الاربعاء 2025/03/19 الساعة 10:38 م

مؤتمر

العربي نيوز - مصر:

صَّعد المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي صالح عفاش، الهارب لصف التحالف والشرعية بعد انفضاض شراكته في الانقلاب مع جماعة الحوثي نهاية 2017م، خطوات انقلابه الجديد على الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، بمهاجمة ذهابه لاتفاق سلام مع الحوثيين.

عَبَّر عن هذا، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، الدكتور عادل الشجاع، بمقال ناري، على حائطه بموقع "فيس بوك"؛ انكر فيه على مجلس القيادة الرئاسي صلاحيات وشرعية ابرامه اتفاقا لانهاء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة، والدخول في سلام مع جماعة الحوثي، برعاية المملكة العربية السعودية، وتوجهاتها الحثيثة لاغلاق ملف اليمن.

ووجه القيادي المؤتمري بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش، خطابه "إلى كل اليمنيين الأحرار الصامدين والصابرين الذين أعلن عليهم السعوديون والحوثيون الحرب وهاهم اليوم يعلنون السلام الكاذب"، بقوله: "أيها الأحبة في كل مدينة وقرية أقول لكم إن المؤامرة كانت على جمهوريتكم وعلى مشروعكم الديمقراطي المتفرد في المنطقة".

مضيفا: "إنني أخاطبكم في هذه اللحظات الأليمة والحزينة التي يعيشها الوطن وتعيشها صنعاء وعدن وتعز الحبيبة التي كنا ومازلنا نريدها منارة الثقافة والمثقفين وقد تحولت اليوم إلى غابة تفترسها الأحقاد وتمزقها الطرقات المغلقة وتسيل منها دماء الأبرياء، في الوقت الذي منها رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان".

وتابع: "إنها لحظات مؤلمة تعيشها اليمن بما يجري في صنعاء من لقاءات حميمية بين طرفي العدوان الداخلي والخارجي وقد استبعدا حتى شركائهما في هذه الحرب، فلا شركاء السعودية حضروا ولا شركاء الحوثي حضروا أيضا، ليتضح الأمر أن شركاءهم فقط في الحرب وليس في السلم، لأن الهدف هو إسقاط المشروع الديمقراطي".

متهما التحالف بالتواطؤ مع الحوثيين في اسقاط ما سماه "المشروع الديمقراطي والنظام المدني وإلغاء التداول السلمي للسلطة التي كان الشعب اليمني قد توصل إليها في مؤتمر الحوار الوطني". متجاهلا أن ما سماه "المشروع الديمقراطي" لم يزح حزبه ورئيسه علي عفاش من الحكم وكان في طريقه لتوريث الحكم لنجله احمد علي وأسرته.

ومضى قائلا: "سارع أشقاء لنا زعموا أنهم سيحررون صنعاء ، فأسقطوا عدن وزرعوا المليشيات الانفصالية وصنعوا شرعية يغسلون بها مشروعهم التدميري، وبدلا من أن يتركوا الشرعية تتجه إلى صنعاء لتحريرها اتجهوا هم إلى التوقيع على تسليمها، وقبل ذلك كانوا قد اتجهوا إلى الحديدة لتسليمها وإضفاء الشرعية على الحوثي في اتفاق ستوكهولم".

مضيفا: إن التحالف بقيادة السعودية والامارات "انصرفوا  للسيطرة على جزيرة سقطرى وميون ومطار الغيضة والمكلا ومنشأة بلحاف وحولوها إلى قواعد عسكرية،..". وأردف القيادي المؤتمري عادل الشجاع: "لقد ذهب السعوديون إلى صنعاء للجلوس مع الحوثي، ليس من أجل السلام في اليمن وإنما من أجل استكمال محاصرة الجمهورية ووأد مشروع الديمقراطية".

وهاجم توجهات السعودية لانجاز اتفاق سلام وانهاء الحرب، بقوله: "بالأمس احتكرت السعودية والحوثي قرار الحرب ومتى وكيف تكون واليوم يحتكرون قرار السلم، دون إشراك اليمنيين بذلك، حتى من زعموا أنهم شركاءهم في الحرب لم يحضروا لقاءاتهم وانفردوا بها لوحدهم، يعتقدون أنهم سيخدعوننا للمرة الثانية باستخدام المسكنات والتخفي خلف عبارات السلام الملتبسة".

منتقدا اعتراف السعودية بسلطة الحوثيين، وأنه "بدون أن يسقط الحوثيون مزاعمهم بالحق الإلهي في الحكم وبدون أن تتحمل السعودية مسؤوليتها في إعادة إعمار اليمن بوصفها قائدة للتحالف الذي دمر اليمن..لن نسمح للسعودية ولا للحوثيين أن يتصرفوا في حقنا في العيش في بلدنا وفق ما توافقنا عليه من نظام جمهوري ديمقراطي ولن نجيز ما تقوم به السعودية من تدخل في شئوننا".

وتابع عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، عادل الشجاع: "لن يكون هناك سلام مالم نناقش المشكلات الحقيقية التي أدت إلى الحرب. والدعوة هنا للأحزاب السياسية أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في حماية النظام الديمقراطي وحفظ السلم الأهلي، وهو مالم تقم به قيادات الأحزاب من الصف الأول، فلتقم به قيادات الصف الثاني والثالث".

مختتما مقاله التي تصرح بضرورة تسليم قيادة المرحلة لحزبه "الديمقراطي" بمخاطبة اليمنيين، قائلا: "أيها اليمنيون، لقد أسقط آباؤكم قبل ذلك إمامة الخوف والمحتل ولا يمكن لهما أن يعودا..علينا أن نفكر ونتبصر في أن بلدنا يستحق منا أن نعمل لإنقاذه وإنقاذ أنفسنا، ومن يريد أن يدير حوارا ويصنع سلاما أو حتى انفصالا فليفعل ذلك من خلال مؤسسات الدولة وليس من خارجها".

والاثنين، بدأ المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، والمكتب السياسي لقوات طارق عفاش، القفز من على مركب الشرعية، الذي التحق به عقب انفضاض شراكته مع جماعة الحوثي في انقلاب 2014م، ومغازلة الحوثيين لاستئناف الشراكة، عقب مصالحتهم مع السعودية، عبر تدشين قيادات اعلامية في الحزب حملة ترفع شعار "الشرعية الدستورية" لعفاش.

تفاصيل: مؤتمر عفاش وطارق ينقلب على الشرعية مجددا (وثيقة)

وظل المؤتمر الشعبي، الحزب الحاكم طوال 30 عاما، منها 15 عاما منفردا بالسلطة (1997-2011م) يرفض الاعتراف بالثورة الشبابية الشعبية السلمية، وينادي باستكمال رئيسه ورئيس البلاد حينها علي عفاش ما بتبقى من سنوات ولايته الرئاسية ما يسميه "الشرعية الدستورية". متناسيا تعديله الدستور بقرار حزبي وتمديد سنين الولاية الرئاسية واتجاهه نحو تصفير عداد ولايات عفاش.

تعمدت الحملة التي يواصل تنفيذها اعلاميون وناشطو المؤتمر الشعبي العام، جناح علي عفاش الموالي للامارات، وفق مراقبين سياسيين للشأن اليمني، مخاطبة المملكة العربية السعودية وتذكيرها بأن "عفاش قد ابلغ الرياض سلفا بأنها لن تجد ضالتها مع الشرعية ودعاها لدعم بقائه رئيسا حتى نهاية سنوات ولايته ثم اجراء انتخابات". ورسائله للتحالف عقب الحرب بأنه "الجواد الرابح".

يشار إلى أن الامارات، كانت قد نجحت في اقناع السعودية، بتبني دعم اعادة رموز نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش وحزبه إلى واجهة المشهد وتمكينه من الزمام سياسيا وإداريا واقتصاديا وعسكريا، وبدأت بتصعيد رشاد العليمي لرئاسة مجلس القيادة الرئاسي وطارق عفاش لعضوية المجلس، في توجه يسير باتجاه تقسيم اليمن وحكمه إلى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه مؤتمر عفاش والحوثيين وجنوبي يحكمه "الانتقالي الجنوبي".