العربي نيوز - المخا:
قُتل قائد عسكري رفيع أخر في قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش بتمويل اماراتي في الساحل الغربي لليمن، وجرت في مدينة المخا، عملية تشييعه ودفن جثمانه وسط تكتم مريب على ظروف وملابسات مقتله، في واقعة سبق ان تكررت على نحو لافت في العامين الاخيرين.
واكتفت وسائل الاعلام الرسمية لطارق عفاش، بالاشارة إلى أنه "ودّعت المقاومة الوطنية، بتشييع شعبي ورسمي، اليوم، بطلًا من أبطالها في قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، المقدم صادق علي القاضي، الذي ارتقى في سياق المعركة الوطنية". دون الافصاح عن مكان وزمان وظروف مقتله.
منوهة إلى أنه " تقدّم التشييع النائب الثاني لرئيس سياسي المقاومة الوطنية- قائد خفر السواحل بقطاع البحر العميد عبدالجبار الزحزوح، وقائد محور حيس العميد الركن بهيجي الرمادي. وسار الموكب وسط مدينة المخا وصولًا إلى فردوس شهداء حراس الجمهورية" حسب وصفها مقبرة قتلى قوات طارق.
وينتمي المقدم صادق علي القاضي، الذي وصفه اعلام طارق بأنه "التحق في وقت مبكر بالمقاومة الوطنية"، إلى محافظة إب، والتي سبق أن شكا المنتسبون إليها ومحافظة تعز بقوات طارق من اجراءات تعسفية طالت رواتبهم ومخصصاتهم على خلفية ما سموه "عنصرية مناطقية بوصفهم وارد صفر اربعة".
تكرر تساقط العشرات من قيادات قوات طارق عفاش، في ظروف غامضة ووسط تكتم يثير الريبة بنظر مراقبين للشأن اليمني، رأوا انهم "قضوا في تصفيات مدبرة على خلفية الاختلاف مع طارق عفاش والاجندة الاماراتية التي ينصاع لتنفيذها دون اعتراض في مقابل دعم عودة اسرته إلى الحكم في اليمن".
ولا تُعرف على وجه الدقة ملابسات ما سمته وسائل اعلام طارق "استشهاد" المقدم صادق القاضي، أو حتى صفته القيادية في ما يسمى "قوات خفر السواحل" التابعة لطارق. لكن مصادر محلية في المخا، تحدثت عن "خلافات حادة نشبت الشهر الفائت بين المقدم صادق والعميد طارق على مضبوطات تهريب".
توجه منظمات متخصصة ومراقبون سياسيون وعسكريون للشأن اليمني، اتهامات للامارات التي تسيطر على سواحل اليمن غربا وجنوبا وجزره، بتهريب السلاح والمخدرات والافارقة لليمن عبر القوات الممولة منها ممثلة بقوات طارق عفاش في الساحل الغربي وقوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" في ساحل اليمن الجنوبي.
وسبق المقدم صادق القاضي، إعلان مقتل نائب المسؤول المالي في قوات طارق عفاش، العقيد صدام حسين زياد (في 11 اكتوبر الماضي) في ظروف غامضة ومريبة، زعمت وسائل اعلام طارق انه "قتل جراء سقوطه من الطابق الخامس لأحد فنادق عدن" بينما أكد مقربون من زياد أنه "تعرض لعملية اغتيال".
موضحين أن "اغتيال العقيد زياد تم عقب انشقاقه وهو في طريقه إلى العاصمة صنعاء، إثر اكتشافه معلومات خطيرة عن دور طارق وشقيقه عمار عفاش في مجزرة قصف طيران التحالف مجلس عزاء آل الرويشان في الصالة الكبرى بصنعاء (اكتوبر 2016م)" والتي حصدت 1000 قتيل وجريح من قيادات الدولة المحايدين".
يشار إلى أن مِن بين ابرز الضباط في قوات طارق عفاش، الذين قتلوا في ظروف غامضة وتبين لاحقا أنهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب حتى الموت بسجون معسكرات طارق عفاش، يأتي الرائد محمد علي غشيم، الذي اكدت اسرته انه "اعتقل عندما كان في طريقة الى صنعاء لزيارة والده المريض ومات تحت التعذيب".