العربي نيوز - متابعة خاصة:
كشفت مصادر سياسية يمنية مقيمة في الرياض عن تعرض هواتف قيادات الشرعية و"الانتقالي الجنوبي" وكذا قيادات جناح عفاش في المؤتمر الشعبي، لاختراق ومراقبة كاملة من غرفة عمليات خاصة في قيادة التحالف، بواسطة تطبيق بيغاسوس الاسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن "مسؤولين يمنيين من قيادات الصف الأول تعرضت هواتفهم للاختراق من الاستخبارات السعودية والإماراتية وتخضع مكالماتهم للتنصت فضلا عن سحب مختلف المعلومات من تلفونات المستهدفين".
مؤكدة أن "التحالف وبجانب صرف ارقام هواتف متسلسلة لقيادات ومسؤولي الشرعية و"الانتقالي الجنوبي" وجناح عفاش في المؤتمر الشعبي، يستخدم المكالمات والمعلومات التي يتقرصن عليها لابتزاز القيادات اليمنية واخضاعها".
وقالت: "كثير من هذه القيادات باتت على علم بهذا التجسس وواجهت مواقف محرجة من ضباط مخابرات التحالف، اكان بالتحقيق أو بالابتزاز، ولم يعد بأيديهم اي حيلة للاعتراض أو التحفظ". مردفة: "تلك احدى القيود ووسائل الضغط".
في السياق، نشرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الامريكية تقريرا عن عملية القرصنة التي تعرض لها صحافيون في قناة "الجزيرة" القطرية، والتي تُتهم بها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عبر برامج تجسس اسرائيلية.
وجاء في تقرير أعده مركز بحث علمي في الأمن الإلكتروني تابع لجامعة تورنتو “سيتزن لاب” ونشرته قناة الجزيرة ضمن برنامجها #ما_خفي_اعظم أن برمجية خبيثة أصابت هواتف 36 صحافياً ومنتجاً ومديرين في قناة الجزيرة القطرية.
تقرير المؤسسة البحثية أوضح أن "أصل الفيروس الخبيث يعود للشركة الإسرائيلية “أن أس أو غروب” والبرنامج اسمه “بيغاسوس” الذي استخدم في السابق لملاحقة المعارضين في كل من الإمارات والسعودية، وبات يستخدم من اجهزة مخابراتهما.
والجديد المثير في دراسة “سيتزن لاب” التقنية التتبعية، هو أن "فيروس بيغاسوس يمكن أن يصيب الهواتف المحمولة المستهدفة بالتجسس دون أن يستطيع المستخدمون الرد على المكالمات، أو ما يعرف “النقرات الصفرية عالية التأثر”.
وفقا للدراسة فإنه "من خلال الإخطارات وحدها يمكن للبرمجية الخبيثة الطلب من الهواتف تحميل المحتوى إلى خادم أو سيرفر مرتبط بمجموعة “أن أس أو” مما يحوّل هاتف الأيفون إلى أداة رقابة قوية بدون جرّ المستخدمين للنقر على ما يرونه نصوصا خطيرة".
وحدثت عملية القرصنة على قناة الجزيرة القطرية التي يقول “سيتزن لاب” إنها الأكثر كثافة وتستهدف منظمة في يوليو وقبل أسابيع من إعلان إدارة دونالد ترامب عن اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل. وكانت الاتفاقيات مشفا عما كان يجري بالسر بين تلك البلدان.
في هذا، رأى محللون سياسيون أن "عمليات التطبيع مع اسرائيل ستؤدي وبشكل محتمل لتعاون قوي في مجال الرقابة الرقمية بين دول الخليج وإسرائيل". الامر الذي سبق أن اكدته تقارير نشرتها الصحافة الاسرائيلية عن "تطوير برامج تعاون أمن المعلومات" مع الامارات.
وقالت شركة أبل إنها كانت تعرف بتقرير “سيتزن لاب”. منوهة بأن "النسخة الأخيرة من برنامج تشغيل هاتفها المحمول “iOS 14” لديها حمايات جديدة ضد هذه الأنواع من الهجمات، وحاولت التأكيد لمستخدمي هواتفها أن نظام “أن أو أس” لا يستهدف مالك أيفون.
مضيفة: "يقوم النظام ببيع خادمها الإلكتروني إلى الحكومات الأجنبية كي تستهدف مجموعة محددة". حسب زعمها، في وقت يؤكد تقنيون أن شركة أبل، لم تكن قادرة على التثبت من تحليل “سيتزن لاب” الذي يتابع برامج تجسس “أن أس أو غروب” منذ أربعة أعوام.
وقدم المعهد تقييما بدرجة “متوسطة من الثقة” أن الهجمات مرتبطة بالإمارات والسعودية، وذلك بناء على استهدافهما المعارضين لهما في الداخل والخارج. ويخوض البلدان منافسة مرّة مع قطر، حيث أصبحت الرقابة الإلكترونية الأسلوب المفضل في ذلك الصراع.
لم ترد لا السعودية أو الإمارات للتعليق. لكن “أن أس أو غروب” شككت من اتهامات “سيتزن لاب” لها في بيان، وقالت: “لا نستطيع التعليق على التقرير الذي لم نطلع عليه”. وقالت الشركة إنها توفر التكنولوجيا للحكومات من أجل مساعدة “قوات حفظ النظام على مواجهة الجريمة المنظمة والإرهاب”.
لكنها في الوقت نفسه، أضافت: “عندما نتلقى دليلا موثوقا فيه عن سوء الاستخدام، نقوم باتخاذ الخطوات الضرورية بناء على إجراءات التحقيق في إساءة استخدام منتجنا من أجل مراجعة الاتهامات”. ما اعتبر اقرارا بوجود تعاون مع الاجهزة الاستخباراتية للحكومات.
ولم تكشف “أن أس أو” عن زبائنها، لكن التقرير وهو تحقيق استقصائي، الذي بثته قناة "الجزيرة" يقول: إن برنامج التجسس استخدم لملاحقة الصحافيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين. وتم ربط برنامج التجسس بعملية القتل الشنيعة للصحافي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.
كما تم ربط برنامج الاختراق والتجسس الخبيث "بيغاسوس" المصمم لتجنب الاكتشاف والتعمية على نشاطه، بأهداف أخرى مثل صديق مقرب لخاشقجي، وعدد من رموز المجتمع المدني في المكسيك، الذين قدموا دعوى قضائية في إسرائيل ضد الشركة.
يقوم برنامج بيغاسوس باختراق الهواتف لسحب البيانات الشخصية والمواقع والسيطرة على ميكروفونات وكاميرات الهاتف، مما يسمح للجهات المقرصنة بالتجسس على الصحافيين وهم يقابلون وجها لوجه مصادرهم.
وقال الباحث البارز في “سيتزن لاب” بيل مارزاك: “إنه أمر مخيف جدا ولكنه يظل الكأس المقدسة الوحيدة لاختراق الهاتف”. وأضاف: “ربما كنت تستخدم هاتفك بشكل عادي ولا تعرف أن هناك من ينظر إلى كل شيء تعمله”.
وفي عام 2017 فرضت السعودية والامارات مع البحرين ومصر حصارا على قطر التي اتهمت بإقامة علاقات قريبة مع إيران ودعم الإسلاميين. وطالبت الدول المحاصرة بإغلاق قناة الجزيرة بزعم أنها تتبنى أجندة سياسية متناقضة.
https://twitter.com/i/status/1338803636911083521