العربي نيوز - عدن:
بدأت ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" بقيادة طارق عفاش وتمويل الامارات، تحركا رسميا وواسعا باتجاه العاصمة، لمحاصرة المليشيا الانقلابية والمتمردة، بعد فشل جميع محاولات التهدئة والسلام معها، بما يعزز الاستقرار واستعادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.
كشفت هذا، وثيقة رسمية، صادرة عن وزير الدفاع، الفريق الركن محسن الداعري، تضمنت تكليف قوات طارق عفاش وقوات "درع الوطن" التي تبنت السعودية انشاءها وتسليحها منذ مطلع العام 2022م بمهام حماية مدينة عدن، وكبح جماح تمرد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على مجلس القيادة والحكومة.
وحسب الوثيقة المسربة، فإن وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق الركن محسن الداعري ابلغ قائد قوات درع الوطن، بصدور توجيهات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة، رشاد العليمي قبل ايام بـ ” تنفيذ خطة موازية لحماية عدن" تتضمن "استيعاب قوات المقاومة الوطنية (طارق عفاش) للمشاركة في الخطة".
الوثيقة المذيلة بتوقيع وزير الدفاع وختمه، وجرى تداولها على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، تضمنت أيضاً توجيهاً بـ "نقل الوحدات المتخصصة في قوات درع الوطن لحماية المقرات الرئيسية" إلى أماكن محددة لم تذكرها، و"حصر المعدات والآليات والأسلحة المقدمة من التحالف لدعم قوات درع الوطن والرفع بأي نقص".
وتكشف الوثيقة الرسمية المسربة عن ترتيبات جادة تجريها السعودية لإسقاط مليشيات "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن وتسليم المدينة إلى قوات "درع الوطن" وطارق عفاش، بالتزامن مع دفع الرياض خلال اليومين الماضيين بتعزيزات عسكرية جديدة إلى عدن تتضمن عربات وآليات وذخائر، حسب تأكيد مصادر امنية هناك.
يأتي هذا بعد عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى عدن، واصرار مليشيات المجلس الانتقالي المسماة "العاصفة الجنوبية" على ان تكون هي من يستقبله في مطار عدن وهي ترتدي زيا يرفع علم الانفصال الشطري لما كان يعرف باسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" التي ينادي الانتقالي باستعادتها ويرفع علمها.
تفاصيل: مطار عدن يستقبل العليمي بهذه المفاجأة الصادمة (صور)
وتتزامن هذه المستجدات مع عقد أفراد اسرة الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، المقيمين في سلطنة عمان والامارات والرياض ولبنان والمخا، اجتماعا موسعا وغير مسبوق ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم، في قصر اقامة احمد علي عفاش، في ابوظبي، كرس لحسم ترتيبات مشاركتها في عملية السلام المرتقبة ووضعها في التسوية.
أكدت هذا مصادر سياسية في الامارات، ان "الاجتماع حمل في ظاهره الاحتفاء بإطلاق سراح عفاش نجل طارق وشقيقه محمد ضمن اتفاق جنيف لتبادل الاسرى بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي، لكنه في الحقيقة انعقد لتدارس الخطوات العملية بشأن ترتيب اوضاع افراد الاسرة في منظومة السلطة بالمرحلة القادمة".
موضحة أن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا، باتجاه اعادة النظام السابق وتمكين رموزه".
تفاصيل: اسرة صالح تحسم وضعها في اتفاق السلام (تفاصيل)
يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.
