العربي نيوز - خاص:
أثار الغياب اللافت لقيادات المؤتمر الشعبي العام الموالية للامارات في صفوف الشرعية من مطار عدن لحظة استهدافه بثلاثة صواريخ مساء الاربعاء، كثيرا من الجدل في اوساط المراقبين والسياسين والناشطين، على نحو يطلق الشكوك والاتهامات.
وتساءل مراقبون وسياسيون "لماذا لم يحضر رئيس مجلس نواب الشرعية الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني، على متن الطائرة التي تقل رئيس واعضاء الحكومة الجديدة، من العاصمة السعودية الرياض، إلى عدن؟".
مشيرين إلى أن "الشيخ البركاني من ابرز قيادات المؤتمر الشعبي في صفوف الشرعية، ومن اشهر قيادات المؤتمر المعروفة بالولاء المطلق للرئيس السابق علي صالح عفاش، ولنجله من بعده احمد علي وباقي افراد عائلة عفاش، الطامحة بالحكم".
وبرز في تناولات المراقبين والسياسيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الاستهداف الارهابي لمطار عدن ورئيس واعضاء الحكومة الجديدة، التوقف عند "مغادرة شلال شايع الطائرة قبل الكل وخروجه من صالة الاستقبال قبل الجميع".
منوهين إلى أن "شلال شايع، من ابرز قيادات الانتقالي الجنوبي المتحكمين بالملف الامني في العاصمة المؤقتة عدن، وظل يرفض تسليم ادارة امن عدن لخلفه حتى تعيينه قبل الاستهداف بيوم ملحقا عسكريا في السفارة اليمنية لدى الامارات".
واعتبروا هذا المعطى الجلي "شاهدا كافيا على علم شلال وقيادات الانتقالي المسبق، بالاستهداف المبيت، خصوصا وأن مليشيا الانتقالي بقيادة أبو همام البعوة، نائب قائد ما يسمى الوية الدعم والاسناد التابعة للانتقالي والامارات، توعدت الحكومة".
في السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل منشورا لاحد قيادات المؤتمر الشعبي الموالي لعائلة عفاش والامارات، فهد الشرفي، الثلاثاء، يتوعد فيه الشرعية، قائلا: "بكره سيكون لوزراء الاخونج يوم لن ينسوه في مطار عدن وسوف تذكروا كلامي".
وكشفت المعطيات المثبتة حتى الان من ملابسات الاستهداف الارهابي لمطار عدن الدولي لدى وصول الطائرة التي تقل رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة مساء الاربعاء من العاصمة السعودية الرياض، عن هوية جهة الاستهداف والعقل المدبر له.
وقالت مصادر سياسية وامنية في عدن: إن "تأكيد مصدر الصواريخ الثلاثة التي استهدفت مدرج وصالة استقبال مطار عدن الدولي، وأنه من محيط مديرية دار سعد، وتحديدا المدينة الخضراء، يكشف بجلاء عن هوية جهة الاستهداف والعقل المدبر له".
مضيفة: "الاستهداف برمته يحمل بصمات النظام السابق لعفاش، والمدينة الخضراء ما تزال وكر رجالاته، وعلى رأسهم القيادات العسكرية والامنية لنظام عفاش، الموالية للامارات، وفي مقدمهم، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار عفاش".
وتابعت: "تدعم الامارات عودة النظام السابق لعفاش، وتمكين افراد عائلة الرئيس السابق علي صالح عفاش من السيطرة على الساحل الغربي والتوغل في المحافظات الشمالية، ويقف امام ذلك خصمان اثنان الاول الشرعية والثاني الانتقالي في ظل يمن موحد".
حسب المصادر السياسية والامنية، فإن "الانتقالي اعلن تحالفه مع طارق عفاش وقواته المسماة حراس الجمهورية، لكن التحالف يقضي حسب اعلان هاني بن بريك، بدعم الانتقالي ضد الشرعية واستقلال الجنوب مقابل دعم عودة آل عفاش للشمال".
منوهة بأن "الامارات لا تخفي عدائها للشرعية ممثلة بالرئيس هادي ولأكبر المكونات السياسية في الشرعية، ممثلا بالتجمع اليمني للاصلاح، وهي بإيعازها لعمار بهذا الاستهداف، حاولت ضرب عصفورين بحجر واحدة، افشال الحكومة باتجاه انفصال الجنوب وضرب الشرعية لصالح عائلة عفاش".
إلى ذلك، وجه المجلس الانتقالي الجنوبي، رسميا، اتهاماته لأطراف خارجية تقف وراء استهداف مدرج وصالة الاستقبال في مطار عدن الدولي، لدى وصول الطائرة التي تقل رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة مساء الاربعاء من العاصمة السعودية الرياض.
واستبعد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، تورط جماعة الحوثي الانقلابية في الاستهداف. معززا نفي الحوثيين الذي نقلته قناة "الجزيرة" عن المكتب السياسي للجماعة بأن "لا علاقة للجماعة أو صلة بهجوم مطار عدن".
نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك، قال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "توتير" عقب استهداف مطار عدن: "الحوثي عدو ظاهر، فمن يرفع شعار الموت لن يكون إلا عدوا للبشر دون شك، ولكن من العجلة رمي التهمة للحوثي".
لكن القيادي السلفي في "الانتقالي الجنوبي" هاني بن بريك والموالي للامارات، وجه اصابع الاتهام إلى من سماهم "رجال نظام قطر وتركيا". وقال: الذين صرخوا ألما من اتفاق الرياض واعلان تشكيل الحكومة كثر، وهناك رجال نظام قطر وتركيا".
وتتنافى هذه الاتهامات مع ما يتوالى انكشافه من حقائق وملابسات الاستهداف الارهابي لمطار عدن، واخر هذه الحقائق انكشافا أن الصواريخ التي سقطت بمطار عدن اطلقت من داخل عدن وليس من خارجها.
في هذا، كشفت مصادر محلية وامنية مصدر صواريخ استهداف مطار عدن مساء الاربعاء، لدى وصول طائرة الحكومة الجديدة، وأنها من داخل العاصمة المؤقتة عدن وليست قادمة من خارجها أو من تعز، كما اشيع.
ونقلت صحيفة "الايام" العدنية عن شهود عيان قولهم: إن "ثلاثة مقذوفات انطلقت من اتجاه مديرية دارسعد، وتحديدا المدينة الخضراء قبل ان تسقط في مطار عدن وتحدث الانفجارات الثلاثة الهائلة المتتابعة".
الصحيفة، أكدت أنها استقت افادات شهود العيان، كل منهم على حدة، واتفقت أقوالهم في تحديد المصدر نفسه، وقالت: "كل شاهد من الذين تحدثنا اليهم حددوا ان انطلاق المقذوفات كان من المدينة الخضراء أو محيط دار سعد".
وفي وقت سابق، أكد نائب مدير امن عدن ابوبكر جبر، في حديث متلفز لقناة "الغد المشرق" ان "المقذوفات التي سقطت على مطار عدن الدولي مساء اليوم (الاربعاء) عبارة عن صواريخ كاتيوشا".
الامر الذي اكده خبراء عسكريون، افادوا بأن "السلاح الذي استهدف مطار عدن الدولي وتسبب في ثلاثة تفجيرات فور وصول الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء معين عبد الملك كان سلاحا تقليديا".
واشاروا في احاديث صحافية إلى أن "التحليلات الأولية لصور السلاح الذي تسبب في انفجارات عدن لم تكن صواريخ بالستية كما يزعم البعض بالقدر الذي كان بمثابة صواريخ كاتيوشا وقصف مدفعي".
مدللين بقولهم إنه "في الانفجارات الناجمعة عن الصواريخ البالستية تظل اجزاء من الصاروخ الباليستي بعد الانفجار، وشاهدنا ذلك في عمليات استهداف السعودية وهو ما لم يشاهد في انفجارات مطار عدن".
وتعرض مطار عدن الدولي مساء الاربعاء، لثلاثة انفجارات عنيفة استهدفت صالة المطار ومدرج مطار عدن أثناء وصول الطائرة التي تقل الحكومة الجديدة القادمة من العاصمة السعودية الرياض.
حسب محافظ عدن احمد لملس ومكتب وزارة الصحة في العاصمة المؤقتة عدن، وافادات اعلامية، فإن الانفجارات أوقعت ما يزيد عن 38 قتيلا وجريحا بينهم مسؤولون وصحفيون، وجنود في قوات التحالف.
وتعزز إفادات شهود العيان بتحديد مصدر المقذوفات الثلاثة (صواريخ الكاتيوشا) التي سقطت على مطار عدن من المدينة الخضراء في دار سعد، نفي جماعة الحوثي الانقلابية صلتها بالاستهداف.
كما يعزز تأكيد مصدر الصواريخ واطلاقها من جهة المدينة الخضراء، الاتهامات الموجهة للامارات بالضلوع في الاستهداف، ولوكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، بالتخطيط والاشراف على التنفيذ.