العربي نيوز - واشنطن:
صدر إعلان من الولايات المتحدة الامريكية، يحذر من اشعال "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، حرب إقليمية كبرى في جنوب اليمن، تجرف عددا من الدول، جراء تنامي تصعيده وتحركاته الرامية إلى فرض انفصال جنوب اليمن، بدعم مباشر من ابوظبي.
وقال معهد "دول الخليج العربي في واشنطن" في تقرير: إن "تنامي الصراع في جنوب اليمن يهدد بالتحول إلى صراع مفتوح مشابه للحرب الأوسع في بعده الإقليمي والمحلي، بالرغم من اقتراب المملكة العربية السعودية والحوثيين من إبرام اتفاق سلام في شمال اليمن".
مضيفا:"على مستوى الإقليم، تحرص السعودية على الخروج من اليمن ولكن فقط في حال تمكنت من ضمان نتائج معينة. فعندما دخلت المملكة الحرب في مارس 2015، كان الهدف المُعلن هو إخراج الحوثيين من صنعاء وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة".
وتابع التقرير الذي اعده أعده الباحث "جريجوري جونسن": "ولكن مع مرور الوقت، وإثبات الجيش السعودي أنه أقل قدرة مما كان متوقعا، تطورت تلك الأهداف. لقد رحل هادي، وطردته السعودية والإمارات في أبريل 2022، ويبدو أن المملكة الآن مستعدة لقبول حكم الحوثيين في شمال اليمن".
مردفا: "ما لا ترغب السعودية في قبوله هو جنوب كامل يسيطر عليه المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمر الذي من شأنه أن يترك عددا من حلفائها في العراء. وعوضا عن ذلك، تصر المملكة على أن مجلس القيادة الرئاسي، وهو تجمع غريب يشمل ثمانية أشخاص ضمن الخصوم السياسيين تم تشكيله في أعقاب استقالة هادي، يحكم الجنوب بشكل مشترك".
في المقابل، قال المعهد الامريكي: "من غير المستغرب أن الإمارات، الشريك السابق للمملكة على الرغم من تزايد منافستها في اليمن، تتخذ وجهة نظر مختلفة. حيث تدعم الأولى بقوة المجلس الانتقالي الجنوبي وتعارض بشدة حزب الإصلاح الذي يشغل مقعدا في مجلس القيادة الرئاسي، والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها الإمارات منظمة إرهابية".
مشيرا إلى أنه: "جرى تصميم مجلس القيادة الرئاسي للتغطية على التصدعات التي ظهرت في التحالف المناهض للحوثيين، حيث اختارت كل من السعودية والإمارات أربعة أعضاء. ودعمت المملكة المرشحين الشماليين: رشاد العليمي، وزير الداخلية السابق الذي تم تعيينه رئيسا للمجلس، وكذلك سلطان العرادة، محافظ مأرب، عبدالله العليمي عضو حزب الإصلاح، وعثمان مجلي عضو البرلمان اليمني عن محافظة صعدة.
ولفت تقرير معهد "دول الخليج العربي في واشنطن" إلى إن "الإمارات دعمت ثلاثة مرشحين جنوبيين وواحد شمالي مقره الجنوب: عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وفرج البحسني محافظ حضرموت آنذاك، وعبد الرحمن أبو زراع المحرمي، قائد كتائب العمالقة المدعومة إماراتيا، إلى جانب طارق صالح، ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح".
معلقا على هذه التشكيلة، بقوله: إنه "بالنظر إلى الأهداف السياسية المختلفة للمجموعات الممثلة، فإن "مجلس القيادة الرئاسي فشل في تقديم جبهة موحدة ضد الحوثيين، وعوضا عن ذلك، انقسم المجلس وتصدع، حيث تناور كل مجموعة لتعظيم وضعها". لافتا إلى أن "دعوة المجلس الانتقالي إلى دولة جنوبية مستقلة يتعارض مع الاهداف المعلنة لمجلس القيادة الرئاسي"
واشار إلى أن "رشاد االعليمي وعبد الله العليمي وطارق صالح جميعهم يتشدقون بفكرة الدولة اليمنية الموحدة، لكنهم جميعا يعملون لضمان أن مجموعتهم- المعارضة للاستقلال في الجنوب- تكون في المقدمة" حد قوله. منوها بتداعيات هذه المعارضة، وخطوات التصعيد المتواصل من جانب "المجلس الانتقالي" التابع للامارات.
موضحا إنه "على خلفية ذلك، اتخذ الزبيدي خطوته في أوائل مايو. ففي نهاية مؤتمر استمر أربعة أيام في عدن، أعلن الزبيدي إعادة تشكيل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. الزبيدي، بالطبع، سيبقى رئيسا، ولكن عوضا عن نائب واحد، كما هو الحال سابقا، قام بتعيين ثلاثة نواب للرئيس: البحسني، المحرمي، واللواء أحمد سعيد بن بريك".
وقال: "ما يعني أن المجلس الانتقالي الجنوبي يشمل الآن عددا كبيرا من أعضاء المجلس الرئاسي. وهذا يعني أن الحلفاء الجنوبيين الثلاثة للإمارات هم الآن، بشكل ظاهري على الأقل، في نفس الجانب. وقد رحب عبدالخالق عبدالله، المعلق الإماراتي البارز والمستشار الحكومي، بالخطوات، قائلا إنها أرست الأساس لدولة جنوبية مستقلة".
مضيفا: اختيار الزبيدي للبحسني كأحد نوابه يعطي المجلس الانتقالي الجنوبي حليفا مهما في حضرموت، وهي محافظة جنوبية رئيسية بها حقول النفط والغاز، ويحتاجها المجلس لتحقيق حلمه بدولة جنوبية مستقلة. كما أن ضم المحرمي، قائد لواء العمالقة، يدعم الجناح العسكري للمجلس الانتقالي، والذي من المرجح أيضا أن يلعب دورا هاما في مساعي المجلس".
وتابع التقرير: إن "الزبيدي يواصل حشد الدعم في حضرموت، ووضع أسس الاستقلال، من خلال تسمية صالح القعيطي، نجل آخر سلاطين القعيطي في حضرموت، مستشارا وممثلا خاصا للشؤون الخارجية. وفي أعقاب ذلك الإعلان، أواخر مايو، أعلن والد صالح القعيطي، غالب القعيطي، عن "دعمه للمجلس الانتقالي الجنوبي".
لافتا في المقابل، إلى "الموقف السعودي، فالمملكة التي تتاخم حضرموت وتدرك أهمية تحركات الزبيدي، تراجعت من خلال إنشاء المجلس الوطني في حضرموت في أواخر يونيو.لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إنشاء السعودية لقوات درع الوطن، في اواخر يناير، والتي تتبع مباشرة لرشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي".
وأشار تقرير المعهد الامريكي الشهير، إلى أنه "وعلى الرغم من أن هذه القوات تهدف إلى مواجهة الحوثيين، إلا أنها قد تجد نفسها في نهاية المطاف في صراع مع المجلس الانتقالي الجنوبي، لا سيما إذا استمر الزبيدي في تقويض رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي في مساعيه صوب الاستقلال (الانفصال)".
معلقا: "لقد كان الزبيدي واضحا منذ الوهلة الأولى لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017 أنه لن يقبل بأقل من دولة جنوبية مستقلة. ولسنوات، ونظرا للقتال ضد الحوثيين، بدا هذا الهدف مستحيلا. ولكن الآن بعد أن اقتربت الحرب ضد الحوثيين من نهايتها، يقوم الزبيدي بترتيب رقعة الشطرنج وصنع الحلفاء".
لكن معهد "دول الخليج العربي في واشنطن" اختتم تقريره للباحث "جريجوري جونسن"، بالقول "لن يكون الأمر بتلك السهولة، ومن المحتمل أن ينطوي على قتال مع زملائه في مجلس القيادة الرئاسي، ولكن للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين ونصف، أصبح استقلال (انفصال) الجنوب أكثر من مجرد حلم". حسب تعبيره.
شاهد .. تحذير امريكي من حرب اقليمية جنوب اليمن
ويتزامن هذا التحذير مع تسريبات امريكية نشرتها الثلاثاء صحيفة "وول ستريت جورنال"، هزت دولة الامارات، واربكتها على مختلف المستويات، مثيرة بين اوساط سياسييها حالة من القلق والخوف، من التداعيات المترتبة على هذه التسريبات التي كشفت لأول مرة، تفاقم الخلافات بين ابوظبي والرياض، وموقف الاخيرة، المتوعد للامارات برد قاس.
تفاصيل: تسريبات امريكية ترعب الامارات وتهز كيانها
وأزاحت الولايات المتحدة الامريكية الستار عن خفايا صراع سياسي واقتصادي وعسكري، قالت إن اليمن تسببت في نشوبه بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات. مؤكدة احتدامه ومتوقعة انفجار الصراع عسكريا خلال الايام المقبلة، وكاشفة عن فشل الرئيس بايدين في احتواء الخلافات وراء احتدام هذا الصراع.
تفاصيل: امريكا: اشتباك سعودي اماراتي وشيك في اليمن
ويتواصل تصعيد "المجلس الانتقالي" منذ استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.