الأحد 2025/07/13 الساعة 12:33 م

المبعوث الأممي يتحدث عن تمديد الهدنة وتوسيع بنودها لتشمل هذه البشائر

العربي نيوز – نيويورك:

تعهد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ ، بمواصلة جهوده لفتح الطرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى، والعمل على تجديد الهدنة الأممية المعلنة في اليمن وتوسيع بنودها لتشمل امنيات عامة لجميع اليمنيين طال انتظارهم لها.

جاء ذلك في إحاطة جديدة قدمها عبر الاتصال المرئي إلى جلسة لمجلس الأمن الدولي، حول مستجدات جهوده للسلام في اليمن، أعلن فيها رفض ميليشيا الحوثي للمقترح الأممي بفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى,

وقال: "بعد النقاشات مع الأطراف، أعدَّ مكتبي مقترحاً محدَّثاً حول فتح الطرق على مراحل. منذ ذلك الحين، أبلغ انصار الله بعدم قبولهم المقترح الأخير. سوف تستمر جهودي للتوصل الى حل تفاوضي".

منوها بخطوة الحكومة إعادة فتح طرق في الضالع وتعز من طرف واحد بمناسبة حلول عيد الأضحى ، ومقابلة مليشيا الحوثي ذلك بفتح طريق "الخمسين الستين"، لكنه أكد ضرورة أن يسبق ذلك تنسيق بين الطرفين لضمان التنقل الآمن.

وقال: "في الأيام التي سبقت عيد الأضحى، رأينا مختلف الأطراف تعلن إجراءات متخذه من جانب واحد لفتح الطرق. قد تكون الأعمال الأحادية خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ومع ذلك فإن الاتفاق من كلا الجانبين مهم، ففتح الطرق يتطلب تنسيقاً واتصالاً مستمرين لضمان فتح الطرق بسلامة واستدامة لعبور المدنيين".

مضيفا: أحث الأطراف على "الانخراط بشكل بناء مع جهود الأمم المتحدة للتوصل الى اتفاق بشأن فتح الطرق ليتسنى لجميع اليمنيين استشعار فوائد ملموسة للهدنة في حياتهم اليومية"، وأردف: "سيكون للتوصل إلى اتفاق حول فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى أثراً هائلاً ستتردد أصداء منافعه في جميع أنحاء اليمن".

في المقابل، انتقد مبعوث الأمم المتحدة ما وصفه بـ "خطاب تصعيدي مقلق من الطرفين وما صاحب ذلك من تشكيك لكل منهما في منافع الهدنة"، محذرا من أن ذلك "التصعيد يمثل خطوة خطيرة"، مطالباً الجانبين بـ "الإحجام عنها".

وقال: "لنكن واضحين، فإن البديل عن الهدنه هو العودة للأعمال القتالية وقد تكون مرحلة عنيفة من النزاع مع كل ما تحمله من عواقب تقع على المدنيين اليمنيين والأمن الإقليمي".

موضحاً "لقد ساعد الهدوء النسبي على استئناف بعض الأعمال العامة وشجع الاستثمارات الدولية. ونظراً لارتفاع أسعار الوقود والوضع الاقتصادي العالمي، أصبحت هناك حاجة لبذل المزيد لضمان توفير الوقود والكهرباء والسلع الاستهلاكية بأسعار معقولة للمدنيين في جميع أنحاء البلاد".

وقال: "حصلت سبع سفن وقود منذ تجديد الهدنة، في الثاني من يونيو، على تصاريح دخول إلى ميناء الحديدة تحمل أكثر من 200 ألف طن متري من المشتقات النفطية المختلفة"، وأردف: "إن ارتفاع أسعار الوقود أدى الى تقويض الفوائد التي يمكن أن تعود على المواطنين اليمنيين".

مضيفا: إنه "منذ بدء الهدنة، نقلت 15 رحلة طيران تجارية قرابة 7000 راكب ذهاباً وإياباً، ما بين صنعاء وعمَّان"، واشار إلى تعثر تسيير الرحلات بين مطار صنعاء ومطار القاهرة، مؤكدا "العمل عن كثب مع السلطات المصرية سعياً لتيسير الرحلات الجوية من والى القاهرة".

وشدد المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ في احاطته على "أن الهدنة تمثل الفرصة الأمثل للسلام في اليمن منذ سنوات وعلينا تشجيع الأطراف لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة لصالح اليمن ككل".

مقرا بأن الهدنة ورغم استمرار الخروقات "ما زالت صامدة لأكثر من ثلاثة أشهر حتى اليوم"، وقال: "نتج عنها إنخفاض كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين تُقدر بنسبة الثلثين مقارنة بما كان عليه الحال في الأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة".

واعتبر أن "معظم الإصابات بين المدنيين جرّاء النزاع، ناتجة عن الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة التي ما زالت تمثل تهديداً على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، بعد عودتهم إلى المناطق التي انخفضت فيها وتيرة الأعمال القتالية".

مؤكدا "تلقي تقارير من كلا الجانبين بشأن حوادث مزعومة داخل اليمن بما في ذلك إطلاق مباشر وغير مباشر للنيران، والهجمات بالطائرات المُسيَّرة، وعمليات التحليق الإستطلاعية، وإنشاء تحصينات وخنادق جديدة. ومزاعم بإرسال تعزيزات إلى الجبهات الرئيسية كما في مأرب والحديدة وتعز".

واعترف المبعوث الأممي بعدم استثمار الهدنة في تحقيق تقدم باتجاه مسار تسوية للحرب، بقوله: "ثلاثة أشهر ونصف مضت من وقت الهدنة، وما زلنا نجد أنفسنا غارقين في تفاصيل تنفيذ الهدنة. وهذا أمر مهم. لكنَّ ذلك يعني أيضاً أنَّنا لم نتمكن بعد من الاستثمار بالقدر الكافي في مهمة تعزيز الهدنة وتوسيع نطاقها لتقديم منافع أكثر للسكان ونقل اليمن إلى مسار تسوية دائمة".

مردفاً: "في المناقشات التي أجريتها مع الأطراف، شددوا على أهمية البناء على الهدنة لتحقيق نطاق واسع من الأولويات الاقتصادية والأمنية وعدم تضييع فرصة السلام التي تتيحها الهدنة".

وأكد غروندبرغ، أنه "في الأسابيع المقبلة، سيستمر في البحث مع الأطراف لإمكانية تمديد اتفاق الهدنة لمدة أطول وتوسيع نطاقه". موضحاً أن "هذا من شأنه توفير الوقت والفرصة للبدء في نقاشات جادة حول المسار الاقتصادي والأمني والبدء في معالجة القضايا ذات الأولوية مثل الإيرادات ودفع الرواتب والشروع في اتخاذ الخطوات اللازمة بشأن وقف إطلاق النار"، مطالباً الأطراف بـ "العمل معه على هذه القضايا بقدر من الإلحاحية والمرونة".

مشيراً إلى أن "مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة اليمنيين من نساء وشباب ومجتمع مدني تظل من أولوياته لضمان استدامة التسوية السياسية وتلبية التطلعات والمطالب المشروعة لرجال ونساء اليمن".

وعبر المبعوث الأممي عن "الامتنان للدعم المستمر من المجلس وكذلك من سلطنة عُمَان والمملكة العربية السعودية وعموم المجتمع الدولي"، مؤكداً أن "الدعم المتضافر للتنفيذ الكامل للهدنة وتوسيع نطاقها إضافة إلى سبل المُضي  قدماً الذي سيكون أمراً حيوياً في الأسابيع المقبلة".