الجمعة 2024/04/26 الساعة 06:08 ص

انتكاسة كبرى لـ

العربي نيوز - محافظات:


مُني المجلس الانتقالي الجنوبي بانتكاسة كبيرة، غير متوقعة من جانبه، فاجأت قياداته ومليشياته في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، في وقت يزعم أنه الممثل المفوض لما يسميه "شعب الجنوب" ويفرض سيطرته على الارض، ظهر جليا انحسار دائرة مؤيديه على نحو فاضح لحجمه الحقيقي، جسدته اعداد من لبوا دعوته للخروج في تظاهرات احياء ذكرى ما يسميه "فك الارتباط".


وأحجم ملايين المواطنيين في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، الخاضعة لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي" عن تلبية دعواته المكثفة للخروج في مسيرات وتظاهرات احياء لما يسميه ذكرى "يوم فك الارتباط" الذي اعلنه نائب رئيس مجلس الرئاسة علي سالم البيض في 21 مايو 1994م.


انحصرت اعداد الملبين لدعوات "المجلس الانتقالي" في المئات من اتباعه في كل من عدن ومحافظات: الضالع، وابين، ولحج، وشبوة، والمهرة، وحضرموت، رغم التحشيد المكثف من جانب "المجلس الانتقالي" سياسيا وعبر مليشياته المسلحة، لاتباعه.


وعلق مراقبون على هذه الانتكاسة الكبيرة التي مني بها المجلس الانتقالي، بأنها مؤشر ضجر الناس بما فيهم من صدقوا وتفاعلوا مع دعواته الانفصالية وشعاراته البراقة، وانحسار التفاعل معها في اوساط المواطنيين بالمحافظات الجنوبية، وعلى نحو يؤكد زيف تمثيله لهم.


من هؤلاء، رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الاعلامي الجنوبي، فتحي بن لزرق، علّق على الفعاليات، في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، قائلا: "العدد الضئيل للمشاركين في مهرجانات فك الارتباط هذا العام يؤكد أن الناس باتت تبحث عن حلول أخرى للقضية الجنوبية بعيدًا عن الانفصال".


كذلك المستشار الاعلامي لوزير النقل في الحكومة اليمنية، الاعلامي احمد ماهر، أكد منتصف ليل السبت الغاء الاحتفالات بعد التدخل السعودي، معلنا في تدوينة على حائطه بموقع "فيس بوك" ليل السبت، أنه "لا يوجد اي مظاهرة او احتفال بمناسبة ذكرى عيد الوحدة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، حتى الاحتفال لم يتم الموافقة عليه حتى الآن تجنب لأي خلافات سياسية!".


مضيفا: "و‏لو سمح المجلس الإنتقالي للجنوبيين بحق التظاهر السلمي في عدن لخرج الآلاف يحتفلون بذكرى الوحدة لأنها كانت وستظل طوق نجاة لهم من الحروب الأهلية والصراع المناطقي!". وأردف: "ولكن العدد البسيط الذي خرج اليوم بذكرى فك الارتباط يظهر لنا أن عدد الجنوبيين المؤيدين للانفصال يقل يومًا بعد يوم!". في اشارة لقمع مليشيا الانتقالي اي مظاهر احتفال بعيد الوحدة او رفع علم اليمن.


وتابع المستشار الاعلامي لوزير النقل، الاعلامي احمد ماهر، في تدوينته، مؤكدا الاتفاق الذي رعاه السفير السعودي بين مجلس الرئاسة والمجلس الانتقالي لالغاء الاحتفالات الجماهيرية بعيد الوحدة وحصرها باحتفال رمزي بقصر معاشيق، بقوله: "بالأخير من سوف يحدد الانفصال من استمرار الوحدة أو مشروع الأقاليم هو صندوق الانتخابات بعد إنتهاء الحرب ولكل جنوبي حق اختيار المشروع الذي يناسبه!".


تكتسب الاحتفالات بالعيد الوطني هذا العام، اهمية بالغة بنظر السياسيين والناشطين، كونها تأتي عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والتئام مؤسسات السلطات الدستورية الثلاث للدولة (الرئاسة والبرلمان والشورى والحكومة) في العاصمة المؤقتة عدن، بعد سنوات من حظر الاحتفال بالعيد الوطني ورفع رايات علم الجمهورية في عدن والمحافظات التي سيطرت عليها مليشيات "المجلس الانتقالي".


وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، عبر مزاعم "مخرجات مشاورات الرياض" لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وقيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي أعضاء فيه.


قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية وقوات الجيش الوطني الحكومية.


ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه فجر الخميس، السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.


ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن "نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم".


مشيرين إلى أن "التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف". حد قولهم.


ولفتوا إلى أن "من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا" والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.


منوهين بأن "التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية". لافتين إلى "وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل".  


يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".


شاهد سياسيون يؤكدون انحسار تفاعل المواطنين مع "الانتقالي" وشعاراته:

 

شاهد مسؤول حكومي يؤكد الغاء احتفالات عيد الوحدة في عدن :

 

انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ انتكاسة كبرى لـ