العربي نيوز - خاص:
أعلنت لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة رفضها الكامل لمحاولات مسخ هوية المحافظة وصبغها بالهوية السعودية أو ما سماه مراقبون "سعودة المهرة"، عبر سطوة المال وقوة السلاح.
وقالت اللجنة في بيان مقتضب: "نرفض التسميات التي يسعى ما يسمى البرنامج السعودي لفرضها على المدارس في المحافظة". مشيرا الى انها "تستهدف الهوية وتكشف حجم الإسفاف والنوايا".
مضيفا: "مساعي السعودية لفرض تسميات على المدارس بأسماء مدن سعودية كشرط لتقديم مشاريع للمحافظة، تكشف حجم الاسفاف والنوايا في التعامل مع المهرة وكأنها محافظة سعودية" حد تعبير البيان.
وأكد البيان أن لجنة اعتصام المهرة "لا تقف ضد أي عملية تنموية ومساعدات تقدم للمحافظة، وأنها تشجع أي مبادرات لتقديم العون الذي يخدم الصالح العام بعيداً عن الأجندات المشبوهة والمن والأذى".
يأتي هذا بعد، إصدار مكتب وزارة التربية والتعليم في المهرة، قرارا بتغيير اسماء 8 مدارس بأسماء مدن سعودية، بضغط مما يسمى "البرنامج السعودي للاعمار" على المكتب كشرط لتقديم مشاريع بالمحافظة.
وكشفت وثيقة حكومية مسربة عن الأطماع والنوايا السعودية في اليمن تحديدا في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، وسعي المملكة لسعودية المحافظة، عبر فرض اسماء مدنها في مديرياتها.
حسب الوثيقة المسربة فإن مكتب وزارة التربية والتعليم في المهرة أقر تسمية 8 مدارس يمنية مولها ما يسمى البرنامج السعودي للإعمار، بأسماء مدن ومناطق سعودية في تغيير ديمغرافي واضح من المملكة".
والمدارس التي تولى "البرنامج السعودي للإعمار" اعادة طلاء جدران بعضها، وتشييد فصول دورات مياه اضافية ملحقة بها، تم الإتفاق على تسميتها بالاسماء التالية:
مدرسة الدمام في منطقة نشطون بمديرية الغيضة
مدرسة الرياض في حي الاتصالات بمديرية الغيضة
مدرسة الدرعية حي الجامعة بمديرية الغيضة
مدرسة أبها بمدينة حصوين مديرية حصوين
مدرسة تبوك مدينة قش مديرية قشن
مدرسة المدينة المنورة مدينة سيحوت مديرية سيحوت
مدرسة الطائف منطقة رهديد بمديرية المسيلة
مدرسة مكة المكرمة بمدينة حوف مديرية حوف
وتذكر تحقيقات صحفية أن ما يسمى "البرنامج السعودي لإعمار اليمن" لم ينفذ أي مشروع حقيقي منذ قدومه إلى محافظة المهرة، باستثناء وضع احجار الاساس والبسط على اراضي المشاريع المزعومة.
في هذا، يؤكد تحقيق للصحفي عامر الدميني أن "كل مشروع نفذه البرنامج السعودي للاعمار، في محافظة المهرة، قابله تمدد عسكري على الأرض، للقوات السعودية من خلال إستحداث نقاط أمنية أو معسكرات".
وأظهر التحقيق أن ما يسمى "مشاريع الإغاثة" السعودية المزعومة "تتركز حول أنشطة قامت بها القوات السعودية في تقديم معونات كالمياه والبطانيات، أو فتح الطرقات، وإصلاح شبكة الكهرباء في بعض الأماكن".
منوها بأن هذه المشاريع حسب ما يزعمه وينشره حساب البرنامج على موقع تويتر، فيما جميع تلك الأنشطة التي نفذها أيضا مركز الملك سلمان تعد هامشية قياسا بالتعاون المجتمعي للسكان في مواجهة تلك المشاكل".
وتسيطر القوات السعودية على محافظة المهرة منذ العام 2017م حيث قدمت إلى المحافظة بذريعة انهاء التوتر بين مليشيا الانتقالي والجيش الوطني، وتنفيذ مشاريع إنسانية بحسب تصريح للسفير السعودي آل الجابر.
السفير آل جابر، قال في حديث منشور لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" ردا على سؤال عن نشاط البرنامج: إنهم "في صدد البدء بإعادة الإعمار إنطلاقاً من المحافظات المحررة وصولاً إلى المناطق المتضررة من الحرب".
وجاءت اجابة السفير السعودي محمد آل جابر، للتهرب من إستفسارات موضوعية ووجيهة عن "حقيقة دوافع وأسباب بدء برنامج اعادة اعمار اليمن نشاطه في محافظة المهرة التي لم تطالها أضرار الحرب او يصلها الحوثيون".
مراقبون اعتبروا هذه الخطوة تدشينا سعوديا لفرض هويتها على محافظة المهرة بفرض اطلاق اسماء مدنها في مديريات المحافظة، بقوة المال وسلاح قواتها المتواجدة في مديريات المحافظة، حسب قرار مكتب وزارة التربية والتعليم.
وتتمركز القوات السعودية، المتزايدة اعدادها بذريعة مكافحة التهريب، في مطار الغيضة، مركز محافظة المهرة، وأماكن أخرى إستراتيجية في المحافظة، تقابلها مطالب شعبية متكررة من كافة الشرائح بالمحافظة إلى رفع تواجدها غير المبرر.