العربي نيوز - خاص :
أحال قائد قوات ما يسمى "حراس الجمهورية" التابعة للامارات في الساحل الغربي، عددا من الاعلاميين والعسكريين للتحقيق بتهمة الفشل والتهاون والتفريط، على خلفية تسرب وثائق وصور فيلمية عن قواته والساحل الغربي إلى قناة "الجزيرة".
وأثار انكشاف خفايا ما يدور في الساحل الغربي لليمن، عبر برنامج المتحري الذي بثت قناة الجزيرة حلقته الاولى بعنوان "الطريق إلى الساحل" غضب طارق عفاش، قائد ما يسمى "حراس الجمهورية" التابعة للامارات.
مصادر عسكرية ميدانية في مدينة المخا، مقر قيادة "حراس الجمهورية"، كشفت عن رد فعل طارق عفاش، بعد مشاهدته للحلقة الاولى من الفيلم الوثائقي "الطريق إلى الساحل" الذي أعده الصحفي اليمني جمال المليكي.
المصادر قالت: إن "طارق عفاش إنفعل بعد مشاهدته للفيلم وإنفجر غضبا في وجه صادق دويد الناطق بإسم حراس الجمهورية في الساحل الغربي وسكرتيره الصحفي نبيل الصوفي ومدير مركزه الاعلامي العسكري محمد انعم".
مضيفة: "وبخ طارق قيادات وسائل الاعلام التابعة له، واتهمهم بالفشل والتفريط" وتساءل: "من اين لهم كل هذه المعلومات والصور الخام لمدينة المخا، والقوات؟" في اتهام ضمني بأنهم على علاقة ببيع ارشيف الصور والفيديو.
المصادر أوضحت أن "طارق بعد توبيخه القيادات الاعلامية، استدعى جميع قيادات الوية حراس الجمهورية، ووجه خطابا حماسيا شديد اللهجة لأخذ الحيطة والحذر والعدة للمعركة القادمة مع قوات الحكومة الشرعية (الجيش الوطني)".
وقالت: "استدعى طارق عفاش القيادات والضباط في حراس الجمهورية وعاتبهم على خروج المعلومات التي نشرها فلم المتحري". مستدركا هذا الاتهام بقوله: "أين كنتم من المصورين الجائلين والمندسين في المخا" حسب تعبيره.
مضيفة: "أصدر طارق أوامر بالتحقيق مع عدد من المشتبه في انتمائهم وولائهم له من الاعلاميين والعسكريين، وقد يصل الامر إلى اعتقال عدد منهم في السجون التابعة لطارق واخضاعهم للتعذيب في ما يعرف بالضغاطة".
وكشفت الحلقة الاولى من برنامج "المتحري" المكرسة المعروضة بعنوان "الطريق إلى الساحل" عن خفايا سيطرة الإمارات على سواحل اليمن، كاشفا مخطط الامارات ودور التشكيلات العسكرية للسيطرة على سواحل وموانئ اليمن.
فريق البرنامج، الذي اعتمد على وثائق نشرت لأول مرة، استطاع الوصول إلى شخصيات كانت في قلب الحدث وتنتمي لقوات طارق، والحصول على ارشيف حصري من الصور والفيديو، للقوات التابعة للامارات في الساحل الغربي.
وكشف البرنامج الذي استضاف العديد من الخبراء والمتحدثين عن تقرير مالي أظهر ما تقدمه الإمارات لطارق وعمار عفاش من دعم مالي كبير يمكنهما من السيطرة على تلك القوات في الساحل الغربي وخدمة المشروع الاماراتي في اليمن للسيطرة على موانئ اليمن وسواحله .
متضمنا شهادات لعدد ممن استضافهم، بينهم قيادات عسكرية كانت مع طارق عفاش وتحفظ البرنامج على هويتهم، أكدت أن القوات التابعة لطارق والتي تسمى حراس الجمهورية قد تم تدريبها في معسكرات بعدن وفي ميناء عصب الارتيري.
وقالت القيادات العسكرية المنشقة عن طارق، إن قوات طارق التي تم تدريبها في ميناء عصب الارتيري تم نقلها عبر سفن تجارية إماراتية منها "بي ستار1" ما يُعد جريمة حرب في استغلال الإمارات السفن التجارية لتخفي تحركاتها العسكرية في المياه والأراضي اليمنية.
البرنامج الوثائقي لفت إلى أن الإمارات سعت لاستنزاف ألوية "العمالقة الجنوبية " و"المقاومة التهامية" لتمكين قوات طارق من فرض سيطرتها على الشريط الساحلي لسواحل اليمن الغربية، لصالح خدمة المصالح الاقتصادية والعسكرية للإمارات واسرائيل.
موضحا اعتماد الخطة الإماراتية الدفع بقوات العمالقة من ألوية المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية للصفوف الأمامية وابقاء قوات طارق في الخطوط الخلفية وتمكينها من السيطرة على المواقع التي تحررها تلك القوات دون تعرضها لخسائر مادية وبشرية.
وأكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي بمحافظة الحديدة عصام شريم، أن "طارق هو من قتل عمه الرئيس الراحل علي صالح في 2017م من خلال المعلومات المضللة وفشله العسكري في السيطرة على النقاط العسكرية والمواقع العسكرية في العاصمة صنعاء".
كما كشفت وثائق برنامج "المتحري" عن استخدام الامارات لوكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، في أدوار استخبارتية في الساحل، وأظهرت الوثائق تسلمه لمبلغ 22 مليون في إحدى فقرات التقرير ضمن مبالغ مالية كبيرة استلمها من الجانب الإماراتي.
وأزاح البرنامج الستار عن الدور الاستخباراتي للهلال الأحمر الاماراتي في سواحل اليمن الغربية بهدف تمكين طارق عفاش كوكيل حصري للإمارات واجندتها في اليمن، الرامية للسيطرة على الشريط الساحلي لليمن غربا وجنوبا وموانئه، بدعم قوى دولية.
حسب شهادات المتحدثين في البرنامج، وبينهم قيادات عسكرية منشقة عن "حراس الجمهورية"، ورئيس المؤتمر الشعبي في الحديدة، د. عصام شريم، فإن "الامارات حولت الساحل الغربي إلى ثكنات وقواعد عسكرية تهدد الملاحة الدولية".
وأكد المتحدثون في شهاداتهم أن "الامارات وطارق عفاش هم التهديد الحقيقي للملاحة الدولية عبر البحر الاحمر باستخدامهم السفن التجارية في اغراض عسكرية ونقل اسلحة وآليات عسكرية، وهو ما يصنف جريمة حرب تخالف القوانين الدولية".
تبين من خلال البرنامج الوثائقي، ان "الجميع بما فيهم قيادات عسكرية منشقة عن قوات طارق عفاش وقيادات عسكرية من الوية العمالقة ورئيس حزب المؤتمر في الحديدة، يعلمون بمخططات الامارات وطارق عفاش ويشهدون عليه بخيانته لليمن".
وأكدت شهادات المتحدثين في الوثائقي من مختلف الاطراف "تحصن قوات طارق بالمنازل والممتلكات الخاصة في تهامة وجعل هذه الاهداف المدنية اهدافا عسكرية مشروعة". ولم يستبعدوا "قصف قوات طارق مدنيين واتهام الحوثيين، لإنجاح المخطط الاماراتي".
في المجمل، كشفت الحلقة الاولى من وثائقي "الطريق إلى الساحل" خفايا صادمة عما يدور في الساحل الغربي لليمن، وجرائم قوات طارق بحق المدنيين. ودحض زعم طارق "حراسة الجمهورية" و"حماية المدنيين" الذين "يقمعهم بتهمة التجسس للحوثي والانتماء له".
https://www.youtube.com/watch?v=AZHFFZkBapY