الأحد 2024/05/12 الساعة 10:43 م

أمريكا تكشف رسميا خفايا علاقة عفاش وزعيم

العربي نيوز – واشنطن: 

رفعت الولايات المتحدة السرية عن وثائق جديدة خاصة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تعود إلى فترة ما قبل مقتله بأشهر، وتكشف عن خفايا علاقة متينة جمعته بالرئيس الأسبق علي صالح عفاش، ودفاعه عن نظام عفاش إثر اندلاع ثورة الشباب السلمية "11 فبراير"، التي أطاحت بنظامه العائلي.

وأظهرت إحدى الوثائق التي أتاحتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مؤخراً، بعد أعوام من حصولها عليها عقب مقتل أسامة بن لادن بعملية خاصة أمريكية في باكستان مايو 2011م، ارتباط "بن لادن" بعلاقة مباشرة ووثيقة مع الرئيس الأسبق علي عفاش، امتدت حتى بداية العام 2011م.

الوثيقة، حملت الرقم 113 ضمن وثائق تعرف باسم "ابوت آباد"، وتتضمن رسالة وجهها اسامة بن لادن إلى أمير التنظيم في "اليمن وشبه جزيرة العرب" حينها، ناصر عبد الكريم الوحيشي المكنى "أبو بصير"، تبلغه بمعارضة ابن لادن الإطاحة بنظام علي عفاش، وحرصه على بقائه في السلطة.

وجاء في الرسالة تبرير ابن لادن موقفه بقوله: إن "إزالة الحكومة المرتدة وإبقاء البلد في فوضى هذا غير صحيح، فلا يمكن أن يتم نشر دعوتنا مع وجود الفوضى، فنكون لم نحقق قيام الدولة المسلمة ولا استفدنا من الوقت في نشر دعوتنا وحشد الناس مع صف الجهاد، كما أنه في ظل دولة ليس لها حاكم يرسي قواعد الأمن بين الناس فتظهر وحشيتهم بشكل كبير ويصبح هم الناس المحافظة على الدم والعرض وهذا هاجسهم دون سواه".

مضيفاً: "أنه لا ينبغي السعي لإزالة شر يؤدي لمجيء شر أكبر منه ولا يخفى عليكم أن الشريعة قائمة على جلب المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد، فالعمل على إسقاط نظام علي عبدالله صالح دون توفر القدرة لدينا للسيطرة على الدولة سيؤدي لمجيء من هو أشد على الإسلام من علي عبدالله صالح فهو رغم ردته وسوء إدارته إلا أنه أخف ضرراً بكثير ممن تريد أمريكا استبداله بهم".

وتابع: "ومما يهم في التعامل مع كل عدو معرفة تاريخه فعلي عبدالله صالح عجز عن قمع النشاط الإسلامي خلال ثلاثة عقود رغم إلحاح الغرب عليه بذلك وكونه رجل غير إسلامي موالياً للغرب ولديه فساد هائل أعطت تلك الأجواء لكل الاتجاهات لكي تنمو وتنشر أفكارها ومن أهم هذه الاتجاهات وأقواها الاتجاه الإسلامي بجميع طوائفه من الإخوان والسروريين والسلفيين والسلفيين الجهاديين فكان بمثابة مظلة للنشاطات الإسلامية طيلة السنين الماضية".

وأردف زعيم تنظيم "القاعدة" السعودي من اصول حضرمية، أسامة بن لادن في تبرير رفضه اسقاط نظام علي عفاش، قائلا: "ويكفي للتدليل على أن علي عبدالله وكيل غير كفء عندهم وأنه لا يقوم بالدور الذي تريده أمريكا حيث كلفته به منذ حوالي ثلاثين عاماً وهو يواعد ويتعهد ثم على أرض الواقع يضعف عن تنفيذ المطالب".

واسترسل بن لادن كاشفاُ تحالف عفاش مع القاعدة، بالقول: "الحكم عن الشيء فرع عن تصوره فتصور كل من أعدائنا يساعدنا في الحكم على كيفية التعامل معه وإن أعداءنا درجات ومن المفيد والمصلحة أن نقدر حجم عداوة كل منهم حتى نعامله بقدرها فنميز بين من يحمل عداوة عقدية متجذرة ومن عداوته دون ذلك، وهي قائمة على عداء مادي وسياسي".

مختتما رسالته لأمير التنظيم في "اليمن وشبه جزيرة العرب" حينها، بقوله: "فمن المصلحة أن نخفف عداءه لنا إلى أقل درجة ممكنة فعلي عبدالله صالح هو ليس وكيلاً مطواعاً ولا ينفذ ما ينفذه عن قناعة كبيرة وتفاعل وإنما في كثير من تصرفاته (مكره أخالك لا بطل) مع التأكيد على أن الإكراه هذا غير معتبر شرعاً".

ويأتي رفع الاستخبارات الامريكية السرية عن هذه الوثيقة، ليؤكد الاتهامات التي ظل ينكرها نظام علي عفاش، عن رعايته تنظيم القاعدة وعناصره عبر ابني شقيقه محمد عبدالله صالح عفاش، طارق وعمار، وموقع الاخير وكيلا لجهاز الامن القومي سابقا، واستخدام التنظيم لتنفيذ مآرب عفاش السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها ابتزاز المجتمع الدولي ودول الجوار اموالا طائلة تقدر بمليارات الدولارات تحت شعار "دعم مكافحة الارهاب".

يشار إلى أن مراكز دراسات غربية واقليمية، اتفقت ابحاثها ذات العلاقة، في التوقف عند توقيت غالبية هجمات تنظيم القاعدة في اليمن، وتزامنها مع اهداف انية لنظام عفاش، كأن تستبق صدور قوانين أو اجراءات امنية قمعية او انتخابات او حدوث عجز كبير في الموازنة وتبريره باستهداف المنشآت النفطية، أو عقد مؤتمرات مانحين أو زيارات خارجية له لطلب المساعدات، بينما تغيب كليا في احداث يرعاها النظام، بينها بطولة "خليجي 20" في عدن وابين.

شاهد.. رابط وثيقة المخابرات المركزية الأميركية (انجليزي)

شاهد.. رابط وثيقة المخابرات المركزية الأميركية (عربي)

أمريكا تكشف رسميا خفايا علاقة عفاش وزعيم