العربي نيوز - متابعات:
كشف أحد راسمي استراتيجية السياسة الخارجية الامريكية والفاعلين في دوائر القرار الامريكي أن تصنيف المنظمات الارهابية عن معايير صادمة وصفها بأنها "في صميم استراتيجية الامن القومي الامريكي" لتصنيف الحوثيين وأي جماعة في قائمة المنظمات الارهابية. مؤكدا ان "جماعة الحوثي ليست الجماعة الاولى ولن تكون الاخيرة فالقائمة مفتوحة لكل هؤلاء".
وقال البروفيسور في مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن (Scowcroft)، توم دي: "لماذا الجدل؟. لا يرتبط الامر ببقاء ترامب أو رحيله. هناك اعداء للولايات المتحدة يعترضون مصالحها الاستراتيجية وموقفهم معلن في هذا وفي العداء للسامية واسرائيل، لن يظلوا دون عقاب".
مضيفا في تعليق نشره على مدونته: "جماعة الحوثي ليست الاولى في قائمة المنظمات الاجنبية الارهابية وليست الوحيدة ولن تكون الاخيرة. قائمة الارهاب ستشمل كل من كان على شاكلتها وهناك جماعات وتنظيمات اخرى في اليمن والمنطقة ستضاف للقائمة".
وتابع قائلا: إن "التصنيف فعليا لا يأخذ بعين الاعتبار طبيعة النظم السياسية لبعض الدول أو نشاط الجماعات في بلدانها أو صراعها السياسي والعسكري مع فصائل محلية اخرى على السلطة. هذا شأنهم مالم يتعارض مع المصالح الاستراتيجة للولايات المتحدة".
مشيرا إلى أن "هناك انظمة ملكية خارج العصر وملفاتها سوداء في جانب حقوق الانسان والحريات لكنهم ليسوا اعداء للولايات المتحدة ولا يشكلون اي خطر على مصالحها الاستراتيجية ولهذا هم حلفاء وفي اسوأ المراتب اصدقاء بعكس كوبا مثلا والصين".
وقال: "في اليمن، لا يعني الولايات المتحدة الصراع السياسي بين الحوثيين والفصائل الاخرى. والتقاء الحوثيين مع ايران ليس السبب الرئيس لتصنيفهم ارهابيين. الاخطر هو ايديولوجيا هذه الجماعة، ترتكز على معاداة اميركا واسرائيل ومصالحهما في المنطقة".
مضيفا: " هذا كافٍ لتصنيف هذه الجماعة منظمة ارهابية. وهو سبب كافٍ لفرض عقوبات امريكية عليها بل وشن حرب مباشرة ضدها إن لزم الامر بعد فشل التحالف العسكري لحلفائنا في المنطقة (يقصد التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات)".
السياسي الامريكي توم دي نوه بأن "قائمة المنظمات الاجنبية الارهابية تضم حركات راديكالية متطرفة عدة تلتقي في الايديولوجيا نفسها وخارجة عن سيطرة واشنطن ومن الطبيعي أن تقمع ويجري تفكيكها واستئصالها. هذا امر استراتيجي لاميركا".
موضحا أن "جماعة الحوثي بعد تصنيفها من الولايات المتحدة منظمة ارهابية اجنبية، تكون المنظمة رقم 105 التي تصنفها اميركا منظمة ارهابية خطرة على الامن القومي الامريكي واستراتيجية المصالح الامريكية في الشرق الاوسط والعالم".
وقال: "هناك عشرات الجماعات والحركات الاسلامية الراديكالية المماثلة في المنطقة والعالم. ليس ابرزها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب وتنظيم الدولة الاسلامية(داعش) اللذين جرى تصنيفهما بعدما خرجا عن السيطرة وأصبحا منفلتين يهددان مصالح اميركا".
مضيفا: "حركة حماس، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جبهة التحرير الفلسطينية، حركة الجهاد الإسلامي، كتائب القسام، كتائب شهداء الأقصى، عصائب أهل الحق وحركة النجباء (العراق)، كتائب حزب الله (لبنان)، الحرس الثوري الإيراني".
وتابع: "هذه الجماعات والتنظيمات صنفتها واشنطن مؤخرا منظمات ارهابية. لا يقتصر الامر على الجماعات المسلحة. هناك ايضا منظمات ذات طابع مدني مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ومؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية، والقائمة مفتوحة".
وفقا للبرفيسور توم دي فإن "جماعات وتنظيمات اخرى في اليمن والمنطقة ستضاف إلى قائمة الارهاب حتى وان كانت تتخذ طابعا مدنيا او سياسيا وينطبق الامر على شخصيات هي الان ذات صفات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، القائمة مفتوحة لهؤلاء دائما".
وهو ما يشير صراحة - بنظر مراقبين يمنيين وامريكيين - إلى تنظيمات اسلامية سياسية يمنية كحزب تجمع الإصلاح وحزب الرشاد وغيرهما بما في ذلك "الانتقالي الجنوبي" لوجود قيادات ذات ماضٍ سلفي متشدد من امثال الشيخ هاني بن بريك وصالح السيد وغيرهما".
يواجه إخطار وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الكونجرس بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، معارضة واسعة في اوساط اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، داخل الكونجرس المعني باعتماد او رفض التصنيف في 19 يناير.
ويعلل المعارضون للتصنيف، معارضتهم بما يسمونه "التداعيات السلبية للتصنيف". مشيرين إلى أن "التصنيف سيقوض الجهود المبذولة لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام، وسيفاقم الأزمة الانسانية الأسوأ في العالم حسب تقارير الامم المتحدة، لكثافة السكان الاكبر في مناطق سيطرة الحوثيين".