العربي نيوز - لحج:
تشهد العاصمة المؤقتة عدن، عزلة كاملة ومحكمة، بعدما جرى عزلها كليا وقطع الطرقات المؤدية اليها ومنع المواطنين من الوصول أو دخول العاصمة المؤقتة عدن، على خلفية احتدام الاحتجاجات الشعبية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والمشتقات النفطية.
واستأنف المواطنون في محافظة لحج، الاحتجاجات الواسعة التي كانوا بدأوها مطلع الاسبوع الجاري، وخرجوا في شوارع منطقة صبر بمديرية تبن بمحافظة لحج تنديداً بإستمرار انقطاع التيار الكهربائي في ظل الصيف اللاهب، وتواصل إنهيار الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية.
تخللت الاحتجاجات الغاضبة قطع المحتجين الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي لحج وعدن واشعالهم النيران في اطارات السيارات التالفة، متسببين في شل حركة سير المركبات وشاحنات النقل بين عدن ولحج، بما فيها شاحنات نقل الركاب المسافرين إلى العاصمة المؤقتة عدن.
جاء تجدد الاحتجاجات في لحج، عقب أقل من 72 ساعة على اطلاق المؤسسة العامة للكهرباء في عدن تحذيرات من خروج منظومة توليد الطاقة كاملة عن الخدمة جراء قرب نفاد الوقود المخصص لتوليد الطاقة الكهربائيّة لمديريات محافظة عدن ولحج والمناطق المحيطة بهما.
وتتزامن الاحتجاجات في لحج مع احتجاجات شعبية مماثلة في مختلف مدن المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي"، على فشل "الانتقالي" وفساد سلطاته، وتسببه بانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات العامة، وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والمشتقات النفطية.
وبدأت عدن اسقاط هيمنة وفساد "المجلس الانتقالي" ومليشياته المسيطرة على المدينة، بتظاهرات احتجاجية حاشدة وغاضبة، فاجأت "الانتقالي" وباغتته في عقر داره، بترديدها لأول مرة هتافات "برع" وتعميم شعارات مماثلة بجدران مباني وشوارع المدينة، أعادت للاذهان ثورة جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني.
شاهد .. احتجاجات شعبية في عدن تهتف بطرد "الانتقالي"
ادان المحتجون "المجلس الانتقالي" وممارسات مليشياته المعيقة للاستقرار والمبددة للأمن في عدن، وحمّلوا "الانتقالي" وسلطاته في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار قيمة الريال وارتفاع اسعار السلع والخدمات، رغم استكمال تحرير عدن في رابع اشهر الحرب.
وعمّت جدران المباني في احياء العاصمة المؤقتة عدن وشوارعها، ولأول مرة، شعارات وعبارات عبرت عن رفض شعبي لسيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته على المدينة، وتدين ممارساته المناطقية، وتطالبه بالرحيل وتسليم مقاليد السلطة بالتزامن مع احتجاجات شعبية خرجت الاربعاء بعدد من مديريات عدن، على انهيار العملة المحلية وتدهور خدمة الكهرباء.
شاهد .. خروج الوضع في عدن عن سيطرة "الانتقالي" (صور)
جاء هذا بالتوازي مع حملة شعبية واسعة انطلقت ليل الاربعاء على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، تُذَكٍّر جميع اليمنيين بالمسؤول الاول والمباشر عن تدهور الخدمات وأنه رئيس "المجلس الانتقالي"، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي باعتباره رئيس "اللجنة العليا للموارد المالية وتنمية الإيرادات".
تفاصيل: انكشاف المسؤول الاول عن انهيار الاقتصاد (وثيقة)
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة،لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.