الاربعاء 2025/06/25 الساعة 06:36 ص

العربي نيوز - عدن:

اثار رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، موجة سخط وغضب واسعة بين اوساط الاعلاميين والصحافيين في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية للبلاد، بإجراء جديد اعتبروه "مستفزا ومستبدا"، ضمن سعي "الانتقالي" الحثيث لابتلاع المكونات السياسية والاتحادات والنقابات والتفرد بالقرار على قاعدة الحزب الاشتراكي اليمني ابان حكمه جنوب البلاد "لا صوت يعلو على صوت الحزب".

وعمّد "المجلس الانتقالي" إلى تنظيم ما سماه "مؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين" ومصادرة حق المنعقد باسمهم في التعبير عن رأيهم، وفرض كلمة لرئيسه عيدروس الزُبيدي على رأس جدول اعمال المؤتمر المنعقد الثلاثاء في العاصمة المؤقتة عدن، بدفع من جانب "الانتقالي" وقيادات واعضاء ما يسمى "الهيئة الجنوبية للإعلام"، مضفيا طابعا سياسيا للمؤتمر يعلن تبعيته الكلية للمجلس واجندته والامارات.

في المقابل استفز هذا الاجراء الاعلاميين والصحفيين الجنوبيين، منتقدين "تطفل واستبداد الانتقالي"، ومنهم الاعلامية ضياء سروري التي طالبت بـ "محاسبة الجهة المسؤولة عن تحويل المؤتمر الخاص بالصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لعمل سياسي"، باعتباره يحيل المؤتمر والاعلاميين إلى "دابة" يسوقها المجلس الانتقالي، لتحقيق اهدافه السياسية بعيدا عن معاناة الاعلاميين وحرياتهم واستقلاليتهم.

وتحت عنوان "الخصخصة للجنوب .. عنوان بارز للتمزيق والتفرقة والفشل"، قالت ضياء السروري: لا علاقة له بما يمر به الصحفيون من عذابات وتضييق الخناق عليهم أمر في غاية الاهمية .. ويعتبر بداية لخطوة التصحيح وعلاج سريع لحالة شيزوفينيا الواقع التي جعلت العربة تسبق الدابة وجعلتنا جميعا نعيش حالة من حالات اللامفهومية. إضافة إلى تجاهل غير مبرر لأعمدة المهنة".

مضيفة: "بكل أسف أقولها .. يكفينا فشل وخيبات .. أنتم تشوهون معالم القضية الجنوبية وتمزقون نسيجها بكل حرفية ومنهجية. واليوم بفعلتكم تلك تحاولون إجهاض سنوات طويلة من عطاء كوكبة من الصحفيين والإعلاميين أفنوا حياتهم في بلاط صاحبة الجلالة بمهنية واحتراف. أنتم العدو الأول للقضية الجنوبية وعنوان واضح لفشلها إذا أستمريتم في تقديم أنفسكم عنوانا لها". حد تأكيدها.

وتابعت الاعلامية ضياء سروري، الحديث بلسان مئات وربما آلاف الاعلاميين والصحفيين في جنوب البلاد، قائلة: "محاسبتكم أمر حتمي .. فكما مزقتم النسيج الإجتماعي الجنوبي تمزقون اليوم النسيج الرابط بين الصحفيين وعملهم في خدمة أرضهم. أنتم عنوان بارز للتمزيق والتفرقة وسبب رئيسي في فشلنا المستمر لثماني أعوام كاملة .. أضعتم العديد من الفرص تحت بند التكتكة والشحوتة".

جاءت ردود الفعل الغاضبة، عقب بدء اعمال مؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين، في العاصمة المؤقتة عدن، بمشاركة مئات الصحفيين والاعلاميين من دول خليجية وعربية، تعمد "المجلس الانتقالي" دعوتهم لإضفاء طابع شرعي وزخم اعلامي للمؤتمر، وسط انباء عن توفيره مقابل هذه الاستضافات ونفقات تذاكر سفر واقامة ومصروف جيب مبلغ "خمسة ملايين دولار" في وقت ينهش الفقر والجوع الملايين في عدن وجنوب البلاد.

وطغت على اعمال المؤتمر في يومه الاول، الشعارات والرايات الانفصالية التي يرفعها "المجلس الانتقالي"، وصورا عملاقة لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي، الذي القى عبر الفيديو، كلمة افتتاحية للمؤتمر، اعتبر فيه الاخير "البداية لاستعادة استقلال النقابات الصحفية والاعلامية الجنوبية بعد ثلاثة عقود من اقصائها وتهميش منتسبيها وتجاهل الانتهاكات بحقهم وانطلاقة للرسالة الاعلامية الجنوبية باتجاه استعادة دولة الجنوب".

يأتي حديث الزُبيدي في وقت تتفق تقارير نقابة الصحفيين اليمنيين ومنظمات حقوقية محلية ودولية ناشطة في حقوق الانسان وحريات التعبير، للسنوات السبع الماضية، في تصدر العاصمة المؤقتة عدن والمدن الخاضعة لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي" في المحافظات الجنوبية، محصلة الانتهاكات لحرية الإعلام والاعتداءات على الصحفيين والاعلاميين واصحاب الرأي بالضرب والاختطاف والاعتقال والتعذيب والقتل.

يشار إلى أن جمعية الصحافيين في جنوب اليمن ونقابة الصحفيين في شماله، اتحدتا واندمجتا في التمثيل الخارجي قبل اعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990م، وكانتا كباقي الاتحادات والنقابات والجمعيات في شمال وجنوب اليمن، من ابرز الداعين لتوحيد شطري اليمن، وتشاركتا في اعداد قانون تنظيم الصحافة والمطبوعات رقم (25) لسنة 1990م، وعقدتا المؤتمر التأسيسي لنقابة الصحفيين اليمنيين (الموحدة) في العام 1991م.

 

شاهد .. اعلاميو الجنوب يعرون الانتقالي وحديثه باسمهم 


شاهد .. الانتقالي يعقد مؤتمرا باسم اعلاميي الجنوب لهذه الغاية

شاهد .. الزُبيدي يخاطب الاعلاميين ويتجاهل قمع مليشياته لهم