العربي نيوز - متابعة خاصة:
تتصاعد ضغوط هيئات ومنظمات انسانية دولية، تتقدمها الامم المتحدة، باتجاه الغاء قرار وزارة الخارجية الامريكية تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية اجنبية، لمبررات انسانية تتعلق بحياة الملايين، حسب زعمها.
الأمم المتحدة، حذرت الاثنين، من أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصنيف جماعة أنصار الله اليمنية “تنظيما إرهابيا “قد يؤدي إلى “تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في تصريح صحفي أدلى به مساء الاثنين: إن تنفيذ خطة الولايات المتحدة لإدراج أنصار الله وزعمائها في قائمة الإرهاب الأمريكية “سيؤدي على الأرجح إلى تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.
معربا عن قلق الأمم المتحدة من “أن هذا التصنيف قد يؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في مواقف أطراق النزاع”.
وشدد ديوجاريك على أنه من بالغ الأهمية أن تصدر الولايات المتحدة “في أسرع وقت التراخيص والاستثناءات الضرورية لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى كل الناس دون انقطاعات”.
كما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن "الأزمة الإنسانية في اليمن ستزداد عمقًا على الأرجح في الأسابيع المقبلة، ما يعرض آلاف الأطفال لمزيد من مخاطر الجوع والمرض، جراء قرار الحكومة الامريكية تصنيف انصار الله منظمة ارهابية".
وقال الرئيس والمدير التنفيذي للمنظمة، جانتي سوريبتو، في بيان: "لقد حذرت الجهات الفاعلة الإنسانية لأسابيع من أن عواقب هذا القرار قد تكون كارثية على عدد لا يحصى من الأطفال وعائلاتهم في اليمن الذين بالكاد ينجون".
موضحا أن الحوثيين "هم ايضا سلطات الأمر الواقع في شمال اليمن. ويمكن أن يهدد هذا التصنيف بشكل مباشر إمدادات الغذاء والوقود والأدوية المنقذة للحياة في اليمن ، ويضيف عقبات أمام الاستجابة الإنسانية ، فضلاً عن إعاقة الجهود لإنهاء الصراع".
وعلق على اشارة وزير الخارجية الامريكي إلى تدابير انسانية، بقوله: "بينما نرحب باعتزام الولايات المتحدة إعفاء بعض الجهود الإنسانية والسلع التجارية الهامة مثل الغذاء والدواء من العقوبات، يجب أن يوضحوا على الفور كيف ستعمل هذه الإعفاءات عمليًا".
مردفا: "وحتى مع وجود استثناءات ، يجب أن نكون واضحين أن هذه العقوبات لا تزال قادرة على خلق اضطرابات خطيرة في الاقتصاد اليمني ، الذي هو بالفعل على وشك الانهيار مما يضع العديد من الأسر الضعيفة في طريق الأذى".
حظرت إدارة ترامب فعليًا بعض التفاعلات مع سلطات الأمر الواقع في الشمال. يخشى الكثير من الشركات ، مثل البنوك وشركات الشحن ، أن تتجنب العمل في اليمن خوفًا من انتهاك القانون الأمريكي ، مما يؤدي إلى نقص واسع النطاق في الغذاء والوقود والأدوية الأساسية.
من جانبها، أعربت منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية عن قلقها البالغ إزاء الأثر الإنساني لقرار حكومة الولايات المتحدة تصنيف أنصار الله ، سلطات الأمر الواقع في شمال اليمن ، كمنظمة إرهابية أجنبية، حسب ما جاء في بيان لمدير المنظمة في اليمن محمد زولقرنين عباس.
مدير منظمة الاغاثة الاسلامية، قال: "هذا القرار يعرض الأرواح للخطر ويمكن أن يكون له عواقب إنسانية كارثية لملايين الأشخاص في اليمن الذين هم بالفعل على شفا المجاعة. قطع شريان الحياة هذا أو تقليصه الآن يمكن أن يدفعهم إلى المجاعة".
مضيفا: "يعيش حوالي 80 في المائة من المدنيين اليمنيين في مناطق خاضعة لسيطرة أنصار الله ، حيث تواجه العديد من مشاريع الإغاثة المنقذة للحياة الآن اضطرابا هائلا وتأخيرا واحتمال توقف العمل. بعد ما يقرب من ست سنوات من الحرب الوحشية ، أصبحت اليمن أكبر حالة طوارئ إنسانية في العالم".
وتابع: "ما يقرب من 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة ، واضطر الملايين إلى الفرار من ديارهم. نجحت المساعدات الإنسانية في منع حدوث مجاعة قد تكلف مئات الآلاف من الأرواح ، لكن سوء التغذية يرتفع مرة أخرى وكل يوم يساعد موظفونا ومتطوعونا النساء والأطفال الذين هم على وشك المجاعة.
منوها بأن "الإغاثة الإسلامية توزع الغذاء على 2.2 مليون يمني وتدعم 164 مركز تغذية حيث يحصل الأطفال المصابون بسوء التغذية والحوامل والأمهات الجدد على تغذية ودعم إضافي. الإغاثة الإسلامية تعمل بنزاهة ولا تنحاز إلى أي طرف في النزاع. نحن نقدم المساعدات حيثما كانت هناك حاجة إنسانية أكثر".
وطالبت منظمة الاغاثة الإسلامية العالمية في بيانها الولايات المتحدة بأن لا تفرض عقابا جماعيا، بقولها: "نحث حكومة الولايات المتحدة على ضمان عدم معاقبة الأشخاص المعرضين للخطر في شمال اليمن لمجرد تحديد المجموعة التي تسيطر على المنطقة التي يعيشون فيها ".
بيان المنظمة شدد على أنه : "من الضروري أن تضمن حكومة الولايات المتحدة على الفور إمكانية استمرار هذه المساعدة دون قيود أو تداعيات في جميع أنحاء اليمن. يجب عدم تجريم العاملين في المجال الإنساني لتقديمهم مساعدات حيوية".
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في وقت سابق من الاثنين، أنه ينوي إبلاغ الكونغرس بتصنيف جماعة "أنصار الله" تنظيما إرهابيا مع وضع قادتها الأبرز، عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم، في قائمة الإرهاب.
يشار إلى أن الاعلان الامريكي لقي ترحيبا واسعا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وكذلك السعودية، التي تقود التحاف العربي لدعم الشرعية ضد الحوثيين، وحليفتها الإمارات. في حين وجد معارضة واسعة بين اوساط أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين.