الاثنين 2025/06/09 الساعة 07:25 م

جباري يواجه بايدن بمفتاح السلام الحقيقي في اليمن وعواقب تجاهله 

العربي نيوز - جدة:

وجه نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، خطاباً للرئيس الأمريكي جو بايدن، حدد فيه مفتاح تحقيق سلام دائم وشامل في اليمن، وإنهاء الحرب الدائرة منذ 8 أعوام والتي جعلت اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

جاء ذلك في رسالة وجهها جباري إلى بايدن الذي يصل اليوم إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة له منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

وقال جباري في الرسالة التي نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن "ربط الحرب في اليمن بتسوية الملف النووي الإيراني، لن يفضي إلى سلام حقيقي في اليمن، وأغلب اليمنيين موقنين بأن اليمن لن تستقر ما لم تكف إيران عن دعمها للتخريب في اليمن، وما لم تغادر السعودية والإمارات اليمن، والكف عن التدخل وتقويض مؤسسات الدولة والسيطره عليها".

مضيفا في بيان تقويض التحالف للدولة: "ما حدث مؤخراً في الرياض من ماسموه نقل للسلطة بطريقة مخالفة للدستور اليمني ينم عن العبث السعودي الاماراتي بإرادة اليمنيين، وما لم نتصدى لهذه المشكلة فإنه من غير المرجح أن يتم سلام على الإطلاق، وسيمنح ذلك الأطراف المتصارعة فرصة ممارسة كسب الوقت والتسويف وسيحول اليمن إلى منطقة خصبة لتنامي الجماعات الإرهابية".

وتابع موجها اتهاما خطيرا إلى التحالف بقيادة السعودية والإمارات، بالقول: "إن تدخل السعودية والإمارات عسكريا ولمدة ثمان سنوات لم يفض إلى شيء، بل قوض الدولة ودمر قدراتها ومزق النسيج الاجتماعي وأنهى الديمقراطية وألغى الأحزاب السياسية".

مردفا:"نطالب الولايات المتحدة الأمريكية أن تفصل الملف اليمني عن الصراع السعودي الإيراني، فالخلاف بين الطرفين عميق للغاية وليس لليمن علاقة بهذا الصراع ولا يمكنهما أن يتوصلا لتسوية نزاعهما في القريب العاجل".

محددا للرئيس الأمريكي، أهم خطوات السلام بقوله: إن "أهم خطوة عليك أن تتخذها هي رسم الخطوط الوثيقة لتسوية دائمة وقابلة للتطبيق والاستمرار، تستند إلى ما كانت عليه اليمن من احتكام للإرادة الشعبية وصناديق الاقتراع واستعادة اليمن لسيادتها وقرارها المستقل وهذا لا شك سيقلص دور التدخل الإقليمي السلبي في بلادنا".

وأكد جباري، أنه "ينبغي أن تعكس رؤية بايدن لإنهاء الحرب في اليمن من خلال فصل ملف الحرب في اليمن عن الملف النووي الإيراني والصراع السعودي الإيراني، وحمل الحوثيين على فك الشراكة مع إيران". ونوه بأن "استمرار تدخل السعودية وايران سيمثل تحديات أمنية وسياسية لن تقتصر على اليمن فحسب، بل ستشمل المنطقة كلها".

مشدداً على أنه "لابد أن تشمل خطة السلام قضية الإعمار وإلزام السعودية وإيران بإعادة إعمار اليمن وما خلفته الحرب من دمار  التي أديرت من قبلهما".

وحذر نائب رئيس مجلس النواب، الرئيس الأمريكي، من "أن الذهاب نحو السلام في اليمن دون أن تتخلى المليشيات المسلحة عن حكم ولاية الفقية (الحق الإلهي) أو الحق المناطقي (مليشيا الانتقالي)، سيعرض مصالح أمريكا الاستراتيجية والحيوية في المنطقة والتي تتمثل في ضمان الوصول إلى الموارد الطبيعية والحيوية وضمان أمن وسلامة طرق النقل الاستراتيجية، للخطر، خاصة في ظل التنافس والاستقطاب الدولي على المنافذ والطاقة".

https://www.facebook.com/Abdulaziz.gubari/posts/pfbid02JuZsfj5gsKvZ1Hw7ZJPmdSzavz4w3G8BswjPwzW7Ny1KNg5RsUYPevoE2kuzj3mdl

يأتي خطاب نائب رئيس مجلس النواب إلى بايدن، بعد أن أكد المبعوث الأمريكي الى اليمن تيم ليندركينغ، تصدر ملف الحرب في اليمن وانهاءها اجندة زيارة الرئيس جو بايدن للسعودية ولقاءاته مع قادة المملكة ودول الخليج وفق تسوية تقترح وقفا دائما لاطلاق النار ومعالجة الملفين الانساني والاقتصادي والانخراط بمفاوضات لاتفاق شراكة سياسة بين مختلف الاطراف.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، وتعيين أحد رموز النظام السابق رئيسا له وأعضاء معظمهم من قادة الفصائل العسكرية المحلية، المتمردة على الشرعية، والموالية للرياض وابوظبي.

رأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن "نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم".