العربي نيوز - عدن:
كسرت الولايات المتحدة الامريكية غرور "المجلس الانتقالي الجنوبي" وعاملته بوصفه "مجرد مليشيات لا دولة"، عبر اجراء عسكري يتجاوز الانتقالي وسلطاته ومليشياته التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، ويعكس انعدام الثقة من الجانب الامريكي في الانتقالي.
وأكدت مصادر عسكرية حكومية بأن "الخارجية الأمريكية استعانت بالجيش الأمريكي لنقل سفيرها الجديد المعين لدى اليمن، ستيفن هاريس فاجن، بطائرة عسكرية، وايصاله مباشرة لقصر معاشيق الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن، للقاء رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وتسليم اوراق اعتماد".
موضحة أن "مروحية أمريكية عسكرية نوع ‘في-22 أوسبري‘ نقلت السفير ستيفن هاريس فاجن والمبعوث الامريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى قصر معاشيق الرئاسي في عدن مباشرة، للقاء الرئيس رشاد العليمي، حيث حلقت على علو منخفض قبل أن تهبط في باحة معاشيق، مساء الاربعاء".
وذكرت أن الجانب الأمريكي "أصر على وصول السفير فاجن وفق هذه الترتيبات العسكرية نتيجة الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن جراء انتشار فصائل مسلحة متعددة تابعة للمجلس الانتقالي، وتجلى في استمرار التفجيرات والاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية والمدنية".
فجر الموقف الامريكي موجة سخرية واستياء واسعة بين اوساط السياسيين والناشطين. معتبرين أن طريقة وصول السفير الأمريكي إلى عدن "تجسد نظرة واشنطن للانتقالي وسلطاته بوصفها مليشيات لا دولة". وأن "الامر يوحي ايضا بأن السفير الامريكي فاجن سيغدو الحاكم العسكري لعدن".
وتلاحقت في عدن منذ بداية العام الجاري، الهجمات بسيارات مفخخة وحصدت حياة قائد محور العند واللواء 131 مشاه، اللواء الركن ثابت مثنى جواس ونجله واحد مرافقيه نهاية مارس، وفي مايو الفائت نجا رئيس عمليات المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن صالح علي حسن من هجوم مماثل.
في المقابل، يوجه سياسيو وناشطو "المجلس الانتقالي" اتهامات مباشرة لمن سموهم "النظام السابق". لافتين إلى "تصاعد التفجيرات والاغتيالات لقيادات قوات الانتقالي والجيش والوطني (قوات حكومة معين)، عقب عودة رموز النظام السابق للرئيس علي عبدالله صالح عبر مجلس القيادة الرئاسي".
ويشير مراقبون بأصابع الاتهام إلى أن "وكيل جهاز الامن القومي سابقا عمار صالح، مسؤول مخابرات قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية التي يقودها طارق صالح". لافتين إلى "تورط عمار في التخطيط لمئات الاغتيالات التي طالت عسكريين وامنيين وائمة مساجد في عدن والمحافظات المحررة".
يشار إلى أن العاصمة المؤقتة عدن ومدن سيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي" في جنوب البلاد، تعاني انفلاتا امنيا واسعا، تصاعدت معه التفجيرات والاغتيالات، وجرائم الاختطافات للمدنيين والناشطين والاعتقالات، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، دون ضبط أي من الجناة في معظم هذه الجرائم.