العربي نيوز - متابعة خاصة:
أهان الفقر والجوع هامات اليمنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وفي المناطق المحررة ايضا، جراء ما يصفه مراقبون "سياسات عابثة للتحالف بالأمن والاستقرار وموارد الدولة الاقتصادية وموانئها ومطاراتها، على نحو يتعمد افقار اليمن وتجفيف موارد الدولة وتجويع اليمنيين وسيلة لاخضاعهم".
وكشفت ما يسمى "حركة ثورة الجياع في تعز" عن اهانة سياسات التحالف لنساء تعز من امهات الشهداء والجرحى وارغامهن على افعال تأباها النفس الانسانية وتأنفها العزة اليمنية، لكنها باتت -مع الاسف- واقعا مشهودا ومفروضا قسرا بعد 6 سنوات من الحرب التي يقودها تحالف دعم الشرعية.
الحركة، اشارت إلى تعددت صور المعاناة في اليمن الذي يرزح أبناؤه تحت وطأة الحرب منذ ما يقارب الستة أعوام والتي بفعلها انتشرت الامراض وتفشت الاوبئة وتدهورت الأوضاع المعيشية بشكل مخيف وارتفعت معدلات الفقر والبطالة، وانعدمت اساسيات الحياة وازدادت اعداد النازحين اليمنيين.
ونوهت بـ "توقفت رواتب موظفي الدولة في معظم المحافظات باستثناء قطاعات بعينها، وتضاءلت فرص العيش ودقت المنظمات الاممية والدولية ناقوس خطر المجاعة وأعلنت حالة الاستنفار الإنساني في هذا البلد المنكوب ليجد المواطن اليمني نفسه وحيدا رهنا لفشل الشرعية وحبيسا لإخفاقات التحالف".
يقول عبدالباقي سعيد، أحد أبناء مدينة تعز المشاركين في الاحتجاجات الغاضبة على انهيار العملة اليمنية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والخدمات الاساسية: "لم أكن أتوقع أن تصل حالة الأسر إلى مرحلة البحث عن الطعام من أكياس القمامة لا سيما الأسر المتعففة والتي لا تجد من يعولها".
ويصف عبد الباقي، كيف اكتشف ما تضطر لفعله بفعل سياسات التحالف، جارته ارملة الشهيد، التي تعول أربع بنات قبل سنة ونصف، وأنه "فوجئ بها بعد أن تعقبها خلسة وهي تبحث في كوم من القمامة بعيدا عن منزلها لما يمكن أن يسد جوع بناتها المنتظرات لأمهن العودة بما قسمه الله لهن".
يمضي عبد الباقي قائلا: "لقد عدت وأنا في حالة غير طبيعية جراء ذلك المنظر الذي هز مشاعري لأنسانه عفيفة تتخفى على قارعة الطريق للبحث عن بقايا الطعام من أكياس القمامة لها ولبناتها، وطلبت من زوجتي أن تقاسم جارتي الطعام مهما كان الطعام قليلا وأن لا تشعرها بشيء حفاظا على مشاعرها وتعففها".
ويحمل سعيد التحالف مسؤولية ما آلت إليه اوضاع المحافظات المحررة والمواطن اليمني من الجوع والفقر "لا سيما في ظل انقطاع الرواتب غير المبرر وحصار تعز بشكل متعمد من شركاء الشرعية لا سيما في الغرب والجنوب وعدم ادخال المواد الغذائية والعلاج للمدينة بموافقة التحالف نفسه".
سمر الصلوي إحدى بنات تعز تقول: "لقد شاهدت العديد من المناظر المؤلمة التي يعتصر لها قلب كمدا وأنت تشاهد طفلا صغيرا يفتش في أكياس القمامة عن بقايا الطعام وعندما تسأله عما يبحث يقول " اخواني جياع وامي تعبانه وما بوش مو نتقرع " أي لا يوجد لديهم ما يأكلونه في وجبة الإفطار".
وتضيف الصلوي: الله ينتقم ممن كان السبب والذي أوصلنا لهذه المرحلة من الفقر والجوع. الأسعار مولعة نار بعد الارتفاع الجنوني للدولار وبعض المواد الأساسية باتت معدومة في السوق .. جنان الخبز ندوره من فرن لفرن. الأسر الفقيرة والضعيفة ارتفع عددها والغلاء يطحنها في بلد بات بلا دولة".
وتؤكد سمر، أن "مسار المعاناة لأبناء تعز واليمن عموما يستمر، وهذه الاوضاع المتردية جعلت من الخروج إلى الشارع نتيجة حتمية إن لم يكن للتعبير عن رفض سياسات افقار اليمن وادامة اضطرابه وتجويع اليمنيين من التحالف، فليكن للبحث عن رغيف الخبز، أو الموت بشرف".
تشهد مدينة تعز وعدد من المحافظات المحررة منذ ايام تظاهرات جماهيرية حاشدة احتجاجا على الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي وشبح المجاعة الذي بات يهدد الأسر اليمنية جراء انقطاع المرتبات وارتفاع الأسعار بعد انهيار الريال اليمني مقابل سعر الصرف للعملات الأجنبية.
وخرج المواطنون المحتجون، السبت والاحد، في شارع جمال، أكبر شوارع مدينة تعز (وسط غرب اليمن) منددين باستمرار تراجع سعر صرف العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها. محملين التحالف العربي لدعم الشرعية المسؤولية الكاملة في تدهور الاوضاع، ما احرج اللجنة الامنية للمحافظة.
المتظاهرون الغاضبون رفعوا لافتات تطالب برحيل الفاسدين في الحكومة الشرعية ورحيل التحالف، الذي اتهمته بقطبيه السعودية والامارات بـ "انتهاج سياسة تجويع لليمنيين تهدف إلى اخضاعهم لاجندات اطماع الرياض وابوظبي الخاصة في اليمن" حسب ما رددت هتافات المحتجين ولافتاتهم.
وحذروا من "انتشار الجوع في أوساط المواطنين بسبب الغلاء الكبير الناجم عن انهيار الريال اليمني". مرددين شعارات مطالبة بمعالجات اقتصادية فورية تتضمن "ازالة الفساد، ورحيل التحالف من اليمن ورفع يده عن الموارد الاقتصادية للدولة وموانئ ومطارات اليمن"، حسب قولهم.