السبت 2024/09/21 الساعة 04:51 م

الرئاسة تكشف سر الانتعاش الكبير للريال اليمني 

العربي نيوز - متابعة خاصة:


أزاح مصدر اقتصادي في الرئاسة اليمنية الستار عن سر التعافي الكبير للريال اليمني بشكل مفاجئ خلال اليومين الماضيين في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، وارتباطه بالانفراج السياسي.


وقال المصدر الرئاسي: إن "سبب التعافي الذي طرأ على العملة هو التزام الرياض وأبو ظبي للرئيس هادي بإطلاق الوديعة من الدفعة 39 التي التزمت بها السعودية، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة".


موضحا أن "هذا الالتزام من جانب السعودية والامارات ترافق مع تشكيل الحكومة الجديدة مناصفة بين الشرعية والانتقالي وأداء اليمين الدستورية، ما ساهم في نزع قدر كبير من المخاوف في السوق المحلية".


من جانبهم أوضح خبراء اقتصاديون أن "التعافي النسبي للريال اليمني ليس مستداما وإنما تعافي موجه ناجم عن نشاط سياسي وليس اقتصادي لأنه تزامن مع إعلان الحكومة الجديدة لامتصاص سخط الشارع".


وحذروا من "تراجع مخيف لسعر الريال اليمني خلال الأيام القادمة في حال استمر غياب تواجد الدولة في المناطق المحررة وبقاء المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطرا على عدن وتوقف الصادرات السيادية لليمن".


منبهين من أن "استمرار التوتر الامني والعسكري، وتشتت موارد الدولة وتعطل المنشآت الاقتصادية السياسية، وازدواجية السياسة المالية بين مركزي صنعاء وعدن، وحال الانفلات الاداري، ستؤدي لانهيار اقتصادي كبير".


وتراجعت قيمة الريال اليمني 300% منذ بدء الحرب المتواصلة بعد ثباتها لسنوات عدة عند سقف 215 ريالا للدولار الامريكي. لكن انهيار الريال تضاعف منذ بدء العام الجاري ليفقد 26 % من قيمته، حسب تقارير اقتصادية.


أدى هذه الانهيار المتسارع وبصورة اكبر في المحافظات المحررة منذ مطلع العام الجاري، إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتعثر وارتفاع أسعار السلع وتزايد أعداد المعتمدين بشكل كلي على المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية.


وفشلت المعالجات المحدودة التي نفذها البنك المركزي اليمني بعدن في كبح تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث عاود الريال مسلسل انهياره بعد أيام من التعافي النسبي، وسط مخاوف من انخفاض أكبر خلال الأسابيع القادمة.


يشار إلى أن اسعار السلع والخدمات الاساسية شهدت خلال الاسبوعين الماضيين ارتفاعا كبيرا، تجاوز 180% جراء الانهيار المتسارع لقيمة العملة اليمنية، متسببا بارتفاع قيمة كيس الدقيق (50 كجم) إلى 25 ألف ريال.