العربي نيوز - عدن:
أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها قرارا بشأن صرف رواتب جميع موظفي الدولة وقطاعاتها ووحدتها في جميع محافظات الجمهورية، اعتبارا من نهاية شهر إبريل المقبل، بشرط وحيد لخصته في اقتطاع مبلغ من الرواتب يذهب لصالح "زكاة الفطرة"، برسم جديد لمقدار زكاة الفطر عن كل فرد، مفاجئ لجميع موظفي الدولة.
جاء هذا في قرار صادر عن وزارة الادارة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن باسم "الكتاب الدوري رقم (1) لسنة 2023م بشأن سعر زكاة الفطر للعام 1444هجرية"، متضمنا تحديد سعر زكاة الفطر بمبلغ وقدره (1000) ريال "تنفيذا لنص المادة(21) من دستور الجمهورية اليمنية وعملاً بأحكام قانون الزكاة رقم (2) لسنة 1999م".
وعبَّر القرار عن تطلع الوزارة إلى "تحقيق زيادة في مقدار أصول وإيرادات وعاء زكاة الفطر من خلال الزام كافة المكاتب التنفيذية والقطاع العام والمختلط بخصم زكاة الفطر على الموظفين ومن يعولون خلال شهر أبريل 2023م". زاعما أن هذا يأتي تنفيذا لقانون الزكاة في فصله العاشر بشأن زكاة الفطر ووفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية".
في المقابل، اثار القرار موجة جدل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وجاء بين تعليقات موظفي الدولة أن إقرار الحكومة زيادة رسم زكاة الفطرة إلى مبلغ 1000 ريال عن كل فرد في الاسرة "يعني خصم مبلغ (10000 إلى 15000 ريال) من راتب كل موظف". معتبرين أن "رفع رسم زكاة الفطر جائر ولا يراعي الظروف الراهنة".
ويتفق علماء الشريعة الاسلامية على أن "زكاة الفطرة واجبة على كل مسلم، سواء كان كبيراً أو صغيراً ، ذكراً أو أنثى، يخرجها عن نفسه، وعمَّن تجب عليه نفقته كالزوجة والأولاد والوالدين إذا كان ينفق عليهما وكانا مسلمين، وكان يوم العيد يملك غير الزكاة قوت عشرة أيام عيناً، أو يملك قيمة قوت العشرة الأيام لنفسه ولكل واحد ممن تجب عليه نفقته".
مُرجعين سند هذا إلى قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن عيسى عليه السلام في أماليه: «صدقةُ الفطرِ عَلَى كُلِّ صغيرٍ أو كبيرٍ، حُرٍّ أو عبدٍ ، وعَلَى مَن تَمُونُون». وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في تعيين مقدار زكاة الفطر: «صاع من شعير، أو صاع من تمر، أو صاح من دقيق».
وقدَّر العلماء الصاع بأربعة أمداد بكفيِّ مَن وجبت عليه الزكاة، ويمكن تقديرها حالياً بكفي الرجل المتوسط اثنين كيلو ونصف تقريباً. ويخضع تقدير قيمة زكاة الفطر، لسعر الكيلو الدقيق او القمح بحسب الزمان والمكان، والذي شهد بدوره ارتفاعا متصاعدا منذ بدء الحرب المتواصلة للسنة الثامنة على التوالي، ليصل إلى 11000 الف ريال.
يشار إلى أن ما يسمى "الهيئة العامة للزكاة" التابعة لسلطة جماعة الحوثي الانقلابية، اصدرت قرارا في ابريل 2021م قضى برفع قيمة زكاة الفطر عن كل فرد، من 300 ريال يمني (60 سنتاً أميركياً) إلى 500 ريال يمني (دولار واحد)، عللته بالاستناد إلى فتوى بتحديد قيمة زكاة الفطرة استنادا لسعر الكيلو الدقيق او القمح البالغ 220 ريالا.
