العربي نيوز - خاص :
كشف تحقيق استقصائي تلفزيوني بالوثائق خفايا مخطط الامارات في اليمن، واثبت دخولها في التحالف العربي لدعم الشرعية لأطماع خاصة تتصدرها السيطرة على ساحلي اليمن الغربي والجنوبي وموانئه في المقام الاول، عبر تشكيلات عسكرية محلية تابعة لها، بذريعة "تأمين الملاحة الدولية"، التي اكد انها المهدد الاول لها.
وبثت قناة الجزيرة القطرية، مساء الأحد، أولى حلقات برنامج "المُتحرّي" بعنوان "الطريق إلى الساحل"، كشفت بالوثائق والشهادات كيفية استحواذ الإمارات على السواحل اليمنية عبر فصائل مسلحة موالية لها، وخفايا صادمة عما يدور في الساحل الغربي لليمن.
التحقيق الاستقصائي الذي اعده الصحافي اليمني جمال المُليكي، تناول في حلقته الاولى ضمن برنامج “المتحري” (2020/12/13)، التمدد الإماراتي في السواحل اليمنية، وركز على تشكيل الفصائل العسكرية المتواجدة في السواحل اليمنية والمدعومة من أبو ظبي.
تضمنت الحلقة الاولى من البرنامج شهادات حصرية لقيادات وضباط منشقون عن قوات ما تسمى "حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش بدعم وتمويل من أبوظبي، كشفت تمردها عن الشرعية الموالية للتحالف، والجرائم التي ارتكبتها بحق المواطنين المدنيين.
وأكدت وثائق البرنامج أن "تأمين الملاحة الدولية عبر البحر الاحمر" مجرد ذريعة تستخدمها الامارت لتبرير سيطرتها على الساحل الغربي والجنوبي لليمن، عبر مليشيات "الانتقالي الجنوبي" و"حراس الجمهورية" و"العمالقة الجنوبية"، وكيف أنها تستهدف الملاحة لأجل ذلك.
حسب شهادات المتحدثين في البرنامج، وبينهم قيادات عسكرية منشقة عن "حراس الجمهورية"، ورئيس المؤتمر الشعبي في الحديدة، د. عصام شريم، فإن "الامارات حولت الساحل الغربي إلى ثكنات وقواعد عسكرية تتركز في ذوباب والمخا والخوخة، بما يهدد الملاحة الدولية".
وأكد المتحدثون في شهاداتهم أن "الامارات وطارق عفاش هم التهديد الحقيقي للملاحة الدولية عبر البحر الاحمر باستخدامهم السفن التجارية في اغراض عسكرية ونقل اسلحة وآليات عسكرية، وهو ما يصنف جريمة حرب تخالف القوانين الدولية المنظمة للحروب والاغراض المدنية".
تبين من خلال البرنامج الوثائقي، ان "الجميع بما فيهم قيادات عسكرية منشقة عن قوات طارق عفاش وقيادات عسكرية من الوية العمالقة ورئيس حزب المؤتمر في الحديدة، يعلمون يعلم بمخططات الامارات وطارق عفاش ويشهدون عليه بخيانته لليمن" حسب ما أكدوه هم وليس الحوثيين.
وأكدت شهادات المتحدثين في الوثائقي من مختلف الاطراف "تحصن قوات طارق بالمنازل والممتلكات الخاصة في تهامة وجعل هذه الاهداف المدنية اهدافا عسكرية مشروعة". موضحين أنه "لا يستبعد ان تقوم قوات طارق بضرب مدنيين ثم يقول انهم الحوثيين، لإنجاح المخطط الاماراتي".
في المجمل، كشفت الحلقة الاولى من وثائقي "الطريق إلى الساحل" مخططات الامارات في الحديدة وسهل تهامة بامتداد الساحل الغربي، وتنفيذ طارق عفاش لها، رغم ادعائه "حراسة الجمهورية" وحماية المدنيين في وقت يسجن معارضيه من ابناء تهامة بحجة "الجاسوسية أو انتمائهم للحوثية".
وقوبلت حلقة البرنامج، قبل حتى بثها، بحملات تشنيع شنَّتها المواقع الإخبارية الإماراتية وناشطوها على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجموا سياسة قطر ووسائلها الإعلامية التي اعتبروها مُناقِضة لمشروع المُصالَحة الخليجية الذي ترعاه الكويت بين الدوحة وخصومها في المنطقة من دول التحالف.
الفيلم يأتي امتدادا لسلسة من التحقيقات الاستقصائية التي بثتها قناة الجزيرة، منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف العام 2017، أبرزها "الغداء الأخير" و"موت على الحدود"، مستعرضا جانبا من انتهاكات وجرائم التحالف بقيادة السعودية والامارات، وجانبا من اطماعهما القديمة المتجددة في اليمن.
وكشف فيلم "الغداء الاخير" تفاصيل تصفية السعودية للرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي إثر سعيه لتوحيد اليمن وتأمين البحر الاحمر، فيما ركَّز الثاني "موت على الحدود" على الانتهاكات السعودية بحق اليمنيين ممن جنَّدتهم لحماية حدودها من الهجمات الحوثية، وتنكرها لهم وتضحياتهم.
يشار إلى أن وثائقي "الطريق إلى الساحل" بقدر ما كشف عن كم كبير من الخفايا والحقائق الصادمة لما يدور في الساحل الغربي لليمن، إلا أنه وعد بالمزيد من الحقائق في حلقاته اللاحقة، والتي تكشف ابعاد المخطط الاماراتي للسيطرة على سواحل اليمن والقوى الدولية التي تقف وراءها في ذلك.