العربي نيوز - المخا:
صدم قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" وعضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق محمد عبدالله صالح عفاش، جميع انصاره واليمنيين كافة، بإعلان رسمي مفاجئ وصادم للعامة ظل متوقعا للمراقبين، صادر عن المكتب السياسي لقواته، يعترف فيه رسميا بدولة اسرائيل، تبعا لتحالف الكيان مع الامارات التي تمول قواته في الساحل الغربي لليمن وجزره.
جاء ذلك في بيان رسمي صادر عمَّا يسمى "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" عممته وسائل الاعلام الرسمية لطارق عفاش مساء الثلاثاء، يُسمي فيه الكيان الصهيوني الاسرائيلي الغاصب للأراضي العربية والمقدسات في فلسطين، بصفة "دولة"، ويعترف فيه بحكومة الكيان وصفات اعضائها، بغطاء "إدانة انتهاك احد وزراء الكيان الصهيوني لباحة المسجد الاقصى".
واستهل طارق عفاش بيانه بقوله: "يُدين المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، اقتحام وزير الأمن القومي لدولة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى الشريف". ملتمسا في الوقت نفسه العذر لإدانه بقوله: "لما فيه من استفزاز متعمد، ولما ينذر به من زيادة التصعيد والاحتقان، وتقويض جهود السلام الدولية لحل القضية الفلسطينية". حسب تعبيره.
بيان "المكتب السياسي" لقوات طارق عفاش في الساحل الغربي، الممولة من الامارات المتحالفة مع الكيان الصهيوني بمعاهدة سلام وتطبيع شامل للعلاقات وتعاون امني وعسكري واقتصادي؛ مضى يحاول تسجيل "موقف عروبي واسلامي" منحازا للقضية الفلسطينية، بعبارات تلتمس في الوقت ذاته العذر لهذا الموقف من الامارات وحليفها الكيان الصهيوني (اسرائيل).
وقال البيان: "ويؤكد المكتب السياسي، أن هذه التصرفات التي تنتهك حُرمة المسجد الأقصى، تتنافى مع كافة القيم والمبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، وتمثل خرقًا سافرًا للقانون الدولي، ومساسًا بوصاية المملكة الأردنية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة". دون أي اشارة لحق الفلسطينيين وفصائل المقاومة في الدفاع عن المقدسات الاسلامية.
مضيفا، في محاولة ارضاء الداخل والتحالف والامارات: "وينوه بأن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي نتيجة الاحتلال الإسرائيلي والمخطط التوسعي لإيران، تحتم مزيدًا من التلاحم والتعاون العربي المشترك". حسب تعبيره. مؤكدا ما سربته وسائل اعلام عن عقده لقاءات ومباحثات مع الجانبين الاردني والصهيوني (الاسرائيلي) في زيارته الاخيرة الشهر الفائت للاردن.
واختتم بالديباجة التي ظل يرفعها عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش، ولا ينفك يرددها مع كل عدوان صهيوني غاشم في فلسطين: "ويشدد المكتب السياسي على تمسكه بموقفه الثابت إزاء عدالة القضية الفلسطينية، ودعمه الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته على حدود عام 1967، وممارسة شعائره الدينية دون أي قيود".
يأتي هذا في وقت باتت وسائل الاعلام الصهيونية تجاهر بما تسميه "تنسيق وتعاون امني وعسكري لحماية امن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب"، وتتحدث عن لقاءات ومباحثات متلاحقة مع الاطراف المعنية في الدول المطلة على البحر الاحمر ومضيق باب المندب". في اشارة للقوات الاماراتية والقوات اليمنية الممولة منها والتابعة لها.
وسبق لصحيفتي "اسرائيل اليوم" و"معاريف" التابعتين للكيان الصهيوني أن نشرت ونقلت عن مراسليها العسكريين عن زيارات لقيادات في جيش الاحتلال وجهازه الاستخباراتي (الموساد) إلى جزر يمنية في البحر الاحمر (حنيش وميون) والمحيط الهندي (سقطرى وعبدكوري) في سياق ما تسميه "التنسيق والتعاون الاقليمي لحماية امن وسلامة الملاحة الدولية" حد زعمها.
كما سبق لرئيس هيئة اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي سبق أن اعلن غير مرة على وسائل الاعلام الصهيونية عن أنه "صار لنا تواجد عسكري في مياه البحر الاحمر ومضيق باب المندب وجزيرة سقطرى، بالتعاون مع حلفائنا في المنطقة" في اشارة إلى قوات التحالف وبخاصة الامارات وقوات طارق عفاش والمجلس الانتقالي، الممولة منها في السواحل والجزر اليمنية.
وبالتوازي نشرت وكالات انباء عالمية قبل عام تحقيقات وصورا جوية عبر الاقمار الاصطناعية، تظهر تشييد الامارات قاعدة عسكرية جوية تتضمن مدارج اقلاع وهبوط عملاقة في كل من المخا مقر قوات طارق عفاش، وارخبيل جزر حنيش وجزيرة ميون (بريم) بمدخل باب المندب الخاضعة لسيطرة قوات طارق، وجزيرة سقطرى وجزيرة عبدكوري، جرى تشييدها ضمن التعاون العسكري الاماراتي الاسرائيلي.
يشار إلى أن الامارات منذ بداية الحرب في اليمن تركزت اهتماماتها في السيطرة على سواحل اليمن وجزره الاستراتيجية وتعطيل نشاط موانئه، وتبنت تمويل وتجنيد وتسليح قوات محلية لذراعين سياسيين وعسكريين رئيسيين لنفوذها في اليمن، الاول طارق عفاش والمكتب السياسي لقواته في الساحل الغربي، والثاني عيدروس الزُبيدي الذي يرأس "المجلس الانتقالي" وقواته في جنوب البلاد، وسبق أن اعلن رسميا في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" الترحيب بالتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني الاسرائيلي.