السبت 2024/04/27 الساعة 03:05 ص

العربي نيوز - الرياض:


غادر حزب التجمع اليمني للإصلاح، صمته حيال تعنت "المجلس الانتقالي الجنوبي" وسعيه لافتعال الازمات المتلاحقة، واخرها منعه ومليشياته المسلحة، أي احتفال رسمي او شعبي بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، ورفض دمج التشكيلات العسكرية التابعة له بقوات الجيش والامن، التابعتين لوزراتي الدفاع والداخلية.


جاء ذلك في بيان مقتضب، نشره رئيس الدائرة الاعلامية لتجمع الاصلاح، علي الجرادي، على الموقع الالكتروني "الصحوة نت" لسان حال الحزب، في صيغة مقال، تحت عنوان "اليمن الكبير"، اكد فيه على أن اعادة توحيد شطري اليمن جاء نتاج نضال شعبي يمني في الشمال والجنوب، وإصرار النظام في جنوب اليمن، على اندماج كلي للشطرين.


وشدد، الجرادي، رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الاصلاح على أن "امام مجلس الرئاسة أولوية قصوى وهي استعادة الدولة ولن يتأتى ذلك دون توحد القوى العسكرية والأمنية تبعا لتوحد القرار السياسي في مجلس الرئاسة والحكومة والبرلمان وبقية مؤسسات الدولة وتوحد الموارد الاقتصادية وصرف رواتب موظفي الدولة عسكريين ومدنيين ومتقاعدين".


مؤكدا حاجة الشمال للجنوب والعكس، بقوله: "بقدر ما يحتاج أبناء الشمال مساندة إخوانهم أبناء الجنوب في مواجهة أطماع ايران شمالا وجنوبا، فإن أبناء الجنوب يحتاجون اليمن الكبير في بقاء الجنوب واليمن واحدا تحرسه وحدة أبنائه في وجه الاطماع الدولية ومتغيرات الصراع والتنافس حول الممرات الدولية والجزر اليمنية ذات الموقع الاستراتيجي الدولي".


يأتي هذا البيان لحزب التجمع اليمني للإصلاح، على لسان رئيس دائرته الاعلامية، علي الجرادي، وفي الموقع الالكتروني الرسمي لصحيفة الحزب، بعد انتقادات وجهها سياسيون ونشطاء للحزب، جراء التزامه الصمت حيال استفزازات "المجلس الانتقالي" المدعوم اماراتيا، للمجلس الرئاسي، وفرض مليشياته حظرا لأي احتفالات رسمية أو شعبية بالعيد الوطني الثاني والثلاثين للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن.


واعتبر مراقبون بيان حزب الإصلاح، ردا مباشرا على اتهامات "المجلس الانتقالي الجنوبي" لحزب الاصلاح بأنه "حليف وشريك مع الرئيس الاسبق علي صالح عفاش في حرب صيف 1994م واجتياح الجنوب وقتل وتشريد ابنائه ونهب اراضيه ومقدراته وتأميم مصانعه وتسريح قواته قسريا وعشرات الآلاف من الموظفين". واستهداف سياسيي وناشطي الانتقالي للإصلاح بحملات تحريض بوصفه "جماعة اخوان ارهابية" تبعا للخطاب الاماراتي.


وفي ما يلي نص البيان الصادر عن حزب التجمع اليمني للإصلاح:

 


اليمن الكبير


لا أتذكر أن اليمنيين شهدوا لحظة ابتهاج وفخر كلحظة فجر ٢٢ مايو ١٩٩٠، تركنا مقاعدنا الدراسية في ثانوية عبدالناصر بصنعاء وخرجنا لميدان التحرير نحتفل وجموع اليمنيين تسيل دموعهم فرحاً.


بعدها بأسبوع كان علي سالم البيض يخطب في ميدان السبعين مردداً البيت الشهير:

 

 إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها

 تذكرت القربى فسالت دموعها


ترافقت الوحدة مع إعلان التعددية الحزبية وحرية الصحافة، وبدء ارتباطي بالصحافة وجدانيا بالمواظبة الأسبوعية على قراءة صحف الصحوة والمستقبل وصوت العمال والوحدوي.


وبعد تخرجي من كلية الصحافة جامعة صنعاء بدأت العمل الصحفي في صحيفة الناس وضمن حوارات مميزة مع عدد من القيادات اليمنية روى المناضل محمد الفسيل في حواره معي لذات الصحيفة.


إن صاحب قرار الوحدة الاندماجية هو علي سالم البيض بينما كان علي عبدالله صالح يتوقع أن تتم وحدة كونفدرالية أو فيدرالية في أحسن الأحوال، لكن علي سالم البيض طرح الوحدة الاندماجية وهو مزاج يتناسب مع تطلعات اليمنيين الذين كانوا شعب واحد بدولتين.


لقد انجز اليمنيون في لحظة قدر مواتية حلما كبيرا بحجم اليمن، وفشلت الاليات السياسية والادارية في ترجمة الوحدة الى مضامين تراعي المصالح والحقوق بين أبناء الشعب الواحد.


وجاءت ثورة ٢٠١١ لتعيد الألق لمعنى التوحد وتسلم راية اليمن لشخصية جنوبية لإعادة الاعتبار لمعنى الوحدة التي كانت حلم اليمنيون وشعار نضالاتهم في العقود الماضية.


ثم جاءت مخرجات الحوار الوطني لتضيف اعتبار اخر للشراكة السياسية والاقتصادية بين أبناء البلد الواحد.


وفي عام ٢٠١٤ مع إعلان جماعة الحوثي للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني فقدنا الدولة اليمنية.


وأصبح الحديث عن الوحدة والانفصال في ظل فقدان الدولة واستمرار الانقلاب كتهديد وجودي للجنوب والشمال والشرق والغرب يقتضي مراجعة الأولويات واستعادة الدولة ليتمكن اليمنيون من الاتفاق على اليات سياسية تضمن شراكة حقيقية وتوازن مصالح سياسية واقتصادية.


في حال استعادة الدولة وبدون استعادتها سلما او حربا ستكون كل اليمن بكل اتجاهاتها مهددة وجوديا بجماعة طائفية تنفذ اجندة إيرانية تجعل من اليمن فوهة بندقية تطلق رصاصاتها في كل اتجاه.


من هكذا منظور جاءت مشاورات الرياض بإعادة هيكلة الشرعية اليمنية وتشكيل مجلس الرئاسة لتمثيل كل أبناء اليمن وكل قواها المناوئة للانقلاب.


لتكون أمام مجلس الرئاسة أولوية قصوى وهي استعادة الدولة ولن يتأتى ذلك دون توحد القوى العسكرية والأمنية تبعا لتوحد القرار السياسي في مجلس الرئاسة والحكومة والبرلمان وبقية مؤسسات الدولة وتوحد الموارد الاقتصادية وصرف رواتب موظفي الدولة عسكريين ومدنيين ومتقاعدين.


أخطر ما تواجهه المجتمعات في وحدتها وهويتها الثقافية بروز خطاب كراهية يستمد جذوره من أبعاد طائفية أو جغرافية أو عرقية او مذهبية. إذ أن هذا الخطاب الذي يزرع التفتت والكراهية في المجتمعات بتفوق على الرصاص في تمزيق نسيج المجتمعات بالنظر الى اثاره المدمرة كونه الوصفة الناجحة للتمزيق ووقود الحروب.


بقدر ما يحتاج أبناء الشمال مساندة إخوانهم أبناء الجنوب في مواجهة أطماع ايران شمالا وجنوبا، فإن أبناء الجنوب يحتاجون اليمن الكبير في بقاء الجنوب واليمن واحدا تحرسه وحدة أبنائه في وجه الاطماع الدولية ومتغيرات الصراع والتنافس حول الممرات الدولية والجزر اليمنية ذات الموقع الاستراتيجي الدولي


كل عام وكل اليمنيين اخوة وبألف خير.

 
* علي الجرادي - رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح


شاهد تجمع الاصلاح يرد على تعنت "الانتقالي" وافتعاله الازمات: