العربي نيوز - الخوخة:
يشهد الساحل التهامي الغربي لليمن موجة غضب واسعة بين اوساط المواطنين عقب اقدام قوات مايسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة إماراتياً، على اعتقال مسؤول في الحكومة، وهو ما فضح زيف تصريحات قائدها طارق عفاش وتقمصه شخصية رجل الدولة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوة تابعة لطارق عفاش اعتقلت مدير عام مكتب هيئة النقل البري في محافظة الحديدة، ركن إعلام اللواء الثاني "المقاومة التهامية" رفيق دومه في مديرية الخوخة جنوبي الحديدة، إثر اعتراضه على ممارسات تلك القوات وتسببها في الانفلات الأمني بالمديرية.
مضيفةً أن القوة التي اعتقلت دومه نقلته إلى سجن معسكر أبو موسى الأشعري التابع لاستخبارات "المقاومة الوطنية" التي يقودها عمار عفاش.
وأثار الاعتقال التعسفي استياء وغضباً واسعاً لدى الناشطين التهاميين الذين تضامنوا مع رفيق دومه، مطالبين بالإفراج الفوري عنه، متوعدين بثورة شعبية على الممارسات القمعية لقوات طارق عفاش.
وأدان الناشطون استمرار طارق عفاش في استهداف المقاومة التهامية والحراك التهامي باعتقال القيادي دومه، مؤكدين أن اعتقال قوات طارق مسؤولاً حكومياً على خلفية انتقاداته دليل جديد على أنها مليشيا اجرامية لا تختلف عن مثيلتها مليشيا ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات التي عاثت فساداً واجراماً في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات سيطرته.
يأتي اعتقال القيادي في المقاومة التهامية دومه، بعد أيام من توجيه قائد المقاومة التهامية عبدالرحمن حجري، تحذيراً إلى طارق عفاش متوعداً بطرده من تهامة رداً على محاولاته حكمها بالحديد والنار والصعود على دماء أبنائها.
جاء هذا في كلمة له خلال الحفل الفني والخطابي الذي أقيم في مديرية الخوخة بمناسبة الذكرى الخامسة لتحريرها من مليشيا الحوثي الإنقلابية، والذي أكد رفض محاولات طارق استهداف وتفكيك المقاومة التهامية وإلحاقها بقواته بصورة وصفها بـ "القذرة".
وقال حجري في الحفل الذي حضره محافظ الحديدة الحسن بن طاهر، وقائد اللواء الأول مقاومة تهامية العميد أحمد الكوكباني: "نرفض أن نكون توابع أو أدوات لمشاريع حزبية أو سياسية على حساب عزة وكرامة تهامة وأبنائها، لا نقبل أن تكون تهامة لأحد غير أبنائها ولن يحكم تهامة غير أبنائها الشرفاء ما لم فسقف نضالنا مفتوح".
مضيفاً: "الصراع الحاصل في المنطقة من أجل المصلحة وتهامة أصبحت مطمعاً لجميع المتخادمين، وهناك من يقدم نفسه أن قواته تحمي تهامة ويريد الوصول إلى السلطة على دماء أبناء تهامة"، في اشارة إلى طارق عفاش.
وكشف قائد المقاومة التهامية، مؤامرات طارق عفاش، بقوله: "نقول للمقاومة الوطنية احترموا الإنسان التهامي كونه صاحب الأرض، ولا نقبل الوصاية والتبعية، ولن ننسى كيف تم التعامل مع المقاومة التهامية ومورست الكثير من المؤامرات لتشتيتها، وحاولوا اضعافها بوسائل لا انسانية وقذرة".
مردفاً: "لا نقبل المساومة على حقوقنا وسننتصر أو نستشهد، ونقول للطامعين في تهامة الذين يريدون للحراك التهامي السلمي أن ينتهي ولكن هذا محال، عليكم أن تحترموا أبناء الأرض أو سيكون لتهامة كلمتها بطردتكم".
حجري وجه تحذيراً لطارق من "الاستقواء بالسلاح"، مضيفاً: "لم يستفيد أولئك من أخطائهم في الماضي، علي عبدالله صالح لم ينفعه ثلاثة جيوش بتسليح يوازي ثلاث دول".
ونفى قائد المقاومة التهامية أن يكون لقوات طارق عفاش أي دور في انتصارات الحديدة والمخا، بالقول: "قاتلنا قتال الأبطال من أجل تحرير كل شبر ونقول لمن يتصنعون البطولات الإعلامية ولديهم ماكينة إعلامية وأموال، الجميع يعرف من حرر المخا والخوخة وحيس ومن وصل إلى مشارف مدينة الحديدة، هم أبناء تهامة في المقاومة التهامية بمساندة من إخوانهم الجنوبيين العمالقة باسناد من أبطال قوات التحالف".
واعتبر قائد المقاومة التهامية، أن "تهامة محتلة من عصابة النظام القائم"، واصفاً طارق عفاش بأنه "خائن للدولة ومن سلمها لمليشيا الحوثي"، مؤكداً أن "من يقاتل الآن من أجل استراداد الدولة المزارع والصياد والمدرس والمهندس والدكتور".
متهماً طارق بتحويل معسكر أبو موسى الأشعري في الخوخة الذي يديره شقيقه مسؤول استخبارات "المقاومة الوطنية" عمار عفاش، إلى "سجن مرعب لممارسة الجرائم بحق أبناء تهامة".
وتبنت الامارات تمويل جمع قوات الجيش العائلي لعلي عفاش (الحرس الجمهوري والحرس الخاص والقوات الخاصة) بقيادة طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع المواجهات بين عمه والحوثيين بعد تصاعد خلافاتهما على تقاسم السلطة والثروة، واعلان عفاش الانتفاضة على الحوثيين، ومصرعه في ثاني ايامها مطلع ديسمبر 2017م.
يشار إلى أن قوات طارق عفاش، تسيطر على مدن الساحل الغربي المحررة، وتفرض هيمنتها على سلطاتها المحلية والمكاتب التنفيذية وادارات الامن، لجني مصالح خاصة وتنفيذ اجندة اطماع الامارات في سواحل اليمن وموانئه وجزره الاستراتيجية وفي مقدمها جزيرة ميون (بريم) الواقعة في فم مضيق باب المندب.