العربي نيوز - المخا:
كشفت أسرة مواطن عن تعرض نجلها إلى جريمة مروعة وغير مسبوقة بتعذيبه حتى الموت وإلقاء جثته على الطريق من قبل جنود يتبعون قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة إماراتياً في الساحل الغربي التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح عفاش.
وقالت أسرة الشاب طارق محمد زيد سعيد إن نجلها تعرض في الثالث من سبتمبر للاختطاف من قبل 6 جنود ينتمون لقوات طارق عفاش ونقلوه إلى مكان مجهول في صحراء مدينة المخا غرب محافظة تعز، ثم قاموا باستجوابه والتحقيق معه بمزاعم قيامه بسرقة أسلحة من مخازنهم.
مضيفة بموجب ما ثبت على لسان المتهمين أن "طارق" اعترف تحت التعذيب طالباً منهم اطلاق سراحه لاحضار ما اتهموه بسرقته في محاولة للنجاة بنفسه، وحين حاول الفرار عذبوه بالكهرباء والكي وضربوه بأسياخ الحديد ما أدى إلى وفاته بعد ثلاث ساعات من اختطافه، ليقوم الجنود برميه على الطريق العام في عزلة القلقول بمنطقة يختل شرق مديرية المخا.
مشيرة إلى أن الطبيب الشرعي أكد في تقريره حول الجريمة أن سبب وفاة "طارق" تعرضه للتعذيب الشديد بالحرق عبر أداة معدنية ساخنة في أنحاء متفرقة من جسده، وخاصة في مؤخرة الرقبة والظهر والفخذين واليدين والمؤخرة، بالإضافة إلى ضربه بأداة راضة على مؤخرة رأسه.
وذكرت أسرة المجني عليه أنه ثبت على المتهمين احضار أدوات التعذيب وهي مكينة لحام حديد وأسياخ وحبال و"تريك" كهرباء إلى منطقة الخضراء التي يتمركزون فيها، كما ثبت رميهم جثة "طارق" بعد وفاته من على الطقم التابع لهم.
مستنكرة مماطلة إدارة أمن المخا في اتخاذ اجراءاتها ازاء الجريمة الوحشية التي تندرج ضمن الجرائم الجسيمة، لأكثر من شهر ونصف، وتسترها على المتهم الرئيسي والمخطط لها واستبعاده من القضية كونه مقرباً من طارق عفاش.
ووجهت أسرة المجني عليه مناشدة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإعادة ملف القضية لاستكمال جمع الاستدلالات فيها من لجنة أمنية مختصة محايدة من خارج المخا غير خاضعة لنفوذ قوات طارق عفاش.
يأتي هذا بعد أيام من وفاة المواطن سمير سعيد الصبيحي، جراء تعرضه لتعذيب وحشي في سجن تابع لما يسمى "حراس الجمهورية" في مدينة المخا، قبل أن يتم نقله جثة هامدة إلى مستشفى البريهي في العاصمة المؤقتة عدن، وهو ما دفع أسرته إلى رفض استلام أو دفن جثمانه.
وطالبت أسرة الصبيحي بتشريح جثة نجلها "سمير" وكشف سبب وفاته، مناشدةً محافظ محافظة لحج بتشكيل لجنة للتحقيق تضم فريقاً طبياً للكشف عن ملابسات الوفاة، وإحالة كافة المتسببين في قتل ابنها تعذيباً إلى القضاء، وإطلاع الرأي العام بتفاصيل الجريمة البشعة التي ليست الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة في سجون طارق عفاش.
ويأتي تصاعد جرائم التعذيب في سجون طارق بعد أن كشفت منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف، عن سجون غير قانونية في معسكرات طارق بمدن الساحل الغربي، يشرف عليها ضباط اماراتيون لقمع معارضي تواجدهم بالساحل.
كما روى فارون، مدنيون وعسكريون، من هذه السجون، شهادات صادمة عن ممارسات قمعية لا إنسانية وتعذيب اجرامي، يتعرض له المعتقلون في سجون طارق بمدن الساحل الغربي، تصل إلى القتل والتسبب بالوفاة.
وتسيطر قوات طارق على مدن الساحل الغربي المحررة، وتفرض سلطتها وهيمنتها على السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية وادارات الامن، وتستحوذ على الايرادات العامة.
وأواخر يوليو الماضي، وجهت الأمم المتحدة ، اتهاماً صريحاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في اليمن ممثلة في ما يسمى قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، و"المجلس الانتقالي الجنوبي" بجرائم تعذيب في سجون تديرها في اليمن.
جاء ذلك في بيان أصدرته مفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ليل الجمعة، حملت فيه القوات الإماراتية ومليشيا "الإنتقالي" مسؤولية جرائم التعذيب بحق معتقلين وسوء معاملتهم في اليمن.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنها "قلقة إزاء ورود تقارير عن التعذيب وسوء المعاملة من قبل القوات المسلحة الإماراتية، وأجهزتها الأمنية، ومجموعات مسلحة غير نظامية تابعة لها في اليمن".
وحمّلت المفوضية الأممية، الإمارات "مسؤولية التحقيق في جرائم التعذيب وسوء المعاملة في هذه الحالات ومتابعة مرتكبيها"، داعية إلى "إحداث مسار قابل للتطبيق للضحايا من أجل التماس العدالة والإنصاف وإعادة التأهيل".
وتتطابق تلك الانتهاكات مع ما يمارسه وكيل مخابرات الإمارات في الساحل الغربي مسؤول شعبة الاستخبارات في قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" عمار صالح عفاش، شقيق عضو مجلس القيادة طارق عفاش، في مناطق الساحل الغربي لليمن.