العربي نيوز - متابعة خاصة :
كشفت إدارة أمن العاصمة المؤقتة عدن، عن مستجدات تحرياتها وتحقيقاتها في التفجيرات التي استهدفت مطار ومدينة عدن، عبر اصدار بيانا شديد اللهجة، وصف بالناري، بشأن المتورطين في التفجيرات.
وقالت إدارة شرطة (أمن) عدن في بيانها أنها تواصلت تحرياتها وتحقيقاتها، وعازمة على ملاحقة المُتورِّطين بالتفجير الذي استهدف مقر منظمة "أكتد" الفرنسية في مديرية خور مكسر، ليل الخميس الفائت.
البيان المقتضب والمذيل بتوقيع نائب مدير الأمن العميد أبوبكر جبر، تعهد بـ "ضبط كل الضالعين في محاولة إقلاق السكينة العامة". موضحا أن "القنبلة الصوتية التي انفجرت بمحيط مقر منظمة "أكتد" سعت لبث الخوف".
وتعهدت إدارة أمن عدن بـ "التعاون مع كافة الأجهزة الأمنية المعنية بضبط جوانب الاستقرار". في إشارة إلى مليشيا "الحزام الأمني" و"الدعم والإسناد والطوارئ" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الامارات.
من جانبها، قالت "ألوية الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية" التابعة للانتقالي: إن "الوضع العام في عدن طبيعي جداً ولا يوجد ما يدعو للقلق في مديرية الشيخ عثمان" وذلك عقب انفجار رابع هز المديرية فجر الجمعة.
ونقلت مصادر إعلامية جنوبية عن قائد ألوية مليشيا الانتقالي، العميد محسن الوالي، قوله: إن "التشكيلات الأمنية تنتشر في كافة مديريات عدن وتطوِّق المدينة من كل الجهات حذراً من نشاط الخلايا النائمة" حسب تعبيره.
لافتا إلى أن "القوات الجنوبية" حسب وصفه "تعمل على تأمين الحكومة وتسهِّل تنقلها داخل عدن تنفيذا لتوجيهات صادرة عن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي والتزاماً بتعهداته لدول التحالف، وفقاً لما نص عليه اتفاق الرياض".
وشهدت العاصمة المؤقتة عقب استهداف مطار عدن بالصواريخ وتفجيرات قصر معاشيق، اربعة تفجيرات متعاقبة يومي الخميس والجمعة، احدها في خور مكسر جوار مقر منظمة "أكتد" الفرنسية والاخر في الشيخ عثمان، بمحيط مقبرة الممدارة.
سياسيون وعسكريون حذروا من "استمرار تعثُّر الشق العسكري والأمني لاتفاق الرياض والقاضي بسحب التشكيلات المسلحة من العاصمة المؤقتة عدن وفصل القوات في ابين وسحبها إلى مواقع تموضُعها المُقرة ضمن اتفاق الرياض".
ويتفق مراقبون في أن تفجيرات عدن واضطراب الاوضاع الامنية يرجع إلى "اعلان تشكيل الحكومة وعودتها قبل ايفاء اللجنة العسكرية السعودية بالتزامها تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض خلال اسبوع، واستمرار المليشيات في عدن".
مشيرين إلى أن تأخر الانتهاء من تنفيذ الشق العسكري والامني يتيح بروز مطالب أخرى لعدد من المكونات المُوقِّعة على اتفاق الرياض، والضغط باستخدام السلاح والهجمات المسلحة تقويضا للعملية السياسية لاعتبارات تراها مجحفة".
وتعرض مطار عدن الدولي، الاربعاء، لاستهداف ارهابي خلف ثلاثة انفجارات عنيفة، استهدفت صالة المطار ومدرج مطار عدن أثناء وصول الطائرة التي تقل الحكومة الجديدة القادمة من العاصمة السعودية الرياض، ملحقا خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وزارة الداخلية كشفت عن حجم الخسائر التي خلفها الاستهداف الارهابي لمطار عدن بالتزامن مع وصول الحكومة. وقال وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان: إن "الهجوم أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 50 آخرين من مستقبلي الحكومة الجديدة".
حسب محافظ عدن احمد لملس ومكتب وزارة الصحة في العاصمة المؤقتة عدن، وافادات اعلامية، أكدت أن بين ضحايا الاستهداف الارهابي لمطار عدن الدولي، مسؤولون، وصحفيون، وجنود في قوات التحالف، بينهم سعوديون وجلهم سودانيون.
وكشفت مصادر محلية وامنية متطابقة عن مصدر صواريخ استهداف مطار عدن مساء الاربعاء، لدى وصول طائرة الحكومة الجديدة، وأكدت أنها من داخل العاصمة المؤقتة عدن وليست قادمة من خارج عدن أو من مطار تعز، كما اشيع سابقا.
صحيفة "الايام" العدنية، نقلت على موقعها الالكتروني، مساء الاربعاء، عن شهود عيان قولهم: إن "ثلاثة مقذوفات انطلقت من اتجاه مديرية دارسعد، وتحديدا المدينة الخضراء قبل ان تسقط في مطار عدن وتحدث الانفجارات الثلاثة الهائلة المتتابعة".
وفي وقت سابق، أكد نائب مدير امن عدن العميد ابو بكر احمد جبر، في حديث متلفز لقناة "الغد المشرق" التي تبث من الامارات، أن "المقذوفات التي سقطت على مطار عدن الدولي مساء اليوم (الاربعاء) عبارة عن صواريخ كاتيوشا وليست باليستية".
تعزز إفادات شهود العيان بتحديد مصدر المقذوفات الثلاثة (صواريخ الكاتيوشا) التي سقطت على مطار عدن من المدينة الخضراء في دار سعد، نفي جماعة الحوثي الانقلابية صلتها بالاستهداف ورفضها "الزج بها في صراعات فصائل التحالف" حد تعبيرها.
ويعزز تأكيد مصدر الصواريخ واطلاقها من جهة المدينة الخضراء، الاتهامات الموجهة للامارات بالضلوع في الاستهداف، ولوكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، بالتخطيط والاشراف على التنفيذ، ولهدف ضرب اسفين بين الشرعية و"الانتقالي".
بدا واضحاً من تصريح وزير الداخلية اليمني أن من يقف وراء هذا الهجوم الصاروخي ليست جماعة الحوثي وإنما جماعة أخرى. ما أكد وقوف طرف ثالث موال للامارات وراء الاستهداف الارهابي ممثلا بعمار عفاش وشقيقه طارق الذي سارع لادانة الجريمة.
وكشف الإعلامي اليمني خالد المنيفي في فيديو له بقناته على محرك الفيديو العالمي "يوتيوب" عن من يقف وراء هذه المجزرة في مطار عدن. وقال بالأدلة إن "دويلة الإمارات هي من تقف خلف هذه المجزرة، فهي الوحيدة التي لها المصلحة بهذا التفجير".
يشار إلى أن الاستهداف الارهابي لمطار عدن لحظة وصول طائرة رئيس واعضاء الحكومة الجديدة، يسعى إلى ضرب اسفين بين "الشرعية" و"الانتقالي الجنوبي" ونسف اتفاق الرياض وانفراج الازمة جنوبي البلاد، وتوقف الصراع المسلح وتداعياته الكارثية.
https://youtu.be/1ipLiz1jXXc