفالهم". 

وتابعت: "وحيث أن الأطفال قد كبروا وهم لا يعرفون شيئاً سوى النزاع، لذا من الأهمية بمكان منح هؤلاء الأطفال بعض الأمل في مستقبل يسوده السلام،... يجب أن يكون أطفال اليمن قادرين على التطلع إلى المستقبل بأمل، وليس بخوف. لذا ندعو جميع الأطراف لمساعدتنا على تحقيق هذا الأمل".

شاهد .. تقرير دولي مرعب بواقع صحة اطفال اليمن 

في المقابل، أكدت مديرة أنشطة الصحة النفسية في بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" أنطونيلا بوتزي، عن الاحتياجات المعقدة في اليمن، أن فرق بعثة المنظمة شهدت ارتفاعًا في الاحتياجات لخدمات الصحة النفسية في محافظة حجة، التي تدعم المنظمة مستشفى الجمهوري لتقديم الرعاية النفسية المتخصصة. 

وقالت الخبيرة بالصحة النفسية، في مقابلة صحافية منشورة لها على موقع المنظمة، نهاية العام 2021م: "لقد أدت الحرب ونقص خدمات الصحة النفسية في المنطقة إلى ارتفاع عدد الإصابات بهذه الاضطرابات. وصل أكثر من نصف المرضى إلى عيادة أطباء بلا حدود وهم يعانون من اضطرابات نفسية شديدة".

مضيفة في بيان ابرز انواع الاضطرابات النفسية المنتشرة في اليمن جراء الحرب وتداعياتها: "يتسع نطاق الحالات التي نعالجها بشكل كبير، إذ نستقبل أشخاصًا يعانون من القلق والأرق من جهة ومرضى يعانون من أمراض خطيرة مثل الذهان والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة".

وتابعت: "يقصدنا العديد من المرضى بعد محاولة الانتحار التي تختلف أسبابها باختلاف الظروف. فيمكن أن تظهر الأعراض الشديدة للذهان على شكل هلوسة سمعية تطلب من المريض إيذاء نفسه أو يمكن أن يعود سببها إلى معاناة المريض من اكتئاب حاد، وفي حال الذهان، من المهم فهم التجربة الذاتية للفرد، لأن الهلوسة قد تبدو حقيقية جدًا". 

الخبيرة بوتزي أوضحت: "تتأثر الصحة النفسية بالعوامل الخارجية إلى حد كبير. فكلما كانت ظروف الشخص أصعب، ازداد تأثر صحته النفسية". وأردفت: إن "نقص الوعي ووصمة العار وجهان لعملة واحدة، إذ يؤدي نقص الوعي إلى وصم الأشخاص وممارسة التمييز والفصل ضدهم، ما يدفع الناس إلى التكتم عن أوضاعهم وزيادة معاناتهم وعزلتهم".

شاهد .. خبيرة دولية تكشف التداعيات النفسية الحرب باليمن

وتسببت الحرب طوال ثمان سنوات في صدمات نفسية عنيفة لملايين اليمنيين جراء النتائج الكارثية للقصف المدفعي وبصوة اكبر غارات طيران التحالف على الاحياء السكنية والتجمعات المدنية، وما خلفته من ترويع وذعر متواصل ودمار وضحايا مدنيين يتجاوز عددهم 45 الف مدني ومدنية معظمهم من الاطفال والنساء.وفق تقارير اممية وفريق خبراء حقوق الانسان بشأن اليمن.

يشار إلى أن الحرب في اليمن أدت إلى انهيار الاقتصاد والعملة وارتفاع الاسعار وفقد الملايين اعمالهم وتوقف صرف رواتب الموظفين وتنامي الفقر، ما زاد الأعباء التي يواجهها اليمنيون بسبب الحرب وتفكك الاسر وارتفاع معدلات العنف وحالات الطلاق. وتسبب انعدام بوادر الامل في توقف الحرب، في زيادة الامر تعقيدا حدا ارتفعت معه معدلات وقائع القتل والانتحار ومحاولاته.