العربي نيوز - الرياض:
كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية عن احتجاز نساء واطفال قيادات يمنية سياسية وامنية وعسكرية واخضاعهم للاقامة الجبرية في إحدى الدول. موضحة أنه "تم التحفظ على عائلات قيادات يمنية واتخاذهم رهائن لضمان ولاء هذه القيادات وتنفيذهم اجندة دول ترتب امرهم من الخارج". في إشارة الى الامارات وضمانها ولاء قيادات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لها.
جاء هذا الكشف في تسجيل صوتي لنقاشات بين قيادات سياسية من السعودية و"المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على "مساحة صوتية" بمنصة "تويتر" دارت تحت عنوان "من يمثل الجنوب وقضيته؟"، وسرعان ما احتدمت لتضطر القيادات السياسية السعودية ولأول مرة إلى كشف اخطر اسرار "الانتقالي" تعبيرا عن ضيق المملكة به ودعم الامارات لتمرده على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية وإعاقة مزاولة اعمالهما.
عبَّر عن هذا الضيق السعودي من تمرد "الانتقالي" والامارات، على توجهات المملكة ودعمها استعادة الدولة اليمنية وسلطات مؤسساتها بدءا من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة؛ عدد من السياسيين السعوديين بالجمعية السياسية السعودية ومراكز الدراسات السياسية الاستراتيجية السعودية، ومنهم السياسي البارز، سليمان العقلي، الذي اكد أن الانتقالي لا يمثل جنوب اليمن وشعبه وقضيته، ويفتقد استقلالية القرار ويرتهن للامارات.
وأشار العقيلي إلى أن ما يمارسه "الانتقالي" تحت عنوان "تمثيل الجنوب" يسيء للقضية الجنوبية ويشوهها لأهداف شخصية وخارجية. وقال: إن "قرار من يحكمون عدن اليوم ليس بأيديهم". مضيفاً: "أنا أسأل هؤلاء الذين يحكمون عدن أين عائلاتهم ونسائهم وأطفالهم ليسوا في عدن، إذن هم قدموا عائلاتهم رهائن ومن يُرتهن عائلته لا يمكن أن يمارس قرارا استقلاليا"، في اشارة إلى احتجاز الامارات عائلات قيادات رئاسة وهيئات "المجلس الانتقالي" الجنوبي.
وتابع قائلا: "هذا ليس سراً يعلمه كثير من النخب السياسية والإعلامية والفكرية والاجتماعية في اليمن وخارجه ولا نذيع بذلك سرا". مؤكدا أن نساء واطفال قيادات "المجلس الانتقالي" تقيم في الامارات كرهائن لضمان ولاء هذه القيادات المطلق لاجندتها في اليمن، واطماعها في السيطرة على سواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية.
السياسي السعودي البارز، سليمان الغقيلي لم يكتف بكشف هذه الحقيقة،الفضيحة، ومضى مصارحا قيادات "الانتقالي" ، بقوله: "لذلك لا أحد يقول لنا أن من يحكم عدن أنه استقلالي ورمز للغد المشرق ووطنياً لان كل هذه الصفات ليست موجودة إلا فيما ندر. في الحقيقة نحن أمام حالة استلحاقية استزلامية في عدن يرتب أمرها من الخارج"، في إشارة إلى الإمارات.
شاهد.. السعودية تسرب اخطر اسرار "الانتقالي" للعلن (فيديو)
وأثار التسريب السعودية، ردود فعل غاضبة من قيادات هيئات "الانتقالي" وسياسييه وناشطيه، المستثارين مسبقا من السعودية، إثر بدء دعمها الحازم لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، وتمويلها انشاء وتسليح جيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني، يتبع الرئيس رشاد العليمي، باسم "قوات درع الوطن" ولمهمة كبح تمرد "الانتقالي".
جاء بين أبرز هذه الردود الغاضبة، رد عضو الهيئة الاعلامية التابعة لـ "المجلس الانتقالي" ومراسل قناة "سكاي نيوز" الاماراتية في اليمن، صلاح بن لغبر، الذي أعاد نشر تسجيل "المساحة الصوتية" للنقاشات في تغريدة على "تويتر"، ونعت العقيلي بالوقاحة، قائلا: "لا يصدق المرء أن عجوزا ستينيا يتلفظ بكل هذا السفه والسوقية".
مضيفا: "لكن هذا ما حدث يبدو أن الإنسان الذي لايحظى بتربية سوية عند صغره يشيخ على متجردا من كل خُلق". وأردف: "مع الاعتذار للمتابعين الذي لايليق بهم سماع هذا الكلام السفية، لكن العبرة أحيانا تُقدم"، معتبراً أن "التسجيل غير صالح لمن هم أقل من 20 عاما، حفاظا على أسماعهم من عبارات وأساليب السفهاء وسقط القوم"، حد قوله.
شاهد.. أول رد لـ "الانتقالي" على هجوم سعودي لاذعا
كما وجه القيادي البارز في "المجلس الانتقالي الجنوبي" الموالي للإمارات، حسن اللحجي، اساءات كبيرة واتهامات خطيرة للمملكة العربية السعودية، في بث فيديو مباشر، على خلفية تبنيها دعم مجلس القيادة الرئاسي في استعادة سيادة الدولة وبسط سلطات مؤسساتها في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، وانهاء تمرد "الانتقالي" ومليشياته.
شاهد .. قيادي في "الانتقالي" يستعدي السعودية بهذه الاساءات والاتهامات (فيديو)
وبالتزامن مع التسريب السعودي بشأن عائلات قيادات "المجلس الإنتقالي"؛ أعاد ناشطون جنوبيون، نشر مقطع فيديو للإعلامي في المجلس الدكتور سليم مرعي، أكد فيه أن أسر قياداته مرهونة في الإمارات لإخضاعهم بهدف ضمان الإمارات سيطرتها على سقطرى. مشددا على "أن الوطن أغلى من أبناء قيادات الانتقالي وعيدروس الزبيدي وأحمد لملس".
شاهد.. إعلامي في "الانتقالي" يؤكد احتجاز الإمارات أسر قيادات المجلس
ولا تخفي السعودية انزعاجها من اصرار "المجلس الانتقالي" عبر مليشياته الممولة من الامارات، على فرض انفصال جنوب اليمن في دولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، في سياق سعيها لبسط نفوذها على الملاحة الدولية عبر البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.