السبت 2025/05/10 الساعة 11:28 م

العربي نيوز - فلسطين:


دخل الكيان الاسرائيلي على خط معارك مارب مراقبا ومعلقا ومحللا ومبديا قلقا موازيا لقلق الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية في التعبير عن مخاوفها بشأن التطورات المتسارعة التي تشهدها جبهات المعارك في محافظة مارب، وتصاعد خطر سقوط مدينة مارب، بيد مليشيا الحوثي الانقلابية.


وأبدت وسائل إعلام الكيان الاسرائيلي إسرائيلية اهتماما لافتا بتطورات المعارك في مارب، معتبرة أن قوات الرئيس هادي (الجيش الوطني) الموالية للتحالف بقيادة السعودية قد تعرضت لنكسة كبيرة على مستوى جبهات القتال في محافظة مأرب،..." حد زعمها.


ونقلت وسائل إعلام عبرية عن إدارات سياسية وعسكرية في تل أبيب قولها: إن سقوط مأرب بيد الحوثيين سيكون إيذاناً بفشل مشروع تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل وبداية لا تُعرف نهايتها، لعملية تطويق إسرائيل جغرافياً في محيطها الشرق أوسطي".


صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية نشرت في تقرير لها الخميس تأكيدات مسؤولين وقياديين إسرائيليين، أن "سيطرة مليشيا الحوثي على مدينة مأرب سيمكنها من السيطرة على كامل الاراضي اليمنية بما فيها مضيق باب المندب البوابة الجنوبية العربية لإسرائيل".


وقالت: "تراقب إيران والسعودية عن كثب وصول المعركة الرئيسية في مأرب باليمن إلى نقطة تحول محتملة أخرى. أصبحت الرياض متورطة في اليمن لدعم القوات الحكومية المحاصرة،... يقول الحوثيون إن حرب السعودية "إجرامية وبربرية". إنهم يقودون سياراتهم الآن لإكمال حصار مأرب ومحاولة خنق المدينة".


مضيفة: "يبدو أن الإمارات العربية المتحدة، التي لعبت ذات يوم دورًا إلى جانب الرياض ، قد اتخذت مسارًا مختلفًا في اليمن. ما يعنيه هذا هو أن الرياض قد تخاطر بمشاهدة حلفائها اليمنيين يخسرون معركة رئيسية على أعتابها في مأرب في اليمن، .. إذا استولى المتمردون على المدينة فستكون هزيمة كبيرة".


وتابعت: لطالما كان الحوثيون معادون للسامية بشكل علني، وشعارهم يدعو إلى "لعن اليهود". والشعار "الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. لعنة اليهود .. النصر للإسلام." مردفة: "ترى إسرائيل أيضًا في قوس التهديداتهذا مصدر قلق خطير". في اشارة  لمحور المقاومة بقيادة ايران.


مردفة على لسان خبراء عسكريين وسياسيين في حكومة الكيان الاسرائيلي ومراكز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية التابعة لها: إن "هذا بمثابة استكمال لقوس التهديد الخطير (اشارة لمحور المقاومة بقيادة ايران) على أمن إسرائيل وحلفائها في المنطقة" حسب ما اوردته الصحيفة على موقعها الالكتروني.


وأشارت إلى مكمن تهديد الحوثيين للكيان الاسرائيلي. بقولها: "ساعدت إيران في تقديم الدعم لهم في تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار. تقول بعض التقارير إن إيران أقامت حتى طائرات بدون طيار في اليمن يمكنها الوصول إلى إسرائيل ويمكنها مهاجمة الناقلات في خليج عمان" . المقابل للاراضي التي يحتلها الكيان الاسرائيلي. 


وحظي التقرير بتفاعل واسع بين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين، ومنهم يهود دنا، قال: "السعوديون خبراء في السماح للآخرين بخوض حروبهم. والفوز بهذا الأمر يعني وجود قوات على الأرض لصد قوات الحوثيين". في اشارة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.


مضيفا: "على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها، لا يزال السعوديون يمتلكون جيشًا غارقًا في الانقسامات القبلية وغير قادر تمامًا على الدفاع عن حدوده، ناهيك عن التدخل بشكل حاسم في اليمن لصالحهم". وأردف: "إن بقاءها كدولة قومية لفترة طويلة هو إنجاز بحد ذاته وانعكاس للوحشية التي يحكم بها آل سعود. وطبعا التواطؤ الغربي".


من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الامريكية ومستشار وزير الدفاع الامريكي لشؤون المشرق سابقا، ديفيد شينكر، في تصريح صحافي: إن "ميل الحوثيين نحو الحل العسكري بدلاً من حل تفاوضي يؤتي ثماره، وسيطرة الحوثيين على #مأرب تعني انتصارهم في الحرب".


وأضاف: "إن سيطرة الحوثيين على اليمن ستكون حتمية وعلى الولايات المتحدة الامريكية تقويض طموحات الحوثيين الإقليمية في المملكة العربية السعودية". وأردف: إن "واشنطن تفتقد إلى النفوذ الفعال في اليمن وهو ما يجعل دبلوماسيتها غير ناجحة".


ديفيد كينيث شينكر، دبلوماسي أمريكي عمل اثناء ادارة جورج دبليو بوش مستشارا بمكتب وزارة الدفاع ومساعدا أعلى لشؤون دول المشرق العربي، ورُشح في 9 أبريل 2018 ، لرئاسة مكتب شؤون الشرق الأدنى، وهو زميل أوفزين ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.


ونقلت الصحافة الأمريكية عن مبعوث واشنطن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، الذي بدأ -الخميس- جولة مشاورات بشأن ملف الحرب في اليمن، "خشيته من تغير معطيات المعركة على الأرض لصالح الحوثيين وسيطرتهم على المنشأت والموانئ النفطية في اليمن".


موضحة أن مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميريكية نشر على "تويتر" بيانا، قال: إن تيموثي ومسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع بحثوا مع سفيرَي السعودية لدى واشنطن واليمن ومسؤولين سعوديين آخرين، التطورات الأخيرة في معركة مأرب".


وأشارت إلى أن المباحثات الاربعاء والخميس، تطرقت إلى أثر سيطرة الحوثيين على منشآت النفط والغاز في مارب على حلفاء أميركا في المنطقة (في إشارة الى السعودية). وسبل "ضمان خروج آمن للسعودية من مأزق الحرب في اليمن". حسب تعبيرها.


وتشهد محافظة مارب منذ مطلع العام، معارك عنيفة تخوضها قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي بقيادة السعودية، في التصدي لتصعيد الحوثيين لهجماتهم الكثيفة وزحوفاتهم الانتحارية باتجاه مدينة مارب.


يسعى الحوثيون باستماتة غير ابيهن بخسائرهم البشرية والمادية، إلى اسقاط الشرعية في مارب والسيطرة على المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية، بزعم "كسر حصار سفن الوقود والغاز المفروض من التحالف على ميناء الحديدة".


يشار إلى أن الحوثيين استطاعوا خلال الاسابيع الاخيرة من احداث اختراقات كبيرة والتقدم في مديريات عدة تحيط بمدينة مارب، عبر تحالفات مع قبائل سئمت الحرب، وتفوقهم التسليحي وانتهاجهم استراتيجة الهجوم متعدد المحاور.


https://www.jpost.com/middle-east/battle-of-marib-could-be-nearing-key-point-affects-saudi-arabia-iran-683863