الاثنين 2025/06/09 الساعة 08:48 ص

تعز تغلي غضبا من تسليمها لقاتلها وشباب الثورة ينتفضون 

العربي نيوز - تعز:

تشهد محافظة تعز حالة احتقان وغليان، غضبا من تسليم التحالف بقيادة السعودية والامارات المحافظة لقاتلها دون حتى اعتذار لآلاف شهدائها، فيما شباب ثورة 11 فبراير ينتفضون على مجاهرة طارق صالح عفاش بكسر ثورة تعز على نظام عمه وتدشينه مقر مكتب قواته وسط مدينة تعز.

واثار افتتاح طارق عفاش مقر ما يسمى "المكتب السياسي" لقواته في مدينة تعز، بمشاركة وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوى المخلافي، وعدد من قيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظة،  ردود أفعال ساخطة من أبناء المحافظة.

وزعم المخلافي أن تدشين مقر "المكتب السياسي لقوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي بتمويل اماراتي، في مدينة تعز "إضافة نوعية للمكونات السياسية المنضوية تحت الشرعية"، رغم أن هذا الكيان غير غير مصرح له من لجنة شؤون الاحزاب والتنظيمات السياسية.
 
المخلافي، استفز مشاعر عائلات شهداء ثورة الشباب السلمية التي اطاحت بالنظام العائلي الفاسد للرئيس الأسبق علي عفاش، وعائلات شهداء وجرحى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدافعين عن تعز من هجمات الحرس العائلي العفاشي ومليشيا الحوثي الانقلابية؛ بدعوته إلى "فتح صفحة جديدة لتحرير تعز والوطن ككل".
 
من جانبه، تناسى الأمين المساعد لمكتب قوات طارق، عبدالله أبو حورية، نهر دماء أبناء تعز في مواجهة هجمة حرس عفاش ومليشيا الحوثي، بقوله: إن "تدشين الفرع في محافظة تعز للتأكيد بأننا جزء منكم وأننا سنكون معاً نحمل راية النضال معاً في بعدها السياسي والعسكري.. وأن هدفنا واحد وغايتنا واحدة وعدونا واحد".
 
لكنه أقر بتضحيات تعز وأبنائها في صد محاولات الحرس العائلي وميليشا الحوثي الإنقلابية استباحت ترابها، في سياق تبرير هذه الخطوة الاستفزازية، قائلا: إن "تضحيات أبناء تعز ودماءهم الزكية التي استطاعت أن تحرر هذه الأرض لتجعل منها منطلقًا حقيقيًا لتحرير كل المحافظات اليمنية".

وأضاف: إن "تعز بعمقها الفكري والثقافي هي المنطلق الحقيقي لتحرير البلد". زاعماً أن "فرع المكتب السياسي بتعز سيكون نعم العون والسند لتحقيق الهدف المنشود"، متناسياً انسحاب طارق عفاش، نهاية العام الفائت من مساحة 110 كم مربع في الساحل الغربي وتسليمه اياها للحوثيين.
 
من جهته، ساق رئيس فرع المؤتمر الشعبي في تعز ووكيل المحافظة عارف جامل، مبررات للتواطؤ مع طارق عفاش وتمكينه زرع خلاياه في تعز بغطاء "المكتب السياسي"، من خلال التخويف بمليشيا الحوثي، قائلا: "لا ننسى أننا نعيش في ظرف استثنائي ومرحلة حرجة، ولدينا عدو خبيث كهنوتي يحاول النيل من تعز بشكل عام، وأمام معترك مشترك".

في المقابل، اثار تدشين ما يسمى "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" التابع لطارق عفاش، نشاطه في مدينة تعز، استياء وغضب اهالي المدينة ورابطة اسر شهداء تعز وشباب ثورة 11 فبراير، والذين ادانوا في بيان لهم افتتاح فرع جديد لمكتب طارق. متهمين التحالف بالسعي لاجهاض الثورة والانقلاب على الشرعية.

وحذر شباب ثورة 11 فبراير في بيانهم، من "محاولة إعادة تدوير مخلفات النظام السابق واعادتها إلى سدة الحكم". مؤكدين أن هذه الخطوة "هي محاولة يائسة لؤاد الثورة والانقلاب على الشرعية ولا تؤسس لبناء الدولة المدنية الحديثة المنشودة بقدر ما تحفظ للفاسدين مكاسبهم التي جنوها على حساب دماء الشباب".

ويواصل طارق عفاش منذ فبراير الماضي، تمديد نفوذه في المحافظات المحررة، عسكريا وسياسيا، عبر انشاء فروع لمكتب قواته، وبعد فرع شبوة، ثم مارب، أعلن نهاية مارس ماضي عن انشاء فرع ثالث بمحافظة تعز، في حفل نظمه بمدينة المخا التي تسيطر عليها قواته ويتخذها مقرا لقيادتها.

ظلت تعز وبسط النفوذ فيها، هدفا رئيسا للامارات عبر الدفع بطارق عفاش، لسحب قواته من مديريات ومدينة الحديدة على الساحل الغربي لصالح الحوثيين والزحف على مديريات تعز، حتى انتشرت في المخا، والوازعية، وموزع، ووصلت إلى مشارف مديريات ريف تعز الجنوبي، قبل ان يوسع طارق نفوذه عبر انشاء فرع للمكتب السياسي لقواته في محافظة تعز.

ويرى مراقبون للشأن اليمني، إن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات "تسير منذ العام 2020م باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام علي عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".