العربي نيوز - عدن:
طمأنت الحكومة، المواطنين بأنها قطعت شوطاً كبيراً من المعالجات الساعية إلى التخفيف من معاناتهم الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مؤكدة في الوقت نفسه قرب تنفيذ اتفاق توصلت إليه مع الحكومة الهندية على تصدير شحنات من القمح إلى اليمن.
جاء ذلك على لسان وزير الصناعة والتجارة محمد الأشول، الذي أكد أن المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية يغطي الاحتياج حتى نهاية أغسطس القادم مع كفاية السلع القادمة لتغطية الفترة المقبلة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية، عن الأشول قوله، إن "هناك تقدما كبيرا في تنفيذ الاتفاق مع الحكومة الهندية بشأن رفع حظر تصدير القمح إلى اليمن".
مشيرا إلى "مشاركة الوفد الحكومي والتجار في المشاورات التجارية"، وأكد أن "هذا التطمين يأتي مع تحسن في إمدادات توريد القمح من أوكرانيا".
ولفت الاشول إلى أن "الحكومة تبذل جهود بالتنسيق مع القطاع الخاص لتوفير السلع الأساسية والعمل على عدم حدوث فجوة بين الموجود وما تم التعاقد عليه".
داعيا كبار المستوردين إلى "تطوير آلية الاستجابة السريعة لاحتياجات السوق والتوزيع الداخلي بما يضمن وصول السلع إلى أنحاء الجمهورية".
وكشف الاشول عن "إصدار توجيهات صارمة لمكاتب الصناعة والتجارة بتكثيف النزول الميداني ومراقبة الأسعار ومنع الاحتكار بالتنسيق مع النيابات المحلية خاصة خلال أيام عيد الأضحى".
يأتي ذلك بعد إطلاق الحكومة، الأحد الماضي، نداء يتضمن تحذيرا من مجاعة عامة في اليمن باتت وشيكة مع قرب نفاد المخزون من القمح في البلاد خلال اسابيع، ولجأت بعد تراجع الهند عن استثناء اليمن من حظر تصدير القمح، إلى وجهة جديدة طلبا للمساعدة العاجلة.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي، واعد باذيب، حسب وكالة "سبأ": إن "المخزون الإستراتيجي للقمح في اليمن يشارف على الانتهاء في منتصف الشهر القادم، وندعو دول الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة اليمن في الحصول على أسواق جديدة لشراء القمح".
مضيفا لدى ترؤسه اجتماعاً في القاهرة مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: إن "أزمة الغذاء العالمية وتأثير الصراع الروسي الأوكراني انعكس على واردات القمح إلى اليمن، خاصة وأن هاتين الدولتين تحتلان أكثر من 46 بالمائة من إجمالي كميات القمح المستورد".
ومنتصف الشهر الجاري، فجر رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة المؤقتة عدن، أبو بكر سالم باعبيد، قنبلة مفاجئة وصادمة، بإعلانه عن حقيقة الوضع التمويني للقمح ومخزونه، وموقف الهند من طلب الحكومة استثناء اليمن من تجميد تصدير القمح.
وقال باعبيد في تصريح نقلته عنه صحيفة "الأيام"، إن "الوضع الغذائي في اليمن يمر بمرحلة صعبة ومعقدة مع قرب نفاد المخزون في منتصف يوليو، وما يلحقه ذلك من تأثير كبير بعد توقف واردات القمح من أوكرانيا وروسيا بسبب الحرب الدائرة هناك، وتوقف واردات الهند من القمح".
مشيرا إلى ان الحكومة ركنت إلى طلبها من الهند استثناء اليمن من قراراها وقف تصدير القمح. ولم تتابع الامر، لأن الهند فعليا لم تستثن اليمن حتى الان. وأضاف: "للأسف لم تساندنا الحكومة بالوقوف معنا في تأمين المخزون الغذائي، ولا نعرف هل هي سياسة أم ماذا؟".
وتابع: "سبق وأكدت لرئيس الحكومة في مارس الماضي على أهمية الاجراءات المشتركة لدعم الأمن الغذائي للبلاد، حيث اتفقنا على بعض الخطوات لتأمين المخزون الغذائي، وأخبرنا الحكومة بأن ما تبقى من المخزون يكفي لثلاثة أشهر تقريباً، وكان ذلك قبل حدوث أزمة الهند التي أصدرت قراراً بتوقيف تصدير قمحها، حيث ابدى التجار استعدادهم في توفير القمح".